المتتبع لأمة العرب في الجاهلية والإسلام لوجد أن سبب هلاكها وتناحرها العصبية
فقبل الإسلام كان هناك نوعان من التنازع بين العرب إما العصبية وهي كانت بين العدنانيون والقحطانيون
وإما تحاسد وطمع في القبيلة الواحدة أو الأسرة الواحدة والغريب في العرب قبل الإسلام أنهم كانوا لا يحابون بعضهم من أجل مكسب مادي بل من أجل التسابق في خصال محمودة وتفاخر فيمن يصل إلى السؤدد والمجد .

بعد الإسلام أعزهم الله تعالى بالإسلام ورفع من شأنهم بين الأمم وارتقوا به مكاناً عالياً فكانوا يتفاخرون على غيرهم من الشعوب بالقرآن وبمحمد صلى الله عليه وسلم وأنهم أصبحوا أهل كتاب .
مع هذا لم تندثر فيهم العصبية القبلية فهي كانت سبب سقوط دولة بني أمية وانسلاخ الحكم من أيهم في عهد بني العباس وكانت السبب الأكبر في ضياع الأندلس عندما شبت نيران العصبية بين القيسين واليمانيين .
ثم تاه العرب بسبب العصبية لم تقم لهم قائمة بعدها فحكمهم الفرس والترك والمماليك .
وانعزل كل أهل قطر في قطرهم فأهل اليمن في يمنهم وأهل الشام في شامهم وأهل مصر في مصرهم وأهل المغرب في بلاد المغرب ولم يكن يجمعهم إلا أهل الحجاز بحكم وفود الجميع للحج .
مع بداية القرن العشرين عند ظهور الصحوة العربية وانقشاع السلطة العثمانية وظهور الدول العربية الحديثة أحب العرب تكوين وحدة جديدة تعيد لهم أمجادهم ولكن هيهات ذلك والعصبية قد توارثوها أبا عن جد فكل أهل أقليم يرون أنهم أحق بالزعامة والسلطة فضاعت أحلامهم من جديد .
ولكن لما هذه العصبية بين العرب
ما الذي يتفاخرون به على بعضهم
لاشيء
والمتتبع لحال لبنان الآن مثلا نجد أن سبب ماهم فيه الآن من فوضي واضطراب هو عصبية عربية مقيتة
وليست طائفية دينية فكلهم منشغل عن الدين ولا علاقة له به .
الحقيقة ماشدني لكتابة هذا الموضوع أنني سمعت لقاءين مع المطرب وديع الصافي والآخر مع وليد جنبلاط زعيم الدروز
فوديع الصافي سأله مذيع هل أن عربي وما هي أصوله فإذا بالرجل وهو مسيحي هاج ماج وأخد يمجد في العروبة وقال أنه يحتفظ بصكوك وأورق تنتهي بنسبه إلى الغساسنة وهم عر ب الشمال وأن أجداده عربا أقحاحاً وأن ........
وأنه لايرضى غير العروبة نسباً مهما وصل بالعرب من أمر .
أما وليد جنبلاط سمعته أكثر من مرة وزعيم الدروز ولهم مذهب خاص بهم يقول أن الدروز عربا وأن أصولهم إلى قبيلة ..... العربية وإنهم لا يرضون بغير العربية نسباً وإنها هي الوعاء .
المهم العربية وعنتصريتها لا زالت هي شغل العرب الشاغل . وهي سبب دمارهم المستمر.
واليوم ونحن فيما بيننا وفي أحاديثنا وتعاملاتنا اليومية تظهر أحيانا هذه العنصرية
وأعيد لا أدري فيما يفخر العرب به على بعضهم وهم كلهم في الهم سواء .

حتى أهل المدينة الواحد يتفاخر كل أهل حي على الآخر .
كنا زمان في ينبع مثلا
عندما يمر من حارتنا حارة الصعايدة مجموعة من سكان المنجارة ننعتهم بالمنسمين ( لاأدري لماذا ) لمن عنده الإجابةيتفضل و .
ثم عندما ازداد عدد السكان ظهرت ألفاظ جديدة صعايدة وبدو ثم حضر وقبليين ثم عيال البلد وعيال الهيئة
وجيرننا وأخواننا في ينبع النخل عصبية الجابرية والسويق وعلى نطاق أوسع نسمع حجازي ونجدي وزهراني وغامدي وقحطاني .وعلى نطاق أكبر يمني وسعودي وشامي ومصري ثم خليجي وعربي( كأن الخليجيين ليسوا عرباً )
طبعا يأخوان هنا لا أنسب بالبلدان ولكن الحاصل تظهر العنصرية عندما يقول أحدنا للأخر لاتعطيه اعتبار ولا يهمك هذا مثلا يمني أو هذا مصري أو هذا حجازي أو زهراني والشيء المحزن الآخر هو نظرة التعالي وسوء المعاملة وخاصة على العاملة سواء عربية أو غير العربية .
ليتذكر الجميع أننا مسلمون وأنه لافضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى وأن المصطفي صلى الله علية وسلم قال سلمان منا أهل البيت وهو فارسي
وإذا كان التفاخر بالعصبية وتذاكرها علم لاينفع وجهل لا يضر فبما يتفخر العرب على بعضهم البعض.

[movet=left]بما يتفخر العرب على بعضهم البعض[/movet]
[movek=right]بما يتفخر العرب على بعضهم البعض[/movek]
[movek=up]بما يتفخر العرب على بعضهم البعض[/movek]
[movek=down]بما يتفخر العرب على بعضهم البعض[/movek]