رنـــــات قـلـــــب الــذهـــــــب
بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي
(( مساجدُنا ... أسئلة بلا أجوبة ))
أخواني وأخواتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مساجد الله تعالى هي البقع الطاهرة من الأرض ، الَّتي يتَّخذها الناس مراكز للعبادة ، يتعلَّمون فيها مبادئ دينهم وتعاليمه ، ويتدارسون أمور بعضهم بعضاً ويزداد شوقنا لها حينما تكون نظيفة ومرتبة على الوجه المطلوب الذي يتمناه كل إنسان لأنها هي من تشهد له في الأخرة بزيارتها.
قال الله تعالى { إنَّما يَعْمُرُ مَسَاجِدَ الله من آمَنَ بالله واليَومِ الآخِرِ وأقامَ الصَّلاة وآتى الزَّكَاةَ ولم يَخشَ إلاَّ الله فَعَسَى أولَئكَ أن يَكُونُوا من المُهتَدِينَ}سورة التوبة.
وعن أن عثمانَ بنَ عفانَ أرادَ بناءَ المسجدِ . فكَرِه الناسُ ذلك. وأحبُّوا أن يدَعَه على هيئتِه, فقال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ :{ من بنى مسجدًا للهِ ، بنى اللهُ له في الجنةِ مثلَه } وفي روايةٍ: { بنى اللهُ له بيتًا في الجنةِ }.
فقد أولت حكومتنا الرشيدة جزاها الله عنا خير الجزاء اهتماماتها وميزانياتها الطائلة لتشييد المساجد وترميمها وصيانتها من وقت لأخر وتعيين الأمة والمؤذنين لها.
ولكن:
ما نراه اليوم فالحال لا يسر أبداً فأستشهد في ذلك بشكوى لمجموعة من أهالي مركز ينبع النخل وهي المدينة القديمة التي يعود تأريخها لأكثر من ألفي عام ولعدد سكان تجاوز الـ60 ألف نسمة ، ولعله خير مثال لمركز يتبع لمحافظة تابعة لمنطقة المدينة المنورة فالاستشهاد وضرب الأمثال للمدن الصغيرة يوقفنا ويجبرنا عن السؤال للمدن الكُبرى.
فشكواهم تضمنت نسيان الجهات المسؤولة عن المساجد في تلك المدينة ومن وصفهم يؤكد لي بأنها منسية تماماً ونسيانها يأتي في أمور كثيرة أولها عدم وقوف المراقبين والمسؤولين عليها وإذ كان من يكذب كلامي أو كلام هؤلاء الأشخاص فالواقع المرير هو من يثبت لهم صدق كلامهم ، ولا أخفيكم بأني كنت بصدد تأجيل المقال حتى أقف على ما ذكروه لي أو حتى إرفاق بعض من الصور ولكني ارتأيت بأن الفائدة تكون والظاهرة تتلاشى بمن يهتز له قلبه لما كتبت ويمسك بيدي ونقف عليها سوياً ويثبت لي العكس.
أتعلمون قرائي عن ماذا كانت شكواهم؟؟
ملاحظات لو كتبت لقرأتم مقالي بعد أسبوعا لما سوف أسرده لكم ولمحبتكم في قلبي سوف أخفف عنكم وأختصرها في النقاط التالية:-
1- عدم تواجد عمالة تهتم بنظافة المساجد بشكل مستمر.
2- عدم وجود لجان تقف على ترميمات المساجد وصيانتها فالأبواب والشبابيك آيله للسقوط والمكيفات قديمة ولا ستفاد منها إلا لفصل الشتاء حتى تدفي المصلين من البرد القارص.
3- الأفرشة قديمة جدة ومن أثر عدم استبدالها أصبحت تخرج ألوانها في ثياب المصلين.
4- بالنسبة للمؤذنين فالمؤذنين معفيون من هذه الوظيفة.
5- بالنسبة للأئمة إما للجاليات الأجنبية بدفع رواتبهم من جيوب المصلين أو أكبرهم سناً وأحفظهم لكتاب الله فليتقدم مأجوراً بإمامة المصلين.
في وجهة نظري لم يبقى شيء ولكني أؤيد لفاعل خيراً أو لمن يساهموا لبناء مسجد أن يجتهدوا للبحث عن حافظاً لكتاب الله وأن يخصص له راتب شهري ليستلم أمور المسجد من أذان وإمامة ونظافة كما يفعله الكثيرون في وقتنا الراهن.
وفي الحقيقة والحق يقال ليس الكلام عام لجميع المساجد ولكنها للأسف تتغلب نسبة الــ80% منها.
فأين نحن عن بيوت الله وأين هي تلك القلوب والأجساد المؤمنة عليها رغم ما تخصصه الدولة جزاها الله خيراً لتعيين مبالغ كبرى في سبيل الحفاظ على المساجد وإبرازها والاهتمام بها ، إلا أن الواقع غير ذلك.
فمن المسؤول؟؟؟
أخواني وأخواتي:
أذكركم ونفسي بأن خدمة المساجد وتطهيرها وتنظيفها وتعطيرها والقيام على شؤونها فضل كبير، فعن أبي ذر الغفاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { عُرِضتْ عليَّ أعمالُ أُمَّتي حسنُها و سيِّئُها فوجدتُ في محاسنِ أعمالِها أنَّ الأذَى يُماطُ عن الطريقِ ، ووجدتُ في مساوئ أعمالِها النُّخاعةُ في المسجدِ لا تُدفَنُ } النخاعة: البصاق.
(( ومضة قلب ))
ذكر لي أحد المقربين بأن له قريب استقال من وظيفته كمؤذن للمسجد منذ 15 عام وحتى اليوم لم يعين بديل عنه.
و أكد لي أخر بحقيقة هذا الأمر.
والأمر من ذلك لمن يرغب في صلاة الفجر حاضراً فعليه أن يذهب للجوامع الكبرى أو يعرف من هو الإمام حتى يصلي في مسجده فليس كل المساجد تجد فيها من يحفظ كتاب الله كاملاً أو حتى نصفة.
(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم )).
المفضلات