يوميات العم أبو أحمد بعنوان : طاخ طيخ يا بلد ؟
هاتفني العم أبو أحمد :
بعد نشر خبر وفاته ودفنه في بعض المنتديات فقلت له الحمد لله أنك مازلت حي ترزق فضحك وقال لا تلتفت لهذا !
وتجذبنا الحديث حتى وصلنا ما يحدث في الآونة الأخيرة حكايات القتل و المقتول في ينبع ونسمع في غيرها ارتداء العباءة النسائية من بعض الشباب ودخولهم لمحلات وقصور النساء !
قال يا بني لو رجعنا للسبب لوجدنا أين يكمن الخلل كيف تربينا على احترام الكبير وتوقير الصغير ثم سكت قليلا :
وقال لي سوف أحدثك بحديث غريب قليلا كان سابقا يخرج ولد الحارة وشايف نفسه مرتدي الفوطة المزركشة و المتعوب عليها وكانت تكلف مبلغ وقدرة وقتها ويرتدي ذلك الشرقي ( أكرمكم الله ) ونصف رجليه خارجا يجره في السكة ولابد من ظهور شغل ( سروال النسلة ) ولا أعرف سرا لماذا كان عرضه يتراوح من 15- 20 سم كان يعجبهم رفرفته من أثر الهواء أثناء ركوبهم على ( الدباب ) أو جلسة الدكة والطاقية مائلة والشعر مجعد وكم الفلينة ملفوف مع أنه قصير ولا أحد مكيفة ماشي يا أرض أنهدي ما أحد عليك قدي بس تعال مع هذا المنظر والذي كان يسمونه وقتها ما يسمونه فلا أستطيع قولها هنا احترام للقراء وأن حصل تعارك بين شخصين ونادرا ما يحدث بين أبناء الحارة الواحدة أنما يكون طرفي العراك كلا من حارة يكون الضرب مبرح ولكن بحرفنة وفن ومؤدب كذلك أضرب في مكان لا يظهر به علامات وموجع جدا وكان هناك نقاء في الألفاظ .....
ومع هذا كله تجدهم ذو شهامة ورجولة وقت الفزعات تجده من ضمن المباشرية في الأفراح تجده يظل واقف عند ضيوف أبيه لا يمل ولا يكل من الوقف بالشاذلية ( الدلة ) أو ممسك بإناء الماء البارد أو الزبدية للضيوف وهم يتناولون غذائهم وهو واقف يباشرهم تجده سباق للمساجد بهيئته تلك تجده مجتهد في المدرسة وقليلا منهم من لا يحب المدرسة ولكنه ينجح بمجهوده هو ومع قوتهم الجسدية والذهنية في تلك الأيام لم نسمع عن حالة قتل أو طعن ....
يقول لي العم أبو أحمد :
أما الآن ماذا خرج لنا بنطلون فقد كنا لا نعرفه إلا في حصة الرياضة ( ترنق ) وبالقوة نلبسه خجلا أو نشاهده على العسكري وقد نزل الآن هذا البنطلون وظهر من الجسد ما ظهر ... جيل قد خصر الثوب و دلعه والفصوص به تلمع و السست أركبها به والشعر يهفهف من نعومته وهو خشن فقد لعب الاستشوار دوره أنهم رجال اليوم والعطور حلت مكان أبو فاس والقاز
وفي الأفراح تجدهم أخر وناسه جالسين ومكوعين واسمهم مباشريه وللأسف لقد أصبح التطور في كل شيء فهناك من تستأجرهم للمباشرة وعجبي فأين فرحة الأصدقاء بفزعتهم لعريسهم كان الصديق يفرح لتعبه لصديقة الآن تجدهم في الأفراح جالسين ضحك وبلوت والتفاخر في الملابس ماذا حدث يا قوم
جيل تربى على الاكشن والرعب والميوعة والأب يضحك ومبسوط منهم جيل يشتري المكياج لا للنساء بل أنه للرجال جيل يصنفر وينعم ويقشر بشرته جيل يستخدم الكريمات أكثر من الوضوء لا نقل في النظافة شيء ولكن بالعقل وكل شيء في وقته يزن ويروق
ودعني يا بني أتحدث بصراحة ودون زعل فلا نخذ كلامنا هذا على العموم أنه على الخصوص ولكنه موجود كان الرجل يعتبر كل نساء الحارة محارمه يدافع عنهن بقوة ويحافظ عليهن بشرفه كان الجار وقت السفر يوصي جاره على أهله
واليوم أصبحنا نسمع أشياء تشيب لها الرأس حب ومقابلات وغرامات ويلوك الشباب أعراض الناس علانية في أماكن عامة دون خجل أو مراعاة حرمة سبحان الله أنه يقسم أنه فعل وفعل ........
لا تزعلوا مني هذه المرة أنه هذا الواقع سمعنا وشاهدنا يا ويلك لو نصحه أو قلت عيب أو حرام أنك لن تستطيع الحوار ليس للضعف لأنك تحتار مع من تتحدث أشباه رجال بل أن النساء في زمن ماضي كانوا أشد صلابة من جيل مثل هذا إلا من رحم ربي .
وكل خصام الآن حضر المسدس وطاخ طيخ وقالوا أنه مريض نفسي فلا تعجبوا من كثرة الجرائم والسرقات وطاخ طيخ يا بلد
يقول العم أبو أحمد لكي يتعدل الحال أرجعوا التربية والعصا و الفلكة في المدارس تقولون أنها التربية الحديثة لا والله أنهاالعقيمة
كنا مجتهدين في المدارس ويمدحونا الأساتذة ومع هذا كان أن مر الأستاذ من الحارة وقت العصرية والكورة ويوم عطلة نسرع هربا حتى لا يرانا أين نحن اليوم وقد جلس الطالب ومع أستاذه في شرب شيشة ولعب بلوت
أرجعوا السؤال عما نفتقده في المساجد أرجعوا قيمنا وتقاليدنا أرجعوا احترام الأب واحترام الضيف كان أبي عند دخوله للبيت لا يسمع في البيت صوتا هل هذا موجود الآن ؟
تقولون قسوة رجعيه لكن ماذا وجدنا وماذا حدث بعد فقدانها أرجعوا ما كنا به نسلم من طاخ طيخ ؟
وأخيرا
بش و يش بالله علينا بشويش
ينبع البحر
مع السلامة
المفضلات