[ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع : الحذر أن تكون من هؤلاء

يظن البعض أن الخوارج هم فقط من يكفرون أصحاب الكبائر وهذا فهم خاطئ فالتكفير بالكبيرة والحكم على صاحبها بالخلود في النار لا يوجد في بعض فرق الخوارج المشهورة والمتفق على أنها من أكبر فرق الخوارج كالنجدية .

قال أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى في كتابه مقالات الإسلاميين 1/183 : وأصل قول الخوارج إنما هو قول الأزارقة والأباضية والصفرية والنجدية . اهـ

فالنجدية من رؤوس الخوارج كما ترى ، ومع ذلك فقد وصفهم بأنهم لا يكفرون صاحب الكبيرة حيث قال رحمه الله تعالى وهو يتكلم عن صفات الخوارج : وأجمعوا على أن كل كبيرة كفر إلا النجدات فإنها لا تقول بذلك . اهـ

وقد نقل هذا القول عن الأشعري شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في كتابه منهاج السنة 3/461 دون أن يتعقبه .

من هم القعدية ؟
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى عنهم في كتابه الإصابة 5 /303 في ترجمة عمران بن حطان : وكان من رءوس الخوارج من القعدية بفتحتين وهم الذين يحسنون لغيرهم الخروج على المسلمين ولا يباشرون القتال . اهـ
أنظر أيضاً : كتاب مقدمة فتح الباري لابن حجر 1 / 432 وكتاب تدريب الراوي للسيوطي 1 / 329

أخي حرم الله وجهك على النار
إذا تقرر ذلك عندك فالحذر الحذر أن تكون من القعدية الخوارج وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم : (( الخوارج كلاب النار )) رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد حسنه الترمذي وصححه الحاكم .

وتأمل رحمك الله تعالى وجعلك من أهل الجنة
في كلام بعض العلماء رحمهم الله تعالى في مسألة : عقوبة المثبط عن ولي الأمر والمثير عليه

قال الشوكاني رحمه الله في كتابه السيل الجرار 4 / 514 : في شرح قول صاحب الأزهار رحمه الله تعالى : ويؤدب من يثبط عنه أو ينفى ومن عاداه فبقلبه مخطئ وبلسانه فاسق وبيده محارب .

قال الشوكاني رحمه الله تعالى : و أما قوله : و يؤدب من يثبط عنه ؛ فالواجب دفعه عن هذا التثبيط فإن كفّ وإلا كان مستحقاً لتغليظ العقوبة والحيلولة بينه وبين من صار يسعى لديه بالتثبيط بحبس أو غيره لأنه مرتكب لمحرم عظيم وساع في إثارة فتنة تراق بسببها الدماء وتهتك عندها الحرم و في هذا التثبيط نزعٌ ليده من طاعة الإمام .
وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم إنه قال : (( من نزع يده من طاعة الإمام فإنه يجيء يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وهو مفارق للجماعة فإنه يموت موتة جاهلية )) . اهـ


وقال ابن فرحون رحمه الله تعالى في كتابه تبصرة الحكام 1 / 227 : ومن تكلم بكلمة لغير موجب في أمير من أمراء المسلمين لزمته العقوبة الشديدة ويسجن شهراً ومن خالف أميراً وقد كرر دعوته لزمته العقوبة الشديدة بقدر اجتهاد الإمام . اهـ

و بهذا يعلم أن إثارة الرعية على ولاة الأمر وتأليب العامة عليهم من منهج الخوارج القعدية وداء عضال وتجب المبادرة إلى كيه و ورم خبيث يتعين استئصاله ولئلا يستفحل فيخرج خبثه فتستحكم البلية وتعظم الرزية ولا ينفع الندم عندئذٍ .

اللهم اغفر لي ولإخواني فإننا نحب الحق

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/ALIGN]