قُلْها أكثر صراحة
ممدوح بن عبد العزيز
لأول مرة قرأتُ إشراقة هاشم عبده هاشم بكاملها ـ في عدد (1625) وتاريخ 26/10/1426هـ ـ والتي لم أُحاول يوماً ذلك من قبل ، لأنه لا يعجبني ولا أُعجبهُ ... وهذا ليس موضوع البحث هنا ولكن ملاحظة قد يحلو للبعض عندما يعرفها أن يستمتع بها سلباً أو إيجاباً . وإني وقد زَهدت كثيراً في قراءة الجرائد ومتابعة ما يكتب في الساحة قد تركت الكتابة ـ إلا حيناً بعد حين ـ بسبب الاتجاه الواحد (المُقْرِفْ) في كل ما يُكتب تقريباً إلا ما (قد) يتسرب على استحياءٍ من كتابات (للآخر) !! مِن مَن قد خُطِّطَ وعلى مستوى (قذر) الإجهاز عليه .
أكتب هذه الكلمات مستعجلاً وقبل أن يُجهز عليها إن أنا تلكّأت أياماً أو أسابيع دون نشرها ، وإني أحمل في نفسي تراكمات تجاه "هميس" كان لا يجرؤ صاحبه بهمسه لأقرب الناس إلا بعد تردد تحوّل منذ سنوات لا تزيد عن العشرة إلى كلام يُقال في المجالس على استحياءٍ بدأ يعلو ويَفْجُر صاحبه ويَفْخَرُ به على صفحات جرائد من بلادنا كان في غالبها النقاء والخير ومراعاة حق الله وحق العباد .
أقول كلامي هذا وأنا على يقين بأفواه ستلوك ما ستلوك ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أخبر بأن الرويبضة ـ التافه الذي لا خير فيه ـ ستكون له الكلمة في الغالب في نهاية الزمان كما ورد في الحديث الذي نصه (ثم تأتي على الناس سنوات خدَّاعات يصدّق فيها الكاذب ويكذّب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخوّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة ، قيل يا رسول الله : وما الرويبضة ، قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) كم تنتهك حقائق باسم حرية الصحافة ... وكم يصدّق الكاذب ويكذّب الصادق وهكذا عيني عينك على صفحات الجرائد ... لا أريد خوضاً ممجوجاً مع أحلاس الصحافة والمجالس ولكني أقول كلمة أرجو الله سبحانه وتعالى أن يجعلها خالصة نافعة لكل من سوّلت له نفسه التعدي على أشرف ما فينا كبشر وهو إيماننا وعقيدتنا بشكل سافرٍ وسافلٍ ودائمٍ .
إن أغلب من يكتب في صحافتنا هذه الأيام (لا هم) له إلا المناداة بالتحرر ـ هكذا علانية ـ مما أوصلنا إلى هذا الخير (الدنيوي) اليوم ... (ولا غم) لهم إلا (إزاحة) كثير من ثوابتنا السليمة إلى ما به شر في الآخرة ... كم كنت أُحاول الابتعاد عن الاصطدام بعلمانيي هذا الزمان وفسدته غير أني أرى وأسمع وأحسُّ أنياباً كثيرة ظهرت وتحلّقت حول ما يظنون أنه لقمة يجب أن تلتهم قبل أن تكبر ولا يستطيعون هضمهاً ، ومخالب قد طالت وحان وقت تقليمها بل نزعها .
الموضوع عميق وطويل وأعوان الخير فيه وأنصاره قليل وعندي أربعة أو خمسة استفسارات لصاحب (الإشراقة!) .
الأول : هل تعتقد أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلادنا هو نفسه ما ذكرت في السطر الحادي عشر من مقالتك وأنت تقارننا ببلدان أُخرى ؟ وهل يوجد عاقل يقول بأن الدور والهدف الذي تقوم به الهيئة عندنا يساوي ما تقوم به وما تهدف إليه مجتمعات بها أجهزة نصح كما ذكرت ؟.
الثاني : تلك الحالات السافرة التي لا يمكن أن يقبلها عقل كما تقول في (إشراقتك!) هل لك أن تتفضل وتخبرنا هل هي من الدين أم من عند أصحابها ؟ وإن كانت الأخيرة فواجبك وأمانتك الصحفية أن تثبت ما أثبته الدين وتبين أنها دخيلة وأن الدين هو الذي يجب أن يطبّق . فهل تطيق ذلك ؟ .
الثالث : كيف تقرر أن للهيئة وظائف أهم وأكبر وأخطر من ما هو في نفسك من ملاحقتهم لمن به ريبة من ذكر أو أنثى أو كلاهما ، ثم تعود في الفقرة الأخيرة وتقرر أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قيمة علمية (وأخلاقية) إلى آخر ما ذكرت ... أوليس حماية المجتمع من اللقاءات المحرمة وبكل الوسائل وبكل الطرق هي (ألف وباء وياء الأخلاق) ؟ قُلها صريحة بأنك ترى أن أمر الهيئة لا يسرك بوضعه الذي أسس من أجله ! ، وقلها صريحة بأنك ترى أنه لابدّ من أن يكون هناك جهة (نصح) يجب إنشاؤها بعد إضعاف دور الهيئة أو إزالتها بالكامل ... يا ناس قولوها أكثر صراحة بأنكم ترون إن بلادنا ليست في حاجة من ماضيها كله إلا بما يدخل في هواكم وترونه أنتم (وإخوانكم) مِن مَن شربوا من أنهار ... (الآخر) .
أكتبها على مضض لظرف معين ... وأسطرها بدون تحفظ كما تفعلون ... ولي معكم لقاء ولقاءات شريطة أن ينبري من يريد منكم الحقيقة لا الزيف إن كنتم تقدرون إلا إذا ابتليت بغير ذلك . ولقد قصدت الجمع لأمر في النفس معلوم عند كل قاصي وداني ... وَدَنِيَّئ .
كتبها/ ممدوح بن عبد العزيز
في جدة بتاريخ 29/10/1426هـ
فاكس : 6825422
بريد إليكتروني : pmpo@cyberia.net.sa
المفضلات