[align=center]عرفتك منذ صغري نعم الجد الحبيب القريب ، سهل التعامل ، طيب القلب ، عطاؤك ونبل خلقك أعجز عن
وصفه !! وأستقامتك .. طريقك إلى بيتك وأهل دارك ، كم احبك يا جدي وأفتقدك ، كنت لنا يا جدي بمثابة
الحضن الدافئ والقلب الرحيم و والعطاء الكبير ، كم تتعثر حروفي وهي تخرج من فؤاد أفجعه الرحيل ، ولسان
ألبسه غروبك كساء صمت حزين .. جدي كم يحلو لي أن أتذكر شمائلك ، كنت لا تعرف سوى الرضا والقبول
والبشاشه وحسن الخلق ، همك الأكبر إخلاصك لربك . خطواتك كانت دليل كرمك وجودك ، لا تخطو خطوه
واحدة إلا كانت بعلم الله وتوفيقه ، حسبتك جداه لم تهتم لمدح بشر أو ثناء أو بهجة دنيا وزخرفها ، وإنما
كان حب الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام شعارك . تحسن إليهم في اليل والنهار ، وأواخر رمضان شهود على
برك وإحسانك ، وحبك لكل شبر من أرض ينبع الحبيبة . مضيت يا جدي ولم أزل ألمح طيفك الحاني وفي كل
مكان كم أتألم لرحيلك ، وكم نفتقدك ولكن لا يسعنا إلا الصبر كما قال النبي صالي الله عليه وسلم : ( ان العين لتدمع ، وإن
القلب لا يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإن على فراقك يا ابراهيم لمحزونون
) ... واحمد المولي الرحيم أن
جعل بيننا وبين من فارقنا من أحبتنا حبل اتصال لا ينفض بدعوات في ليل أو نهار ، ما مضي فات ، والمؤمل
غيب فعلينا بالدعاء لغالينا الراحل في كل حين فكل أولاده وبناته وأحفادهم امتداد له ، ولا ينقطع عمله
بعون الله مادام الكل يدعوا له ، نعم إن ابانا الشيخ الراحل ابراهيم الصعيدي وديعة الله ، وقد أن الأوان لترد
الأمانات إلى أهلها .


وما المال والاهلون إلا ودائع ****** ولا بد من يوم ان ترد فيه الودائع

والرجاء بأن هناك لقاء جديد ... لقاء معك ياجدي ـــ إن شاء الله ـــ في جنات الفردوس الاعلى في جنة عرضها
السموات والارض عند مليك مقتدر فما الحياة إلا رحلة وذكرى ، فما أطيب ذكراك يا جدي وأنداها ، أرها
في القلب الحنون منبع الفضائل التي خيرها وحبها للفقراء أمي ، وألمحها في أصل الجود ابناؤك وبناتك هم احبابي
وقدوتي في هذه الدنيا فلك بعد الله الكريم الفضل فيهم فأنت والدهم جميعاً نبع الطيب وعنوان العطاء وسليله الكرم والجود



حفيدك وإبنك / عبدالحميد بدر بن جبر .
[/align]