منقول من شبكة البصرة
قصيدة للشاعرة العروبية "عيدة العروي الجهني" :
كلمات بمثابة جرس إنذار متتالية في آذان الحكام العرب
لسماع قصيدة الشاعرة العربية عيدة العروي الجهني
[justify] [/justify][justify]
هذه القصيدة النبطية العظيمة الشاعرة الخليجية الرائدة عيدة العروي الجهني التي ألقتها في مهرجان خليجي مخصص لأهداف محددة تتحول فيها عملية الإبداع إلى بضاعة منافسة بين الأفراد النابهين : رجال ونساء، من أجل الحصول على جائزة مادية، ولكن هذه الشاعرة/المرأة رأت في هذا المهرجان مناسبة هامة لكي تجعل عروبتها تصرخ حول مستقبل الأرض، ومستقبل الإنسان الذي يعيش فوق الأرض العربية المشرقية وفي بلدان الخليج العربي على وجه الخصوص، كان واضحاً منذ البدء التماهي بين الشعور المرهف نحو الأم بالمعنى البيلوجي والشعور المواظب بالاِلتزام نحو الأم/الأرض، كهدف وطموح وسريرة إنسانية. فمباركة ٌهذه المشاعر الإنسانية العظيمة .
لقد تميز هذا النص الشعري بالعمق الثقافي والثراء المعرفي والرؤية التاريخية الواضحة، وتضمين النص الأدبي المبدع بكل هذه الترميزات التاريخية، وإيراد الحوادث الذهبية الحادة التي اِستطاعت أنْ تحفر في الذاكرة الإنسانية العربية خطاً متواصلاً متفجراً من الوعي النافذ الرابط بين الأبعاد الزمنية : الماضي والحاضر والمستقبل . إنها لمهمة عسيرة لا يستطيع الوصول إليها والاِرتقاء بها إلا من امتلك حساً عربياً صادقا وإحساساً بروحية المستقبل، وهو ما وفقت إليه الشاعرة العربية المبدعة واِهتدت إليه، الأمر الذي بين بشكل واضح أنها كانت واعية بمعضلة الضرورة الثقافية عند المتلقي والسامع والحكم النقدي، كون رؤيتها ستكون إستباقية،ولم تنوي أن تكون شاعرة النوح على الماضي المفقود، لذا فهي توجه إنذاراتها إلى من يهمهم الأمر: وهم المسؤولين العرب أساساً، عبر لكزهم بمهماز حروفها المشرقة والمبدعة والمؤثرة،مثلما طلبت من اللجنة القيمة على تقييم القصائد أن تكون منصفة عند التعرض النقدي والتقويم النهائي للنص الأدبي .
هل كانت الشاعرة العربية الرائدة "عيدة العروي الجهني" تدرك مستوى أعضاء اللجنة الثقافي/السياسي؟ أم كانت تعرف أنَّ أعضاء اللجنة قد حـُددت لهم مهمة معينة، وبالتالي فمن الصعب عليهم الخروج على حدودها المرسومة، فعبـَّر أغلبهم عن خوفهم من التورط بالاِتجاه السياسي للقصيدة. في أية أنَّ التخفي وراء عدم معرفة المتلقي لمضمون وهدف القصيدة التي ألقتها الشاعرة المبدعة "عيدة الجهني"، لن تستطيع نثر غبار التضليل على الواقع الثقافي/السياسي للمشرفين الذين كانوا يتطلعون إلى قصائد تتضمن الرؤية الشعرية لـ(لشعراء مراهقين)، ومفردات الميوعة العشقية وبعيداً عن معاناة الإنسان العربي المعاصر .
لقد تمكنت الشاعرة من الموائمة بين اللحظة التاريخية الراهنة، و(كم) الأعداء و(نوعية توجهاتهم) لجهة عدوانيتهم اللا محدودة على الوطن العربي، فجاءت قصيدتها لمعالجة أحد أشكال العدوان على الوطن العربي المتمثل بالأطماع الإيرانية الصفوية تجاه المشـرق العربي، بدءاً من الأحواز ومروراً بكل المناطـق العربية المغتصـبة والمحتلة : فصَحّ لسانها على تحذيرها وباركَ الله في هكذا عقل متزن وكـَيـْس.
لقد كانت كلماتها الشعرية المشبعة بالدلالات التاريخية مكثفة، غنية، عميقة، مليئة بالمعاني التاريخية المضيئة، التي اِنطوت عليها جوانح التاريخ العربي، والكلمات الشعرية هذه كانت بمثابة جرس إنذار متتالية قرعَ أجراسها في آذان الحكام العرب، كشفاً لهم عن المخاطر الكامنة، حول ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، وتحذير إليهم من مصير الأرض الخليجية ومناطق الخليج العربي من المصير الذي صارت إليه "الأحواز العربية" وعاصمتها "المحمّرة" التي كانت تحتضن العرب والعروبة ورمزها المعنوي الخالد الشيخ الشهيد "خزعل الكعبي"، الذي كان آخر أمرائها واِغتالته جندرمة الشاه في سجونها القمعية الشريرة عبر دس السم في غذائه في العام 1936م.
الأرض العربية : مجد الآباء، الرمزية المكتنزة بالمثال والأمل، الوعي الواسع والعميق الذي تمثلت فيها الشاعرة العربية الدروس الحقيقية للتاريخ العربي في أبعاده الماضية منذ معركة ذي قار والقادسية، وحتى اللحظة الزمنية الحديثة والمعاصرة : لحظة اِحتلال الأحواز والجزر الإماراتية الثلاث،وصولاً للتدبر المعمق في اِحتمال التطورات السياسية القادمة. كان نسغ القصيدة هي تجلٍ لروحية التحريض الوطني والقومي العربي، ويكفي بها مهمة نبيلة جديرة بكل صوت عربي شريف .
وهمسة في أسماع النقاد، نقولها في آذانهم ـ إن كانت لهم آذان :
"أنَّ الكلام لا ينفع إذا اِقترن بمعاول الخوف وهي تدق على قلوبهم، وتلجم ألسنتهم، وتشكم إرادتهم".
[/justify]
موقع عربستان الأحوازي
15 – 3 – 2009
شبكة البصرة
الاحد 18 ربيع الاول 1430 / 15 آذار2009
المفضلات