لجنة التراث قوة تطلعاتهم حطّمت ضعف إمكاناتهم

[محمد عبد الله الذبياني]

سوق الليل يوم افتتاحه

يعتقد بعض الناس أنه لا بد من القوة لكي تظفر بالمكسب ، ليس صحيحاً فلا غلبة للقوة في كل الأحوال ، فكثيراً ما يحتاج الإنسان إلي العقل لكي يصل ، وقدرتك أن تمايز في أيهما الأنسب للوصول إلي هدفك هذا دليل ذكاء ، وتغلبك على الظروف دليل قوه ، وتسييرك للأمور في أعسر الظروف دليل دراية.
قد تحدثت مع رئيس اللجنة الأستاذ عواد الصبحي قبل البدء بترميم سوق الليل عند الرفع المساحي للسوق عام 1423هـ تقريباً وعند البدء بالترميم وعند التوقف وبعد التوقف وعند الانتهاء في عام 1430هـ وفي كل مره يفرد لي خطوات عن سير العمل في سوق الليل والمتابعات والعراقيل ، خاصة عندما توقف الترميم وما تبع ذلك من محاولات ومطالبات مستميتة للوصول لجهة تستكمل ما بقى ، وحتى وهو في أحلك الظروف إبان إقامته بجوار زوجته أم سفيان رحمها الله رحمه واسعة في المستشفى في جده يتابع مع الهيئة العليا للسياحة فلم يؤجل اتصالاته أو يوقف مخاطباته في هذا الموضوع خشيه ضياع أدني فرصه لترميم سوق الليل وقد تزامن ذلك مع ظروفه الخاصة!! ثم أنتقل إلي رحمة الله أحد أعضاء اللجنة العمدة إبراهيم أبو عيسى وفقدت اللجنة أحد أبرز أعضاءها فنعته اللجنة بكل حزن وأسى وواصلت عملها كي تنجز لهذا المجتمع الينبعي جزءاً من تراثها الذي يكاد أن يندثر . ثم قرأت تصريح رئيس اللجنه هنا إبان افتتاح سوق الليل ، فرأيته أختصر كثيراً مما مر بطريق اللجنة من عراقيل وترك بسط الكلام حتى كأن الأمور سارت دونما عوائق !! وقد أخذ ترميم عشرة دكاكين ثمان سنوات من الجهد والمثابرة والتغلب على الظروف الخاصة والعامة، ولكنني أعيل ذلك إلي الفرحة التي أنستهم ذلك الجفاء والصدود الذي قوبلت به اللجنه بعدما أوصدت كبريات الشركات أبوابها أمامهم وبخلت بالقليل لإستكمال ترميم السوق، حتى أنني قلت في نفسي مره أن لجنة التراث ستلجأ لأحد الجهات الخيرية علّ يكون لديها حل لإكمال ترميم سوق الليل !! نعم نسيت اللجنة كل الأحزان التي مرت عليهم وهم يشاهدون الناس يتجولون في سوق الليل هذا الحلم الذي تحقق أمام قلة إمكاناتهم يجعلنا نؤكد إن لجنة التراث قد صيّرت الصعب سهلاً فلم تضعف للظروف ولم تأب لتقلب الأحوال فقد ولدت من رحم الإصرار وبلغت منالها وحققت أهدافها ، هدفنا من هذا الموضوع تقديم الشكر للجنة إلا أننا رئينا حجم العمل الذي دام لأكثر من ثمان سنوات وربما أكثر وما أكتنفه من تعب وحزن لا يوازي ولا يساوي كلمة شكر عابرة تقال ، فكلمات الشكر تتواضع ، فجاءت هذه العبارات عفو الخاطر،فلا بلغنا ما نود قوله ، ولا نعرف غير ما قلنا مما مر باللجنة لترميم سوق الليل كي نقوله!!

.