[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
صياغة جديدة لمعلقة عنترة بن شداد
هل غادر الرؤساء من متردم = أم هل عرفت حقيقة المتكلم
سنة على سنة تراكم فوقها =تعب الطريق وسوء حال المسلم
سنة على سنة وأمتنا على= جمر الغضى والحزن يشرب من دمي
قمم تُشَيَّدُ فوق أرض خضوعنا= أرأيت قصراً يُبتنى في قمقم؟!
يا دار مأساة الشعوب تكلمي= وعمي صباح الذل فينا واسلمي
إنا على المأساة نشرب ليلنا =سهراً وفي حضن التوجس نرتمي
ما بين مؤتمر ومؤتمر نرى= شبحاً يعبر عن خيال مبهم
التوصيات تنام فوق رفوفها= نوم الفقير أمام باب الأشأم
شجب وإنكار وتلك حكاية =ماتت لتحيا صرخة المستسلم
أ أبا الفوارس وجه عبلة شاحب = وأمام خيمتها حبائل مجرم
أ أبا الفوارس صوت عبلة لم يزل = فينا ينادي : ويك عنترة أقدم
ترنو إليك الخيل وهي حبيسة= تشكو إليك بعبرة وتحمحم
هلاّ غسلت السيف من صدأ الثرى= وعزفت في الميدان ركض الأدهم
هلاّ أثرت النقع حتى ينجلي = عن قبح وجه الخائن المتلثم
وأرحتنا من كل صاحب زلة = يوحي إليك بقصة ابني ضمضم
أ أبا الفوارس أمطرت من بعدكم= سحب الهدى غيثاً هنيء الموسم
لو أبصرت عيناك وجه محمد = ورأيت ما يجري بدار الأرقم
ورأيت مكة وهي تغسل وجهها= بالنور من آثار ليل مظلم
وفتحت نافذة لتسمع ما تلا = جبريل من آي الكتاب المحكم
ورأيت ميزان العدالة قائماً = يُقتص فيه ضحىً من ابن الأيهم
ورأيت كيف غدا بلال سيداً = ومضى الطغاة إلى شفير جهنم
لو أن عينك أبصرت إسلامنا= لخرجت من كهف الضلال المعتم
وحملت عبلة والحجاب يزيدها= شرفاً وأطفأت اللظى في زمزم
لو عشت في الإسلام ما عانيت من= لون السواد ولا نضحت بمنشم
أ أبا الفوارس قد عرفتك حافظاً= حق الجوار تغض طرف الأكرم
ولقد رأيتك في خيالي والوغى= تشتد حين كررت غير مذمم
فأَدَرْتُ دولاب الأماني أن أرى= في عصرنا وجه الشجاع المقدم
لكنَّ دولاب الأماني لم يدر= إلا بصورة خائف متوهم
كم فارس من قومنا لما رأى= لهب الرصاص أدار مقلة غيلم
ترك الضحايا خلفه وسعى إلى= قبو ليغمض مقلتيه ويحتمي!!
أ أبا الفوارس قف مكانك إننا= لنعيش في زمن الخداع المبرم
لم يدرك العربي في أيامنا= كرم الجدود ولا يقين المسلم
طُعِنَت كرامة أمتي في قلبها= ليس الكريم على القنا بمحرّم
وصراخ أسئلتي يجسد ما حوى= قلبي من الجرح العميق المؤلم
يا أمة الإسلام هل لك فارس= يغشى الوغى ويعف عند المغنم
إني ذكرتكِ والجراح نواهل= مني وحرفي قد تلجلج في فمي
فوددت تمزيق الحروف لأنها= وجمت وجوم جبينكِ المتورم
يا أرض )داكار) اسألي عن حالنا= إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
يخبرك مَنْ شهد الهزيمة أننا= بتنا على حال الأصم الأبكم
يا أرض داكار المشوقة ربما= رَفَعَت إليك الريح صوت اليُتَّم
ولربما فتحت لكِ الباب الذي= يفضيإلى الأقصى الجريح فيممي
ولربما أفضى إليك البحفي= زمن السكوت بسرّه فتفهمي
وتأملي كل الوجوه ورددي= ما تسمعين من الهتاف، ونغّمي
وإذا رأيت بشائر الفرح التي= ماتت لدينا فاصرخي وتكلمي
يا قادة الدول التي لم تتخذ = لغة موحدة أمام المجرم
في الكون دائرتان واحدة لها= ألق وأخرى ذات وجه أسحم
يا قادة الدول التي لولا الهوى= وخضوعها لعدوها لم تهزم
القمة الكبرى، صفاء قلوبكم = لله نصْرُ الخائف المتظلم
القمة الكبرى، خلاص نفوسكم = من قبضة الدنيا وأسر الدرهم
القمة الكبرى، انتشال شعوبكم =من فقرها من جهلها المستحكم
القمة الكبرى، جهادٌ صادق =وبناء صرح إخائنا المتهدم
أما مطاردة السراب فإنها = وهم يجرعنا كؤوس العلقم
مدوا إلى الرحمن أيديكم فما= خابت يد تمتد نحو المنعم
الشاعر الدكتور / عبدالرحمن العشماوي
[/poet]
المفضلات