المدينة المنورة: الوطن
أحبطت إدارة مكافحة المخدرات بمنطقة المدينة المنورة 3 عمليات لترويج وتهريب حوالي 700 ألف حبة مخدرة حاول المهربون إدخالها للمدينة المنورة عبر الطرق الوعرة والجبلية باستخدام أجهزة المواقع الجغرافية المرتبطة بالأقمار الصناعية.
وكانت الإدارة قد شنت حملة موسعة على المهربين والموزعين لتوجيه ضربات قاسية لأوكارهم في المنطقة خلال الشهرين الماضيين، واختتمت الإدارة سلسلة عملياتها بإحباط عملية واسعة لترويج أكثر من 270 ألف حبة مخدرة من نوع "كبتاجون" كان مروجوها القادمين من وسط البلاد لتوزيعها في المدينة المنورة تصل قيمتها نحو المليون ريال.
وصرح مصدر لـ"الوطن" بأن رجال مكافحة المخدرات في المنطقة تمكنوا من تعقب ثلاثة مروجين سعوديين يعمل أحدهم عسكريا في قطاع أمني استخدموا أجهزة تحديد المواقع الجغرافية عبر الأقمار الصناعية بغرض الالتقاء بمستقبلين في الصحراء لاستلام الكمية المخدرة.
وأضاف المصدر أن المروجين سلكوا طرقا صحراوية بعيدة عن الطرق المسفلتة مستخدمين الأجهزة المرتبطة بالأقمار الصناعية مشيرا إلى أنه الأسلوب الدارج مؤخرا في الترويج والذي أفشلته إدارة مكافحة المخدرات.
ويستفيد المهربون الذين يسعون إلى تمرير المخدرات من الخارج إلى داخل البلاد، والمروجون الذين تقتصر مهمتهم على نقل وتوزيع المخدرات بين المناطق في الداخل، من تقنية تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية للالتقاء ببعضهم البعض في مناطق برية نائية، بعيدا عن أجهزة الأمن، وفي سلوك الطرق الصحراوية وصولا إلى المدن وبعيدا عن الطرق الرئيسة.
وتحدث المصدر الذي طلب عدم التطرق إلى هويته عما يمكن وصفه بالنزعة تجاه تأمين المروجين لأنفسهم مقابل التضحية برفاقهم، قائلا إنهم رفضوا، عند وصولهم إلى أطراف المدينة المنورة، الدخول إلى المنطقة طالبين من المستقبل الحضور واستلام الكمية وإدخالها بنفسه، في إجراء يترك لهم مجالا للهروب في حال انكشاف الصفقة.
وعملت إدارة مكافحة المخدرات، على تسهيل وسائل إكمال عملية الاستلام والتسليم سعيا إلى الإيقاع بكافة أفراد العصابة، الأمر الذي تحقق بالقبض على مستلم الكمية، وعلى المروجين داخل إحدى الاستراحات بعد استلامهم مبلغ العملية واطمئنانهم إلى إتمامها.
وفي تأكيد على عدم مبالاة المهربين بحياة الآخرين، قال المصدر إن الكمية المضبوطة "كان يمكن أن تؤدي إلى قتل متعاطيها مباشرة جراء تسممها بالمواد البترولية" موضحا أن "الكثير من المخدرات يجري تخزينها داخل حاويات الديزل في المركبات الكبيرة لتهريبها إلى الداخل، الأمر الذي يجعلها تتشرب بالمواد الكيمائية، قبل أن يتعاطها المدمنون.
وجاءت العملية الأخيرة تتويجا لعمليتين سابقتين مثلتا نجاحا نوعيا لإدارة مكافحة المخدرات في المدينة المنورة حين أحبطت، عملية تهريب نحو 300 ألف حبة مخدرة إلى داخل البلاد، وترويج أكثر من 140 ألف حبة مخدرة في وقت سابق.
وتوصف العملية الأولى بأنها أكبر عمليات التهريب التي جرى إحباطها خلال الموسم، بعد أن نجح قائد حافلة لنقل المعتمرين في تجاوز منفذ "الحديثة" الحدودي شمال البلاد مخبئا الكمية المخدرة داخل مقصورة القيادة ومتوجها بها إلى المدينة النبوية، حيث مقر التسليم.
فيما أسفرت العملية الأخرى عن الإيقاع بنحو ثلاثة مروجين ضمنهم امرأة أثناء مرحلة متقدمة من خطتهم لترويج أكثر من 140 ألف حبة مخدرة. ولم يكشف المصدر مدى تورط المرأة في العملية، وهي التي تمت بصلة قرابة للاثنين اللذين اتخذاها كغطاء للمرور السريع من نقاط التفتيش على الطرق البرية.
وأشار المصدر إلى تبني إدارة مكافحة المخدرات في المدينة المنورة لأساليب تهدف إلى ملاحقة جذور عمليات ترويج المخدرات في سبيل تجفيف مصادر السموم، بتوجيه من مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات اللواء محمد الفريح، ومتابعة مدير إدارة مكافحة المخدرات بمنطقة المدينة المنورة العقيد صالح الحر، ومساعده العقيد تركي الزهراني، ورئيس شعبة المكافحة المقدم سلطان النزاوي، ونخبة من الضباط والأفراد المتمرسين في أعمال المكافحة.
المفضلات