إنَّ للمسجدِ أهميةً كبرَى فِي بناءِ المجتمعاتِ المؤمنةِ ونشرِ العلمِ والثقافةِ وتشييدِ صروحِ الحضارةِ الراقيةِ ، لذلكَ كانَ أولُ عملٍ قامَ بهِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعدَ وصولِهِ إلَى المدينةِ هوَ بناءُ المسجدِ .
وقَدْ رغَّبَ الشرعُ الحنيفُ فِي الاهتمامِ بالمساجدِ ورتَّبَ علَى ذلكَ ثوابًا عظيمًا وأجرًا كبيرًا فقالَ سبحانهُ وتعالَى :] إِنَّما يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ باللهِ واليَوْمِ الآخرِ وأَقَامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّكاةَ ولَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ فَعَسَى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدينَ [وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« مَنْ بَنَى مَسْجِداً لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتاً فِى الْجَنَّةِ »
أيهَا المؤمنونَ : ومنْ وجوهِ الإعمارِ الإعمارُ المادِيُّ ، ويتمثلُ فِي بناءِ المساجدِ والعنايةِ بِهَا مِنْ صيانةٍ ونظافةٍ وغيرِ ذلكَ ، وفِي هذَا الجانبِ ثوابٌ عظيمٌ ، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ : أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَ عَنْهَا بَعْدَ أَيَّامٍ فَقِيلَ لَهُ : إِنَّهَا
مَاتَتْ . قَالَ :« فَهَلاَّ آذَنْتُمُونِى ». فَأَتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَاجامع علي بن ابي طالب في امس الحاجة الى متبرع في نظافة سجاد الجامع الفرش وسخ مرة حتى رائحة مو طيبة يخرج منها