من أروع ماقيل في الرضا والتسليم بقضاء الله وقدره
هذه الأبيات للإمام الفقيه محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله
عاش بين 150 و204 للهجرة
************************
دع الأيام تفعـل مـا تشـاء ** وطب نفساً إذا حكم القضاءُ

ُولا تجزع لحادثـه الليالـي ** فما لحـوادث الدنيـا بقـاء

وكن رجلاً على الأهوال جلداً ** وشيمتك السماحة والوفـاءُ

وإن كثرت عيوبك في البرايا ** وسرك أنْ يكـون لهـا غطـاءُ

تستّر بالسّخاء فكـل عيـبٍ ** يغطّيه كمـا قيـل السخـاءُ

ولا تُرِِ للأعادي قَـطّ ُ ذلاً ** فإنَّ شماتـه الأعـدا بـلاءُ

ولا ترجُ السَماحة من بخيل ** فما في النار للظَّمـآنِ مـاءُ

ورزقُك ليس ينقصه التأنـِّي ** وليس يزيدً في الرّزق العناءُ

ولا حزن يدوم ولا سـرور ** ولا بؤس عليك ولا رخـاءُ

إذا ما كنت ذا قلـب قنـوعٍ ** فأنت ومالك الدنيـا سـواءُ

ومن نزلت بساحته المنايـا ** فلا أرض تقيـه ولا سمـاءُ

وأرض الله واسعـة ولكـن ** إذا نزل القضا ضاق الفضاءُ

دعِ الأيّام تغدرُ كـلّ حيـنٍ** فَمَا يُغني عن الموتِ الدَّواءُ




@@ ابن ثنيان @@