هذا الموضوع عن بعض اللهجات
منقول
يطلق اللغويون على اللهجات : لغات وأحرفا ، وهذا معنى الأثر : ( نزل القرآن على سبعة أحرف ) ، وهذا هو السبب في تعدد القراءات التي نؤمن بعدم حصريتها .. فلم نجد حسب علمنا كلمة هنا في بعض مناطق جنوب المملكة
إلا وهي قاموسيه أو اشتقاقية { لفظيا ، أو معنويا ، صغيرا أو أصغر كبيرا أو أكبر } . غير أن القضية في الفرق بين اللغة الكتابية و الشفاهية هي قضية إعراب ( وهذا منطبق على كل اللهجات القطرية في الوطن العربي التي قال عنها المرحوم حمد الجاسر : (إن كل لهجة داخل الجزيرة حجه ، وليست اللهجات خارجها بحجه ) . فهم هنا مثلا ينطقون الكلمات والحروف حسب يسر الأداء دون علاقة للإعراب ــ الذي نعرفه ــ بالمعنى
ومن الميزات التي لحظناها في لهجة السكان الحالية :
( أم ) التعريف :
وهي التي أسماها اللغويون ( طمطمانية حمير ) وهي تقابل ( أل ) التي للعهد عند علماء اللغة ، فهم يقولون : امشمس ، وامقمر ، وامجبل ــ إذا كان معروفا لدى السامع ــ ولا يقولون : امحمد أو امعلي . .
ويقول الثعالبي : ( الطمطمانيه تعرض في لغة حمير كقولهم طاب امهواء يريدون طاب الهواء .
وفي حديث أبى هريرة : أنه دخل على عثمان وهو محصور فقال : الآن طاب امضرب أي حل القتال ، أراد طاب الضرب فأبدل لام التعريف ميما وهي لغة عربيه يمانية ) .
ويقول الحريري : (وقد روي عن حمير أنهم يجعلون آلة التعريف ( أم )فيقولون طاب امضرب ، وجاء في الأثر فيما رواه النمر بن تولب انه صلى الله عليه وسلم نطق بهذه اللغة في قوله : { ليس من امبر امصيام في امسفر } ) .
وأنشد أبو عبيد ، ونسب إلى بحير بن عتمه الطائي :
ذاك خليلي ودو يواصلني يرمي ورائي بامسهم وامسلمه
أراد بالسهم و السلمة .
ويروي ثعلب عن الأخفش أنه سمع قائلا يقول : قام امرجل ، يريد قام الرجل . قال ثعلب : هذه لغة للأزد مشهوره .
الكشكشه :
وهي ابدال كاف المخاطبة شينا ، فيقولون : أبوش بدلا عن : أبوك.. قال الشاعر :
فعيناش عيناها وجيدش جيدها ولكن عظم الساق منش دقيق
وأنشد ابن الأعرابي :
علي فيما أبتغي أبغيش بيضاء ترضيني و لا ترضيش
و تطبى ود بني أبيـش اذا دنوت جعلت تنــبيش
وقال الراجز :
أي غلام لش علود العنق ليس بكياس ولاجد همق
لش : لك وهي لغة لبعض العرب
الكسكسه :
يجعلون بعد الكاف أو مكانها في خطاب المؤنث سينا كالكشكشه فيقولون أعطيتكس وأكرمتكس وأبوس وأمس في ( أعطيتك وأكرمتك وأبوك وأمك ) .
الاستنطاء :
جعل العين الساكنه نونا إذا جاوزت الطاء ، فأعطى يقال فيها أنطى ، ومنه في قراءه شاذه قرا بها الحسن وطلحه وابن محيصن وغيرهم وهي قراءة مرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إنا أنطيناك الكوثر } ومنه قوله صلى الله عليه وسلم ـ في حديث الدعاء ـ " لامانع لما انطيت ولا منطي لما منعت " وكتب الى وائل بن حجر : " وأنطوا الثبجه " يريد أعطوا . وقال الأعشى :
جيادك خير جياد الملوك تصان الحلال وتنطي الشعيرا
اللخلخانيه :
تقصير الحركات واختزال النبر نحو كأنك : كنك ــ ما شاء الله : ما شا الله ..
الوهم :
يكثر الكسر في اللهجه ، لكنه ليس بقوة الكسر الذي ينطق في اللغه الكتابيه ــ بل بتخفيف فيه نحو : بهم فينطقونه بما يشبه الاماله عند اللغويين وبشكل سهل تتلامس فيه الشفتان في الباء بخفه .
التسهيل :
ترخيم الهمزة نحو : بئر : بير ــ كأس : كاس ــ عباءه : عبايه . .
الرسو :
إبدال الصاد من السين والزاي والعكس نحو :
مسطره : مصطره ــ سلطان : صلطان ــ أسطوره : أصطوره . . وذلك معروف في القراءات لدى أهل اللغه نحو : { ن ، والقلم ومايسطرون ــ ( يصطرون ) } ، { لست عليهم بمصيطر } . . وليس ذلك في كل الاحوال بل يحكمه علاقة حرف السين الصوتيه بما قبله أو بعده ، قال شاعرهم بعد احدى الثورات على السلطنه العثمانيه :
الله يالصلطان يحسن لك عزاك
زانن الديره و لا هي في حراك
قد محمد بر علي صـلطانها
الكاف التهاميه :
وتنطق الكاف من موضعها المتعارف عليه ــ من وسط الحنك الأعلى ــ ولكن بتخفيف ما يجعلها بين النطق المعروف الذي نسمعه في القراءات وبين الخاء ، وهي عامة في النصف الجنوبي من تهامة كافة .
تنوين النغم :
وهو نطق تاء التأنيث نونا ساكنه نحو زانت : زانن ـ بدت : بدن كما في قول جرير :
أقلي اللوم عاذل والعتبن وقولي إن أصبت لقد أصابن
(ابر) بدلا عن (ابن) :
فالناس ـ حاليا وبعد الاتصال ـ يتكلفون بشكل واضح نطق كلمة (ابن) بينما نطقهم السائد هو : ابر ..
فيقولون محمد بر علي
نطق هاء الغائب واوا نحو :
قدرته ـ قدرتو ـ قدرتوه ، بكسر خفيف في القاف ، وبالواو بدلا عن الهاء ، وبزيادة الهاء ضميرا للغائب .
الاسم الموصول ( الذي ) :
ينطق بدلا عنه : (ذا) في كل الاحوال فيقول : ريت امرجل ذا بدا ، وبدا بمعنى جاء ، وكذلك (ما) فيقولون : خذ ماعندي وهات ماعندك أي الذي عندك .
وقد سمع النحاة واللغويون من العرب من ينطقها (ذو) واستشهدوا بالشاهد المعروف لديهم :
فإما كرام موسرون لقيتهم فحسبي من ذو عندهم ماكفانيا