[grade="00008B FFA500 008000 4B0082"]رحلة إلى بروناي دار السلام
-------------------------------------
بروناي سلطنة مسلمة ومنظر مساجدها المذهبة يذكرنا بذهب روسيا القيصرية، والترف الذي يبدو على سكانها ومعالمها يعيد الذاكرة الى التاريخ الذهبي للمسلمين، ويفتح ابوابا من الأمل بأحلام ذهبية طال انتظارها.
وكانت بروناي تابعة للنفوذ البريطاني حتى عام 1984 حيث يحتفل أهل بروناي في 23 فبراير/ شباط بعيدهم الوطني، وكان حاكمها المطلق منذ ذلك الوقت وقبل استقلالها عن بريطانيا السلطان حسن البلقية، وتتخذ السلطنة من مدينة بندر سيري بيغاون عاصمتها الرئيسية ولغتها هي الملاوية مع محاولات لإدخال اللغة العربية اليها. والمشاهد لعلم بروناي يلمح الخط الاسلامي على خلفية صفراء بلون الذهب الذي يغطي بروناي ويمثل اللون الاصفر سلطة البلاد والشريط الابيض والاسود يمثلان الناس والحكومة وقيل ان اللونين الأبيض والأسود يمثلان الحماية البريطانية كما قيل انها تمثل الوزيرين الرئيسيين في الدولة ويوجد شعار الدولة في وسط العلم وعلى هلال كتب عليه عبارة “الدائمون المحسنون بالهدى” كما كتب على الشعار اسم بروناي دار السلام.
وبروناي محاطة بالبحر والبر بشكل متناسق في جنوب شرقي آسيا وتحديدا في شمال غرب جزيرة بورنيو وتطل على بحر الصين الجنوبي. وتحدها ماليزيا من جميع الاتجاهات باستثناء الساحل الشمالي، مما يجعلها تبدو كجزء لا يتجزأ منها وكأنها اقليم تابع لها، وتبلغ مساحتها 5675 كم مربع وتتمتع بمنطقة خاصة لصيد الاسماك على طول 200 ميل بحري ضمن مياهها الاقليمية الممتدة على 12 ميلا بحريا. وتبلغ حدودها البرية 318كم وطول ساحلها 161كم مما يدل على قصر حدودها وصغر مساحتها وتغطي الغابات الاستوائية نحو ثلاثة ارباعها، مما يعطيها تناسقا جغرافيا كبيرا وامتداداً خضريا واسعا وتتميز التضاريس بسهل ساحلي منبسط يتحول الى جبال في الشرق. كما تتميز الجهة الغربية بأراض منخفضة تتخللها تلال، وتشكل الاراضي الصالحة للزراعة جزءا ضئيلا من المساحة الكلية للبلاد، وهذا لا يضر بالكثير في السلطنة التي تعتمد اعتمادا رئيسيا على النفط ولا يشكل القطاع الزراعي سوى جزء ضئيل من الاهتمام أو المردود العام ويسود بروناي المناخ الاستوائي الذي يتميز بارتفاع درجات الحرارة والرطوبة وشدة الامطار وهذا ما يفسر وجود الغطاء الخضري الواسع خاصة الغابات الممتدة، وليس هناك فصل ممطر، مما يعطي التربة حصتها الكافية والمنتظمة من الامطار والمياه المتوزعة.
وبروناي ثالث اكبر بلد منتج للنفط في جنوب آسيا ورابع بلد منتج للغاز الطبيعي المسيل في العالم، وتعتمد في تمويل برامجها التنموية على مداخيلها من صادرات النفط الخام والغاز الطبيعي، اللذين يمثلان العمود الفقري لاقتصادها، وتشجع الحكومة التنمية الزراعية لتقليل الاعتماد على المواد الغذائية المستوردة، ما جعل بروناي واحدة من اغنى دول العالم وخاصة ان سكانها قليلون مقارنة بثروتها، ويبلغ الناتج المحلي الاجمالي بأسعار السوق الجارية 4026 دولارا امريكيا حسب احصائيات عام 2001 وعملتها هي دولار بروناي وتبلغ حصة القطاعات المختلفة في الناتج المحلي الاجمالي 2 في المائة من الزراعة، و40،0% الصناعة، و58،0% الخدمات (2001)، اجمالي الصادرات 3418 مليون دولار امريكي، واجمالي الواردات 1636 مليون دولار امريكي حسب تقديرات عام ،2002 واهم الصادرات الرئيسية هي: النفط الخام، والمنتجات النفطية، والغاز الطبيعي المسيل والواردات الرئيسية المكائن ومعدات النقل، والسلع المصنعة والمواد الغذائية ولبروناي الكثير من الشركاء التجاريين الرئيسيين ومنهم اليابان والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وماليزيا وكوريا الجنوبية وتايوان.
وتولي الحكومة اهتماما مميزا بالقطاع الطبي والصحي والرعاية الشاملة، حيث ان عدد السكان القليل يساعد على زيادة الاهتمام بكل مواطن في السلطنة.
وبروناي سياحيا قمة في الروعة والتآلف ومجمع لهدوء طبيعي متناغم مع سكينة السكان فهي ليست مجرد معبر الى بورنيو او مركز للتوقف القصير في طريق اوروبا شرق آسيا من وإلى استراليا ونيوزيلندة، بل ولكنها تعتبر مركزا سياحيا متألقا لعطلات متعددة الأطراف ووجهة سياحية تضاف لكل راغب بالهدوء والجمال، فمن أجدى في منطقتي سراواك او كلامنتان لتجربة سياحية متكاملة تصل لبورنيو، ومع بالي التي ترتبط بها مباشرة مكونة نمطين آسيويين مختلفين، ومع سنغافورة لمقارنة حياة المدينة مع حياة الغابات، بل وايضا مع دبي لجمع تجربة الصحراء والغابات، لتجمع بذلك كل المناخات والطقوس من كل حدب وصوب ولتكون مقصدا لكل السياح.
ومن اجمل المظاهر السياحية في سلطنة بروناي القرية المائية كامبونج آير التي تعد اكبر قرية سكنية تطفو على سطح الماء في العالم ويبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة وتقع القرية على ضفتي نهر بروني وهي موغلة في القدم حيث عرفها الرحالة والسياح منذ القدم وورد ذكرها في العديد من الكتب والدراسات التاريخية القديمة وعقب عليها الرحالة الاوروبيون منذ القدم واطلقوا عليها فينيسيا الشرق ومن بين هؤلاء الرحالة انطونيو بيغافيتا والذي رافق الرحالة الشهير ماجلان سنة 1521م والذي انبهر بجمالها وكبر حجمها واطلالتها المائية وتغيرت اشكال المنازل الحالية وطرق توضعها عما سبق فاليوم ترتكز المنازل على ركائز اسمنتية ومدروسة بشكل هندسي وفني مع المحافظة على طابعها التقليدي القديم مع ادخال الحداثة على معالمها المختلفة ويمكن في تلك القرية استئجار زورق للتنقل يطلق عليه اهل بروناي واتير تاكسي يمكنه التنقل عبر المنازل والمباني. وتعد العاصمة بندر سيري بيغاوان اكبر وأهم مدينة في سلطنة بروناي وهي اكبر مركز لتجمع النشاطات والفعاليات وتوصف بالهدوء والسكينة وتحوي حوالي 60 ألف نسمة وهو عدد قليل جدا إذا ما قورن بأي عاصمة عالمية اخرى ويقطن اغلب سكانها في القسم المائي الذي يتصل بالقسم البري بزوارق وممرات واسلاك للهاتف والكهرباء وتتميز المدينة بوجود ابراج للمنارات والبنوك والابنية السكنية بالاضافة لوجود الجوامع ذات الطراز الاسلامي والقصر السلطاني الذي يقع بين الاشجار والخضار مما يعطيه هالة تقف الى جانب جمال وروعة بنائه الذي تكلف 350 مليون دولار امريكي ويحوي 1788 غرفة و200 حمام وبهو للاحتفالات يتسع ل 4 آلاف شخص ويفتح القصر ابوابه لعموم الناس في الاعياد. وبالامكان التجول في شوارع العاصمة في وقت الذروة المرورية من دون سماع حتى صوت دراجة نارية أو مشاهدة دراجة عادية وتحوي المدينة عددا من المتاحف الجميلة والتي تعكس تاريخ البلاد وبالامكان ايجاد مكاتب الطيران والفنادق الفخمة والمطاعم ذات المأكولات الآسيوية والأوروبية والامريكية ولكن بأسعار ليست اعتيادية لأن تلك الاماكن والمأكولات ليست في بلد اعتيادي بل في اغنى دولة في العالم.[/grade]
المفضلات