[align=center]معايير السلامة في طريق المدينة المنورة- ينبع السريع [/align]

المدينة/المهندس خالد سلمان السهلي

طريق المدينة المنورة ينبع السريع إنجاز عظيم يضاف إلى الإنجازات العملاقة التي انجزتها الدولة اعزها الله بالرغم من ان هذا المشروع قد جاء بعد طول انتظار وفقدت الدولة الكثير من أبنائها الذين راحوا ضحية الطريق القديم الذي كان يشكل رعباً لمرتادي الطريق والمناطق التي يمر من خلالها، حتى تحقق هذا الإنجاز باعتماد الطريق السريع ومن ثم تنفيذه ليكون حقيقة بعد ان كان حلماً يراود ولاة الامر في بلادنا الغالية، وسيعود على المنطقة بمردودات اقتصادية واجتماعية. وبما ان الطريق قد اوشك على الانتهاء وبدأ التشغيل الفعلي بما يعادل اكثر من 80% من الطريق والعمل جار على قدم وساق في الجزء المتبقي منه، الا انني ومن خلال مروري المتكرر على هذا الطريق فانني اضع بين يدي المسؤولين في وزارة النقل بعض الملاحظات التي تتعلق بسلامة مستخدمي الطريق لعلها تجد التجاوب والتفاعل المأمول والتي تهدف إلى رفع مستوى السلامة على الطريق بتلافي ما يمكن تلافيه من سلبيات، وهذه الملاحظات اوجزها فيما يلي:
الملاحظة الأولى:
المناطق الجبلية التي تم قطعها واصبح الطريق يمر من خلالها باتت معرضة لخطر السيول التي تتراكم في المساحات التجميعية (فمْف ََُّّمٍوكُّف) على جانبي القطع الصغرى متساقطة بسرعة عالية وتكون مدمرة احياناً مصطحبة معها كميات من الحجارة والأتربة فتتجمع على مساري الطريق وتؤدي إلى قفل المجرى المائي على جانبي الطريق الذي يعتبر غير كاف لاستيعاب وتصريف كميات السيول المتساقطة من ارتفاع شاهق لا يوجد به تدرج يعمل على إبطاء (ْملْفُّمز) سرعة التدفق واقرب شاهد على ذلك هو ما حدث قبل عامين تقريباً في المنطقة الجبلية الواقعة جنوب شرق محافظة بدر قرب قرية الحسينية، حيث ادت الامطار المتساقطة إلى قفل الطريق بكميات من الحجارة والطمي الذي اغلق الطريق حينما كان الطريق تحت الإنشاء.

الملاحظة الثانية:
وهي ملاحظة خطيرة قد تكون سبباً رئيسياً في وقوع كوارث في عدة أماكن على مسار الطريق تتمثل في ارتفاع منسوب الطريق في الأجزاء التي يوجد بها ردم والتي تصل بين الجبال التي تم تخفيض منسوبها وقد يصل العلو في بعض الأماكن إلى اكثر من 15م وهذا العمق السحيق إذا ترك مكشوفاً دون حماية مما قد يعرض السيارات العابرة إلى خطر السقوط من العلو الشاهق فيما لو انفجر أحد إطارات السيارات وخرجت عن مسارها حيث لا يوجد مجال للوقوف الاضطراري على اكتاف الطريق، وتركت هذه الأماكن دون حماية بالحوائط الخرسانية واقتصرت هذه الحواجز على المنحنيات فقط علماً بان الخطورة يمكن تلافيها باضافة مساحات جانبية من الردم لتوفير اماكن للوقوف الاضطراري ويتم حمايتها بالحواجز الخرسانية.
هذا نداء موجه للمسؤولين في وزارة النقل للتفاعل مع هاتين الملاحظتين وغيرهما لكل ما من شأنه رفع مستوى السلامة لهذا الطريق الحيوي، فكما يعلم الجميع تولي الدولة عناية فائقة بسلامة المواطن والمقيم في المشاريع التنموية حتى ولو كان ذلك على حساب تكلفة المشروع.

هذا والله من وراء القصد.