ينبع تلك المدينة الجميلة الساحرة بسواحلها الذهبية, العليلة بهوائها النقي صيفا وشتا .. القابعة بسكينة على الخاصرة الشرقية من البحر الأحمر .. ألا تستحق أن تكون منتجعا سياحيا ملء السمع والنظر؟!
هي تملك كل المقومات من حيث السواحل السهلة الممتدة, والبحر النظيف, ومناطق الغوص الساحرة المبهرة التي يقل نظيرها في العالم .. ناهيك عن مقوماتها كمدينة عصرية من حيث المستشفيات والخدمات والمطار, والخطوط السريعة التي تفر منها وإليها من و إلى المدن السعودية الكبيرة.
لكن! .. يبدو أننا أردناها صناعية صلدة قاسية, وطوينا وجهها الآخر الذي لوهيئ له من يقوم بإبرازه على ما تستحقه لتجاوزت مثيلاتها على الجانب الآخر من البحر الأحمر, كما هما سفاجة والغردقة المصريتين ينبع مهيأة تماما لكي تكون المنتجع البحري الأول في المنطقة .. فقط توعية لرؤوس الأموال السعودية التي ما فتئت تتقافز لتستثمر في منتجعات خارجية .. إلى جانب تسهيلات حقيقية لها لكي تحضر الفنادق والشركات السياحية الكبرى العالمية والمحلية, واحسب أنها متى ما حضرت ستساهم في إبراز الوجه السياحي الجميل لينبع.
وأشير إلى أن محافظة وبلدية ينبع مطالبتان بدور تسويقي تنموي لأن التسويق والتنمية جزء من مهامهما وبدرجة أكبر من رصف الطرق وتسوير المقابر, وعليها أن تضع يدها في يد هيئة السياحة التي لا بد أنها تعي من خلال خبرائها الأهمية السياحية الكبرى التي عليها ينبع. قد أكون أسهبت إنفعالآ لكن وجب ان أشير إلى أن ينبع وهي تفتقد كثيرا مما يواكب أهميتها, تمتلك سواحل ذهبية أجزم أنها أفضل مما شاهدته على الجانب الآخر من البحر الأحمر, وبما يمنح أفرشة بحرية مليئة بالعبق الجميل الذي يحتاج إليه السائح. وبين ما تملكه هذه المدينة من مقومات تبرز ثقافة السياحة لدى أهل ينبع, تلك الثقافة التي يعلوها الكرم والتسامح وخدمة زائر مدينتهم دون مقابل أو منة, وأجزم أن ذلك من أهم مقومات نجاح السياحة في مدينتهم رغم المقومات الضعيفة (بنيانا ومنتجعات).
ينبع درة مكنونة تملك ثراء طبيعيا حقيقيا على سواحل البحر الأحمر, ناهيك عن أن موقعها الجغرافي يجعلها مهيأة لتكون الأبرز والأفضل على سواحل البحر الأحمر .. فغير مقوماتها التي ذكرناها.. يكفيها فخرا أنها تقع على نقطة قريبة جدا ومكان مثالي بين المدينتين العظيمتين مكة المكرمة والمدينة المنورة لتجمع بين السياحة الطبيعية والسياحة الروحية .. فهل هناك مقومات سياحية أفضل من ذلك؟!
مساعد أحمد العصيمي - 11/08/1428هـ
mosaad@al-majalla.com