آه.. عبدالله!
د.غازي بن عبدالرحمن القصيبي

[align=justify]عكــاظ [/align]

بكلمات تقطر حزنا، يكتب شاعر القصيدة عن شاعر النثر، يرثيه فيرثي فيه الانسان قبل أن يرثي فيه الكاتب، مجسدا الحزن الغامر في لحظة الموت حينما يكون هذا الموت، مصادرة للجمال الذي تغنى به الشاعر، كما تغنى به الكاتب الذي رحل عنا.
الشاعر الكبير غازي القصيبي في مرثيته، التي جاءت وداعا للكاتب عبدالله الجفري، يعلمنا كيف ان الموت بإمكانه ان يوحي لنا بجمال يتألق في الشعر.

[poem=font="Simplified Arabic,6,#4A4A01,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="double,4,#400000" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]

مَنْ يروّي بَعدكَ الفُلّ؟ .. وَمَنْ=يمنحُ العشّاق عِطَر الياسمينْ؟
من يغنّي للجميلات؟ وَمَنْ=يصبغُ الأُفْقَ بألوان الحنين؟
من يناغى البدْرَ في ليْلِ المنى؟=من يناجي مهرجانَ السامرينْ؟
***=
آه! عبدالله! ما أتعَسَنَا=من دفينٍ نتمشّى لدفينْ
يرحلُ الأحبابُ.. يمضي مَعَهمْ=عمُرٌ كان يسُّر الناظرينْ
من أماسٍ رقصتْ أنجمها=وليالٍ رقصتْ للحالمينْ
وشباب فائر.. ما مسّه=مخلب الداءِ.. ولا الشيبُ الحزينْ
وحبيباتٍ كأفكارِ الدُمَى=يتلذّذن بذبحِ القلبِ.. عينْ
***=
آه! عبدالله! يبكي قَلَمٌ=دفءَ كفّيكَ.. وقرطاس أمين
الحروفُُ الخضرُُ من يرسُُلها=في سماء الحُُبّّ.. تقسو وتََلينْْ؟
وسطور العشق من يكتبها=بِسوادِ العَينْ.. والقلب الطعينْ؟
من نعزي فيك؟ أسفار الهوى=أم شذى الكلمة.. أم أبهى سنينْ؟
زَمَني بالموت يسخو ما له=بمواعيدِ الأحباءِ ضنينْ؟! [/poem]