[DCI]
يظن شباب هذا الجيل بما توفر لهم من وسائل تسلية وترفيه وألعاب إلكترونية وسوني 1 وسوني 2 وبلاك بيري وكل ما يشغل أوقات الفراغ من ملاه متنوعة ووسائل ترفيه متعددة .. يظنون أن الجيل الماضي محروم من مثل هذه الوسائل التي تملأ الحياة فرحة وسرورا وتزيدها بهجة وحبورا
ولكن الحقيقة أن شباب الجيل الماضي كان يتمتع بكثير من الوسائل التي تشغل أوقات الفراغ وربما تعود عليهم بالفائدة والنفع وتنمية العقول والأبدان أكثر مما تعود به وسائل الترفيه في هذه الأيام
وبداية فإن أهم ما يميز وسائل الترفيه في الماضي هو الابتكار والتنوع والتجدد على مدار العام حيث يبدأ الشباب بلعبة معينة تنتشر في جميع الأحياء لفترة زمنية محددة لا تتجاوز الشهر ثم ينتقلون إلى لعبة أخرى والداعي لهذا التغيير هو طرد الملل واختيار اللعبة المناسبة للمناخ السائد فبعض الألعاب تمارس في الصيف وبعضها تمارس في الشتاء وبعضها تحتاج إلى الرياح وبعضها إلى السكون وبعضها في الليل وبعضها في النهار وهكذا ...
وفي هذا المبحث سأحاول استعراض بعض تلك الوسائل وتقريبها للأذهان قدر المستطاع فباسم الله نبدأ



لعبة الدرّاقي


تمارس هذه اللعبة من قبل الشباب والرجال في وقت العصر في الغالب وتتكون أدواتها من كرة بحجم اليد محبوكة حبكا محكما من الخيش ومضرب من الخشب بطول متر تقريبا
ينقسم اللاعبون فيه إلى فريقين فريق يتوزع في القرة مع بقاء أحدهم في الماد ( المزقر ) يقوم برفع الكرة أمام لاعب من الفريق الآخر الذي يضربها لتصل إلى الفريق الخصم الموجود في القرة فيتأهب لالتقاطها في اللحظة التي يجري فيها زملاؤه من الفريق الآخر ليصلوا إلى الماد فإن استطاع أحد اللاعبين التقاطها وضرب بها أحد أفراد الفريق المتوجه للماد قبل أن يصل أصبح الفريق مهزوما وعندها تتغير الأدوار فيتوزع أفراد الفريق الآخر في القرة ولها كثير من الأنظمة والقوانين في كيفية التزقير والطق والوصول إلى الماد
وتستقطب هذه اللعبة الكثير من العشاق والمتابعين فتشاهد ميدان اللعب مكتظا بالجماهير بما يشبه لعبة كرة القدم اليوم لأن فيها فن ومهارة ومنافسة شديدة بين اللاعبين كما أنها تستوعب عددا غير محدود من اللاعبين .. كما أنها تسمح لبعض الجماهير بتجربة الطق ( ضرب الكرة ) ولكنها ضربة لا تستقبل من أفراد الفريق ولا تستلزم عودة الفريق الآخر للماد ( طقة غضيب ) .

لعبة السرت ( القال )


أدواته ثمرة الدوم تستخدم ككرة ومجموعة من اللاعبين يحمل كل منهم مضربا معقوفا يسمى ( قال ) ويستخدم من جريد النخل في العادة
وميدان هذه اللعبة فسيح جدا .. تبدأ اللعبة بتجمع الفريقين في المنتصف ثم تحديد نقطة نهاية لكل فريق ويسعى كل فريق إلى إيصال الكرة إليه عن طريق ركلها بالقال بينما يقوم الفريق الآخر بمنع الكرة من الوصول إلى نقطة نهاية الفريق الآخر وتوجيهها نحو نقطة النهاية المخصصة له ومن يوصل الكرة إلى نقطة النهاية هو الفائز
من ميزات هذه اللعبة أنها تمارس في الليالي المقمرة ومن المفارقات التي تحدث أحيانا أن الكرة المستخدمة تختلط أحيانا على اللاعبين بما يشبهها من الحجارة فيترك بعض اللاعبين الكرة الحقيقية ويركلون الكرة المشابهة فيستغل من لم ينطل عليه هذا التشابه الظرف ويقطع مسافة لا بأس بها بالكرة الحقيقية .. كما أنها لا تخلو من بعض الخطورة أحيانا عندما تقع ضربة القال على أرجل اللاعبين أو وجوههم نظرا للتكدس الحاصل

لعبة الدندراح


الدندراح قطعة عظم صغيرة أو صخرة صغيرة بيضاء مبططة ومن مميزاتها أنها يمكن أن تمارس في البر في الليالي المقمرة أوفي البحر في النهار
في البر .. يتجمع اللاعبون من الأطفال أو الشباب في ليلة مقمرة ويقوم أحدهم بالإمساك بالقطعة ثم يقول بصوت مرتفع : دندراح فيرد بقية اللاعبين : فين راح ؟ فيرد عليهم : في البياح ويرمي القطعة فينتشر اللاعبون للبحث عنها ومن يجدها هو الذي يقوم برميها في المرة القادمة .
وفي البحر تتم بنفس الطريقة وبنفس النداء ولكن الفرق أن الوقت نهارا وأن القطعة ترمى على مسافة أقرب فتغوص في الماء ويتسابق اللاعبون في الغوص خلفها حتى يمسك بها أحدهم ويرميها من جديد

لعبة السيجة


لعبة تشبه الدامة ويمارسها كبار السن طوال العام وهم جلوس في وقت العصر ولها أماكن محددة معروفة بها أو في منازلهم أحيانا وهي من الألعاب التي تمارس طوال العام دون توقف
تبدأ اللعبة ببناء السيجة على الأرض وهي عبارة عن حفر متراصة غائرة تحفر بطرفي الأصبعين في الأرض وهي إما مخومسة 25 حفرة متراصة أو مسوبعة 49 حفرة
ويقوم بممارستها لاعبان والآخرون يتفرجون وينتظرون هزيمة أحد اللاعبين ليحل محله .. أما طريقة اللعب فيقوم كل لاعب برمي أحجاره في هذه الحفر حجرتين في كل مرة لكل منهما بالتناوب حتى تمتلئ في المخومسة 12 لكل لاعب وفي المسوبعة 24 لكل لاعب ويختلف لون حجارة كل لاعب عن الآخر وعادة ما يختار أحد اللاعبين حجارة والآخر قطع فحم
بعد أن ينتهي كل منهم من رمي حجاره كلها تبقى من السيجة عين فارغة تسمح لهما بالتحرك من خلالها ويصطلح على تسمية الحجارة بالكلاب وتهدف اللعبة إلى التحرك بنقل الكلاب حتى يحصر اللاعب كلب خصمه بين كلبين من كلابه وعندها يخرجه خارج السيجة . ويقال أنه أكله . ومن يستطيع أن يأكل الكلاب كلها فهو الفائز

لعبة الدريجة

والدريجة هي عجلة الدراجة العادية ( البسكليت ) الجنط بدون الكفر تستخدم لدفعها قطعة من الخشب أو الحديد توضع في تجويف العجلة ويدفعها الطفل أمامه وتتجلى المهارة في قدرته على السيربها مسافات طويله دون أن يتوقف وقد يسير شابان أو ثلاثة أو مجموعة من الشباب بدريجاتهم وهم يتبادلون الحديث بكل سهولة .
وهذه الدريجة تصبح ملازمة للطفل حتى عندما يذهب إلى البقالة لا يذهب إلا بواسطتها وكأنها دراجة أو سيارة لا يقضي أشغاله إلا بها





يتبع إن شاء الله
[/DCI]