[align=justify]المنطقة المحاذية لطريق الملك عبد العزيز ( طريق جدة ) والمحصورة بين الشارع المؤدي إلى المركز الطبي بينبع الصناعية وشارع الملك فيصل .. حولتها إدارة الهيئة الملكية إلى منطقة سياحية متكاملة .. وقد خصصتها في الأساس لإقامة فعاليات معرض الزهور السنوي .. ولم تدخر وسعا في جعلها متعة للناظر وراحة للمتنزه فقد أقامت فيها المساحات الخضراء المفروشة بالنجيلة وغرست فيها أشجار النخيل ومجموعة من الأشجار الوارفة الظلال وزودتها بالعديد من ملاهي الأطفال الحديثة وأنشأت فيها مضمارا لممارسة رياضة المشي يبلغ طوله أربعة كيلومترات مصمما على أحدث المقاييس الرياضية ويوجد على طول المضمار عدد من التلال المكسوة بالحشائش الخضراء بين التل والآخر حوالي خمسمائة متر يستطيع أن يستريح فيه من يريد أن يستريح علاوة على تنفيذ سجادة من الزهور الطبيعية متناسقة الألوان بديعة الأشكال يتجاوز طولها الخمسمائة متر وعدد من دورات المياه للرجال والنساء .ومواقف للسيارات ومهما أبدع الواصف فإنه يعجز عن الإتيان بما حوته هذه المنطقة من مرافق وجدت لمصلحة المواطن وراحته وقضاء أجمل أوقاته ..

المنطقة الآن لم تفتح للمتنزهين فقد أحيطت بحواجز خرسانية تمنع دخول السيارات ولكن الراجلين لا يعدمون وسيلة للمرور بين هذه الحواجز والدخول إلى مناطق الملاهي بأطفالهم وعائلاتهم محملين بما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات

ومما يحز في النفس أن بعض المتنزهين هداهم الله يغادرون المكان و يتركون وراءهم مخلفاتهم وزبالاتهم .. وبعضهم يعتلون سجادة الزهور ويطؤونها بأقدامهم ويقومون بتصوير أطفالهم وهم مضطجعون أو نائمون فوق هذه الزهور وكم تمنيت لو كانت معي الكاميرا لأقوم بتصوير الذين يصورون .

ولقد رأيت أربعة من الشباب وفي يد كل منهم باقة من الزهور الملونة انتقاها وقطفها من الزهور الموشاة بها هذه السجادة الجميلة وكأنه ينتقيها من محل لبيع الزهور .. و كدت أن أعترض طريقهم وأحتج على تصرفاتهم ولكني خفت من مغبة ذلك في ظل فوارق الأوزان والأعمار

ويوم أمس عصرا رأيت سيارات الأمن الصناعي وهي تجول في الحديقة وتنادي على المتنزهين بمكبرات الصوت وتطلب منهم مغادرة الحديقة فورا .. كنت ساعتها في مضمار المشي ومعي غيري من الرجال والنساء يمارسون رياضة المشي .. ولأنني لا أدري إن كنا نحن المقصودين أم العائلات التي في داخل الحديقة فقد اتصلت بالمهندس الفنان حامد خضر سبيه وهو مهندس الجمال والمعني بهذا المنجز الحضاري المتكامل أسأله فقال :

المنطقة ما زالت تحت الإنشاء وهي لم تفتح للزائرين بعد .. وقد لاحظنا أن البعض هداهم الله يتركون مخلفاتهم والمنطقة لم تسلم لمتعهد انظافة بعد ولم تتم إنارتها وما زالت بها بعض الإنشاءات التي تتطلب وجود بعض أدوات البناء والتجهيزات المعرضة للسرقة في أي وقت كما أن البعض يتعرضون للزهور الموجودة بالتشويه ومسؤولية رجال الأمن الصناعي منع حدوث مثل هذه التصرفات ..
ونحن نرجو من المواطنين أن يصبروا علينا لمدة شهر على الأكثر حتى ننتهي من جميع تجهيزاتها وإنارتها وتسليمها لمتعهد النظافة وبعدها سنقوم بإزالة الحواجز وفتحها للزائرين دون قيود ..
أما مضمار المشي فهو مفتوح الآن ولا يمنع أحد من مزاولة رياضته فيه


سبحان الله نفس الأمور التي جالت في ذهني واستغربت حدوثها قالها المهندس حامد سبيه .. فمتى يا ترى نرتقي بسلوكياتنا ونحس بمسؤوليتنا تجاه منجزاتنا الوطنية ؟!

أما المهندس حامد سبيه مدير إدارة الطرق والتشجير هذا الرجل الذي حول شوارع ينبع الصناعية إلى معرض مفتوح من الشوارع الفسيحة والمجسمات الفنية البديعة والزهور المتناسقة والساحات الجميلة والحدائق الغناء .. هذا الرجل لن نستطيع أن نوفيه حقه من الإشادة والتمجيد ولكننا نفخر بأنه ابن من أبناء ينبع وأنه أحد الذين تربوا على خيراتها ودرجوا على أرضها .. وتعلموا في مدارسها حتى نبغ كل هذا النبوغ .
[align=center]فلله درك يا ينبع .. يا منجبة العظماء [/align]
[/align]