رنـــــات قـلـــــب الــذهـــــــب
بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي
(( نظرات ... تَقتُل ألاف المرات ))
أخواني وأخواتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نفتقد في وقتنا الحاضر الكثير بما يفيدنا في ديننا وعلمنا ومجتمعنا وعلى سبيل المثال لا الحصر بهذا السؤال أوجهه لكل من تفضل مشكوراً وتكرم بقراءة مقالي فماذا تعرف أو تعرفي عن تعامل المعاق وماهي معلوماتك حول ذلك فإذ كنت لا تعلم فتلك مصيبة وإذ كنت تعلم فالمصيبة أعظمُ بأننا في زمن توفرت فيه كل سبل العلم والمعرفة والتطور وما زلنا نبحث عن تفاهات لا تزيدنا إلا تقليل ونظرة استحقار مقارنة من المجتمعات الأخرى.
إن الله سبحانه وتعالى عندما يبتلي إنسانا بمصيبة ويصبر عليها؛ فإن الله سوف يبدلها بخير منها في الدنيا و الآخرة فقال الحبيب عليه الصلاة والسلام: { عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له} رواه مسلم.
وما جعلني أطرح عليكم هذا الموضوع لحادثتين الأولى:
لما شاهدته في إحدى الأيام المضية لنظرات العديد لمن كانوا متواجدين في إحدى مدن الألعاب حينما قدم والد طفلة معاقة يحملها على كتفيه محاولاً إدخال السرور والبهجة في وجهها فدفعني الفضول أن أرى أعين كل من يطالع تلك الطفلة البريئة وإذ أقرأ في أعينهم ما بين حامدا وشاكراً من تمتمة فمه وأخر لمن دمعت عيناه لما حل الله لهذا الرجل من ابتلاء وأعين عطف وشفقة فيعلم الله ما كان بقلبي إلا أن أقبل عليه وأقبل رأسه داعياً له ولهذه الجميلة أن يرفع الله عنها ويشفيها لكانت ردة فعل مجهولة لا أعلم كيف تُفهم.
أما الثانية:
لصديق أُبتلي في أبنه حفظه الله وشافاه بإحدى الإعاقات حينما قابلة أحد الأحبة وهنأه كما جاء في الحديث عن ما رأى سعدٌ رَضِيَ اللهُ عنهُ أنَّ لهُ فضلًا على من دونِهِ ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ:{ هل تُنصرونَ وتُرزقون إلَّا بضعفائكم } رواه البخاري.
ولنفس الرجل ولكن بمثال أخر لقريب ألتقى به في أحد الأسواق فسلم عليه وما أن رأى أبنه وهل عليه بقذف الأسئلة الجارحة والقاتلة و كأنه أول مره يرى طفل معاق قائلاً له (( يا حرام ... من متى ... أيش صار فيه ... ليه ما تعالجه )) وعلى قول كبارنا (هم يبكي وهم يضحك ).
فيقول صديقنا والله هو يسأل وأبني عيناه تدمع كأنه يدرك ماذا يقول هداه الله وأنا أحاول أن أغير الموضوع ويعيد ويطعنني بأسالته.
أحبائي الكرام:
يجب علينا أن نعرف ماهي الإعاقة وما هي أنواعها؟
فهي حالة تحد من قدرة الفرد على القيام بوظيفة واحدة أو أكثر من الوظائف التي تعتبر أساسية في الحياة اليومية كالعناية بالذات أو ممارسة العلاقة الاجتماعية والنشاطات الاقتصادية وذلك ضمن الحدود التي تعتبر طبيعية.
ومن الأمثلة على الإعاقات ما يلي:
·الإعاقات الحركية - (أو صعوبة الحركة) - وهي تؤثر على قدرتك على الحركة أو على نوع الحركات التي يمكنك القيام بها. ويعتبر الشلل الرعاش مثال على حالة تحد من قدرتك على تحريك أجزاء مختلفة من جسمك.
·الإعاقات البصرية (أو صعوبة الرؤية) - وهي تتراوح بين ضعف البصر والعمى.
·الإعاقات السمعية (أو صعوبة السمع) - وهي تتراوح بين ضعف السمع والصمم.
·الإعاقات التعليمية - وهي تتضمن خلل وظيفي في المخ تجعل من الصعب عليه معالجة المعلومات بطريقة طبيعية. ومن أمثلة الإعاقة التعليمية عسر القراءة والخلل في التركيز الناتج عن مرض التوحد.
·الإعاقات الفكرية - وهي تؤثر على قدرة الشخص على تعلم وفهم وتذكر الأشياء. مثلاً، قد يكون المصابون بمتلازمة داونز مصابون بالإعاقة الفكرية.
·إعاقات الصحة العقلية (أو الإعاقات النفسية) - تندرج الكثير من الحالات تحت هذه الفئة بما في ذلك الاكتئاب أو انفصام الشخصية. وغالباً ما تتم معالجة تلك الحالات بالأدوية، أو العلاج النفسي، أو كلاهما.
ويعاني البعض من أكثر من إعاقة واحدة يطلق عليها أحيانا اسم "التشخيص المزدوج".
الحديث في هذا الجانب طويل جداً وكل ما رغبت الإشارة عنه هو أن نعطي وقتنا وثقافتنا الشيء البسيط بقراءة القران وتفسيره فلو قرأناه بتمعن ولكل أيه نقرأ تفسيرها وشرح موجز لها لكنا من أفضل الأجيال علماً ونوراً والفرص أمامنا كثيرة في ذلك ولكن انشغالنا في الدنيا والتقنيات الحديثة يمنعنا من التوصل ذلك.
فكيف نتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الإعاقات:
أولاً/ ما يتوجب عمله عندالتقائك أو استقبالك لطفل من ذوي الاحتياجاتالخاصة وأختصرها بخمسة نقاط :
حاول ان تبادر التعارف وخاصة اذا كان الطفل يستجيب للمس الجسميبحيث تعانقه بدفء او كمد يديك لطمأنته واكسابه شعورابالأمن.
اسأل الطفل عن اسمه بنبرة هادئة محافظاً على ابتسامتك. فإن كانلا يعرف اسمه انتظر الرد من المرافق له. وبعد أن تعرف اسمه حييه باسمه بصوت هادئ (أهلا يا .... كيف حالك؟
ان كان لديك اطفال اطلب منهم انيبادروا كما فعلت وذلك لكسر الخوف والغربة في نفس المعاق وأعماقه. كما وعليك تشجيعالأطفال الموجودين على اللعب معه كي لا يضجرالطفل.
ان الصوت والكلمات المستخدمة جزء لا يتجزأ من عملية التواصلفنبرة الصوت الهادئة وسرعة الكلام البطيئة من شأنها ان تزرع الأمن والثقة وتزيد منتفاعل الطفل ذو الاحتياجات الخاصة.
لا تنسى التواصل الجسدي مع هذه الفئةفانحناء الجسم للأمام والذي يرافقه التواصل البصري يعبر عن الاهتمام ويوحي للطفلبان ما يقوله مهم مما يدعم ويعزز مشاركة الطفل في عمليةالتواصل.
ثانياً/ عند محاولة الحديث والمشاركة معهذه الفئات في المواقف الاجتماعية المختلفة، وعند محاولة الطفل التعبير عن ذاته يجبالأخذ بعين الاعتبار النقاط التالية:
• استمع له بما يود قوله:
إذا أتاك طفل من ذويالاحتياجات الخاصة محدثاً فعليك الاستماع إليه وعدم استعجاله بالكلام. فقد يتأففالبعض ويحاول الاستعجال بحجة عدم فهمهم لما يتكلم الطفل. فمن اللائق في هذا الحالإعطاء الطفل فرصة للتعبير عما يجول في قرارته والتنفيس عما في داخله حتى لو كانبالأصوات. فعندما يتواصل الطفل ذو الاحتياجات الخاصة مع أي كان فهو يحاول جاهداً أنيقول لك ما يشعر به، بل ولربما يريد أن يعبر لك عن مدى سعادته. لذلك علينا محاولةفهم ما يقول ومساعدته في التعبير عن نفسه حتى لو استدعى الأمر الاستعانة بمنيساعدنا على فهم أقواله في ذاك الموقف.
• أشعره باهتمامك فيمايقول:
أعط الطفل اهتمامك وأصغ اليه حتى لو لم تفهم كل ما يخبرك به. وإياك أن تشعره باللامبالاة فيما يقول . فإن حسن استماعك للطفل وعدم مقاطعتكلتعبيراته تشجعه على تطوير مهارة التعبير عن الذات والإنتاجاللفظي.
((ومضة قلب))
يقول تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن:11].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: { ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يُشاكها إلا كفرَّ الله بها من خطاياه} رواه البخاري.
و قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي قال اللهُ تعالى: { إذا ابتليتُ عبدي بحبيبَتَيْه ( يريد بعينَيْه ) ثم صبر عوَّضتُه منهما الجنّةَ }. رواه البخاري.
ويقول صلى الله عليه وسلم: { إن عِظَم الجزاء من عِظَم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط } رواه الترمذي وابن ماجه.
عن عمر بن الخطاب وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {من رأَى صاحبَ بلاءٍ فقال :الحمدُ للهِ الَّذي عافاني ممَّا ابتلاك به ، وفضَّلني على كثيرٍ ممَّن خلق تفضيلًا ، لم يُصِبْه ذلك البلاءُ }.
(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلامعلى أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم)).
المفضلات