تجري لجنة التحقيق المركزية في شرطة جدة تحقيقات مكثفة مع مواطن سعودي يدعى (ص. ز، 35 عاما) بتهمة انتحال شخصية طبيب، وافتتاح معهد للطب الشرعي.
ووفقا لمصادر أمنية، فإن إدارة البحث والتحري كانت تتابع أنشطة الطبيب المزيف التي زادت حدتها عبر الصحف حيث تمت مخاطبة بعض الجهات ذات الاختصاص من أجل جمع معلومات أكثر عنه. وتم على ضوء هذه المعلومات تحرك رجال البحث للقبض عليه وإحالته للجنة التحقيق المركزية.
وتكشفت مفاجآت مثيرة أثناء التحقيق مع النصاب، الذي استغل الصحافة لترويج مزاعمه على مدى سنتين حيث قام بتوسيع دائرة نشاطاته، وافتتح معهدا طبيا تحت مسمى "المعهد التعليمي للتصوير الطبي والطب الشرعي". وتقدم للجهات الطبية طالبا التراخيص اللازمة رغم أنه لا يحمل سوى شهادة الكفاءة المتوسطة.
وأكدت التحقيقات أنه استخدم شهادات أخرى مزورة، منها شهادة البكالوريوس في طب العلوم والتشريح من كلية العلوم والتشريح بجامعة القاهرة، فيما كان يستعد للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة أمريكية بعد أن سدد 33200 ريال رسوما دراسية عبر مؤسسة وسيطة بالسعودية.
وكان النصاب يستغل هذه الشهادات ليمارس الاحتيال على المواطنين، بينما كان يمنع قبول أي موظف لديه يحمل أقل من شهادة الثانوية العامة.
وأشارت المصادر أن الطبيب المزيف كان قد افتتح عيادة للنساء تعالج الأمراض الجلدية وحب الشباب بجوار مستشفى الولادة بالعزيزية في جدة. كما أقر أمام المحققين بأنه كان يعمل في مستشفى المانع بالشرقية، وفي شركة أرامكو.
وأكدت المصادر إلى أن المتهم كان قد قام بتوظيف مديرة بنك أقيلت من منصبها وبقيت تهيم في الشوارع بحثا عن مصدر رزق، حيث أكد في التحقيق أنه تعاطف معها واتفق معها على العمل براتب 3500 ريال، وليس 7800 كما ذكرت إحدى الصحف.
وكان الطبيب المزيف قد أشار في بعض تصريحاته الترويجية في بعض الصحف إلى أنه خصص 40 مقعدا دراسيا لأبناء شهداء الواجب تبلغ تكلفة المقعد حوالي 40 ألف ريال. كما أنهى المتهم إجراءات قبول أكثر من 100 طالب في دورة حاسب آلي مجانية.
وكانت إحدى القنوات الفضائية قد أجرت حوارا مباشرا عبر الهاتف مع الطبيب المزيف، وتحدثت معه عن تزايد الأخطاء الطبية في السعودية، ليدلي بدلوه في القضية، قائلا إن هناك أطباء غير جديرين بعملهم، ولا يعرف كيف حصلوا على تلك الشهادات التي يحملونها!.
وكشفت التحقيقات أن المتهم افتتح معهده بحي الرحاب في فيلا استأجرها بمبالغ مالية كبيرة، ووضع عليها لافتة كبيرة كتب عليها "المعهد التعليمي للتصوير الفني والطب الشرعي.. أول معهد متخصص على مستوى الشرق الأوسط والثاني على مستوى السعودية".
وصدقت أقوال الطبيب المزيف أمس شرعا، فيما يجري التحفظ عليه ريثما يتم الانتهاء من التحقيق معه.
إلى ذلك، أكد شقيق المتهم " س.ز" أن جميع المستندات الرسمية الخاصة بافتتاح المعهد سليمة وأن إجراءاته صحيحة، مشيرا إلى أن هذه دعوى كيدية وجهت لشقيقه. ورفض التحدث عن حصول شقيقه على الشهادات التي أكدت السلطات الأمنية أنها مزورة بناء على اعتراف المتهم، وأنه قام بانتحال شخصية طبيب بينما لا يحمل سوى الشهادة المتوسطة.
الوطن السعودية ..
المفضلات