[align=justify]في ليلة البارحة حضر بعضاً من الشعر الأصيل، وحضر معه قلوب المحبين، إلا الصدق والعدل من لجنة التحكيم في برنامج شاعر المليون فقد كانت غائبة عن الوجود وكأنها في سبات شتوي.

في ليلة البارحة سقط القناع الزائف عن الادعاء بأن أبو ظبي عاصمة الشعر، إذن لماذا الاحتفاء الكاذب بأن أبو ظبي هي عاصمة الشعر والشعراء في غياب العدل والنزاهة.

برنامج يعتمد على مافي جيوب الناس، وليس على قصائد الشعراء، فلو كان القائمين على البرنامج صادقين مع أنفسهم لما ارتضوا أن تخرج إلى السطح مهزلة لجنة التحكيم مساء البارحة.

لو أن أبو ظبي بالفعل عاصمة الشعر لما أرتضت أن يكون أختيار الشاعر بناء على تصويت من محبيه وقبيلته بغض النظر عن مستواه الشعري.

في ليلة البارحة اتضح لنا أحد الأمرين من لجنة التحكيم:

1- أما أن لجنة التحكيم لا تفقه في الشعر أصلاً.

2- أو أن لجنة التحكيم ليس لديها عدل وأمانة وأخلاص.

وفي كلتا الحالتين سقط البرنامج بسقوط أعضاء لجنته. وبرز لنا الوجه القبيح للبرنامج فمن أراد أن يفوز باللقب فعلي أبناء قبيلته ومحبيه وأبناء دولته التصويت له وبذل أموالهم في سبيل حصوله على اللقب.

استحضر هنا سوق عكاظ في الجاهلية يوم أن كانت تضرب خيمة حمراء للنابغة الجعدي فياتيه الشعراء من كل حدب وصوب ينشدونه ويحكم بينهم، وشتان بين خيمة النابغة الجعدي وبين طاولة لجنة تحكيم شاعر المليون، ولو كان النابغة حاضراً لحطم الطاولة على رؤوس أعضاء اللجنة ليفيقوا من سباتهم الشتوي وليستحضرون النزاهة والعدل والانصاف.

ليلة البارحة أتضح لنا فكرة البرنامج ومستوى أعضاء اللجنة، فلم يعد هناك ما يمكن إخفائه أو الادعاء بغيره فقد سقط القناع الزائف عن برنامج شاعر المليون، وبسقوط القناع عن البرنامج سقط الادعاء بأن أبو ظبي عاصمة الشعر.
[/align]