فقيدك ياينبع

[سفير المعالي]

الحمد لله القائل في محكم التنزيل :( لكل أجل كتاب ) والصلاة والسلام على إمام الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القائل :( كفى بالموت واعظا ,وكفى بالعبادة شغلا ,وكفى باليقين غناء أما بعد:
فيوم الأحد الموافق: 19/2/1432 من شهر صفر كان من أصعب الأيام عندما تلقيت خبر وفاة الأخ الخلوق محمود محمد خليوي رحمه الله الذي وافته المنية إثر حادث مروري أليم. والفقيد رجل بمليون رجل في هذا الزمان رجل تحلى بالصدق والوفاء والكلمة الطيبة والخلق الحسن وهذه من صفات أهل الجنة سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر مايدخل الناس الجنة فقال :( تقوى الله وحسن الخلق ) .
وجميع من يعرف الفقيد يشهد له بالخير والوفاء. والثناء الحسن من الناس بشرى عاجلة المؤمن وأنتم شهداء الله في الأرض كما في الحديث ..فاللهم إني أشهدك أنه كان على خير عمل وحسن خلق اللهم فاشهد وكان خبر وفاته صدمة عنيفة عند عارفيه ومحبيه وقد غص بيته بالمشيعين وكأنهم غير مصدقين وكثر الحزن والبكاء عليه ثم بعد أن غسل وكفن صلي عليه في الجامع الكبير بينبع البحر وقد غص المسجد بالمصلين وكانت جنازته مشهودة رحمه الله وكانت دموع الشيخ محمد سعيد الزلباني تنسكب من عينيه مما زاد في الموقف ألما وحسرة ثم شيع إلى مقبرة الشاطئ رحمه الله رحمة واسعة .
غاب الأخ الخلوق محمود محمد خليوي وقد ترك لوعة في القلب وغصة في النفس ولانقول إلا مايرضي ربنا وإنا على فراقك يا أبا محمد لمحزنون وإنا لله وإنا إليه راجعون .
اسأل الله العلي القدير أن يرحمه رحمة واسعة وأن يرفع درجاته ويعلي مقامه وأن يجعله في الفردوس الأعلى من الجنة من غير سابقة عذاب ولاحساب مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأن يلحقنا بهم على أحسن حال آمين يارب العالمين .
فلا تبعد فكل فتى سيأتي
عليه الموت يطرق أو يغادي
وكل ذخيرة لابد يوما
وإن بقيت تصير إلى نفاد
ولو يفدى من الحدثان شيء
فديتك بالطريف وبالتلاد

بقلم الأستاذ
محمد عايد عودة الزلباني .