أهلا وسهلا بك إلى المجالس الينبعاويه.
النتائج 1 إلى 4 من 4

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    ينبع
    المشاركات
    697
    معدل تقييم المستوى
    23

    وقفات مع الاجازة الصيفية


    أقبل الصيف وبدأت الاستعدادات للترويح عن النفس، و بدأ التخطيط لرسم وجهات سياحية جديدة في عالم رحب، استنفار من جميع أفراد الأسرة، حصر لجميع الاحتياجات، تنظيم لكل الحجوزات، وقبل ذلك ادّخار منذ شهور عدة لتكاليف الرحلة، كم هو جميل هذا التنظيم المقنن، وكم هو حسن أن نخطط بوقت كافي لقضاء إجازتنا الصيفية، والتي يستعد الجميع من خلالها أن يعيشوا أيام سعيدة فتُنسي الآباء هموم العمل والأبناء متاعب الدراسة، ولكن إن المتمعن لتلك السفريات السياحية يجد أننا ننفق خلالها مبالغ طائلة ونأكل من رصيد حساباتنا المخزنة، فنصرفها بلا ندم بل يكاد يكون السفر من الأشياء القليلة التي يبذل فيها المرء المال وهو يرسم على شفتيه الابتسامة كاملة وله حق في ذلك، ألسنا نجمع الأموال من أجل أن تسعدنا وهذه أحد سبل سعادتنا. و لكن لعلي أعرج بكم على سياحة أخرى، و عالم آخر نحلق فيه بارتفاعات منخفضة ونستطلع فيه أمور مهمة، وهي سياحة تستحق أن نسترعيها بعض اهتمامنا، حتى تكتمل كل سعادتنا، فهيّا بنا نحلق في سبيل آخر من سُبل السعادة وطريق آخر من طرق الخير والتي يجب أن نستحضرها ونحن ننفق الأموال الطائلة في سياحتنا الصيفية..

    1 - إن أجمل ما نقضي فيه السياحة ما قرناه بطاعة. فيا رعاك الله فكر بأمرك قبل أن تجزم حقائبك، هل قمت بأهم سياحة ربانية واجبة مع القدرة و هي عمرة أو حجة لبلاد الله المحرمة، أو أرويت العين بروضة الرسول عليه وآله أفضل الصلاة و التسليم، فكر بأمرك قبل أن تعقد أمر سفرك، و تذكر حالك قبل أن تعزم على وجهتك وتحدد اتجاهك، فإذ لم تكن أديت من قبل شعيرة العمرة و لم تنعم بالزيارة فهل جعلت طريق سفرك وبداية رحلتك من تلك المناطق أو تمر بتلك البقاع و التي هي أفضل البقاع على الأرض، أسأل كل مجرب، و أسأل كل مسافر، و أقرأ أعظم الرحلات، فلن تجد خلال حديثهم أو سطورهم أجمل من تلك المناطق. فبادر بها أخي الحبيب قبل أن تقترب منك شمس المغيب و أنت لم تملأ العين من أرض الحبيب.

    2 - يغيب بعض الآباء بسياحة خاصة منفرد أو مع بعض أصدقائه لينعم برحلته دون أهله، فهل تذكرنا الصغار الذين تركناهم بين الجدران، وهل فكرنا بالشقائق ممن يكابدن من أجلنا أمور الحياة. رتب سفرك مع عائلتك واحتسب ما تنفقه على أهلك في سبيل الله، فهو خير سبيل تنفق فيه الأموال. كما في قوله : { الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة } [الصحيحين]. التتمة..


    3 - قد ينفق بعض الأخوة الأموال الطائلة في السياحة وسبل الترفيه، وينسون أو يؤجلون أو يتساهلون في ركن من أركان الدين الواجبة وهي فريضة الزكاة و التي قرنت بالصلاة، وهي حق رب العالمين من أموالنا، ومن أجلها أو نسيها أو تساهل بها فليبادر لإجابة رب العالمين وتتميم هذا الركن العظيم، والتي قد يثقّلها الشيطان في أنفسنا برغم أنها قد تكلفنا شيئاً يسير من أموالنا السياحية والأموال المصروفة برحلات السنوية.

    4 - من السياحة السعيدة أن تختار الأماكن الفاضلة، وتبتعد عن مواطن الريبة، وأن تختار لنفسك وأهلك ما يرضاه ربك، فكم من إنسان اختار أقصى الأرض ليسعد أبناؤه فكان اجتهاده سبباً لهلاك أخلاقهم، وموت العفة في نفوس بناته، وبداية الشرارة التي تكاد أن تأكل الأخضر واليابس في أسرته. وأعلم أن مناظر العري والتفسخ والانحلال هي صور يختزنها الصغار وتعلق في نفوسهم مدى الحياة، وهي تأجج الفتنة في صدور الكبار مدى الحياة، وتجعلهم يبحثون فيما يطفئ تلك النار. فاختار المناسب لك ولهم وضع أمراً هاماً أمام عينك دائماً فتذكر ( أنهم أمانة في عنقك ).

    5 - في كل قارة هناك سياحة قلبية فنعيش مع من نحب بكل آمالهم وآلامهم، وهذه تعتمد على تفقد اخواننا في الدين في كل قارة من القارات. القارة السوداء والقارة الصفراء والقارة اللاتينية، وفي كل شبر على هذه الأرض نجد فيه موطأ قدم ونفس مسلم من اخواننا في الدين. فمن باب البذل والتآخي أن لا ننسى اخواننا في تلك القارات من بذلنا وعطائنا، فلعلنا نبذل بعض الشيء الذي ننفقه في رحلاتنا لمن يقومون ببذل أنفسهم للدعوة إلى الله في تلك المناطق، فلنقتص من أموالنا السنوية ما نكفل به الدعاة الذين لا يفترون عن بذل أنفسهم وأوقاتهم لله سبحانه وتعالى، فتجدهم يتنقلون بين أطراف الأرض من أجل أن يرسخوا العقيدة الحقه، وينشروا الدين القويم، فمبلغ يسير يجعلك في صف هؤلاء، ومبلغ يسير تقتطعه من مالك يجعلك تفوز بمهنة الأنبياء، ويجعلك تدعو إلى الله وأنت تنعم بسعادة كاملة بين أبنائك وأسرتك في بيتك أو رحلتك.

    6 - المسجد في الإسلام له أهمية بالغة فهو مكان للعبادة وملتقى للدعاة ومركز للحلق وركيزة من ركائز نشر الدين، ناهيك عن أنه مكان لاجتماع أهل البلد والحي، ففيه تلتقي النفوس مع باريها والأخوة مع أخوتهم، فبذل المال والمشاركة ببناء المساجد يجعلك ممن يدخل قول الرسول : عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال : { من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة }.

    7 - الوسائل الحديثة والاتصالات السريعة والإعلام الفضائي أتاح أمام الجميع أن يتنقل ويحلق في الفضاء كيفما يشاء، وأن يصل صوته وحسه الإيماني إلى كل مكان، فهل فكرنا أن نسيح عبر النت بالتوجيه والإرشاد والنصح، وأن نكتب ما يبقى في عقبنا ويخلد لنا أعمالاً تزيد من رفعتنا، ونعمل عملاً يصب في ميزان حسناتنا.

    8 - و هل قمنا بدعم الإعلام الإسلامي الناصح الصادق عبر المشاركة في دعم القنوات الفضائية الإسلامية ودعمها بالاشتراك بها والمشاركة بالنصح والتوجيه أو على الأقل بدعمها من خلال توجيه الناس إليها وبث برامجها القيمة إلى الناس، أو المشاركة عبر رسائل قصيرة بناءة تفيد القارئ وتدعم القناة مادياً، أو المشاركة بالآراء السديدة عبر مواقعهم عبر الانترنت. فلا تحقرن من المعروف شيئاً وابذل واحتسب ذلك عند الله فهو مخلوف معوض بإذن الله تعالى.

    9 - المشاركة بدعم المواقع الإسلامية عبر الإنترنت ومواقع العلماء، وذلك عبر كتابات واقتراحات وآراء يتم فيها التصحيح والتوجيه والتنبيه والنصح والإرشاد، وكذلك من المكمن أن يتم المشاركة عبر رسائلهم المبثوثة عبر رسائل الجوال، و التي تكلف تقريباً 12 ريال شهرياً، فمنك دعم وبذل ومنهم تنبيه وإرشاد.

    10 - هل اقتطعنا من مبالغنا جزءاً لدعم حلق القرآن الكريم وتعليمه وبذل ذلك في سبيل الله. ففضل تعليم القرآن وتدريسه فضل عظيم يقول الرسول : { خيركم من تعلم القرآن وعلمه } [رواه البخاري]. فهذا أجر وفير وكنوز تبقى ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.

    11 - كفالة يتيم تكلفنا جزء يسير من مبلغ رحلتنا ونسعد عبرها بأن رسمنا السعادة على وجوه أيتامنا. فمن حقهم علينا أن نفكر بهم وأن نتلمس حاجاتهم، وأن نقف معهم في حياتهم. فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم يدعونا لذلك، فعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله : { أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا }، وأشار بالسبابة والوسطى وفرّج بينهما... [رواه البخاري].

    12 - الصدقات على المحتاجين وتنفيس كرب المكروبين سياحة جميلة في قلوب الضعفاء والمساكين. وهي سعادة تضاف لسعادتنا، وسلامة من أمراضنا، وتلبسنا رضاً من ربنا، وشكر لنعم رازقنا وقد ذكر النبي أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: { رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه } [في الصحيحين]. وأحب الأعمال إلى الله كما جاء في الحديث { سرور تدخله على مؤمن، أو تكشف عنه كربةً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً } [رواه البيهقي وحسنه الألباني] فابذلها وأنفاقها هو تواصل مع أخوتنا ومشاركة لبناء مجتمع يقوم على التساند والتعاضد والتكاتف.

    13 - يعمد البعض إلى أن يستمد ميزانية رحلاته ومصروفاته من ديون يحملها نفسه، أو أقساط تنكد عليه بقية أيامه وكل حياته، برغم أنه الواجب على المرء أن يبدأ رحلته بسداد كامل ديونه القديمة المستحقة، وأن لا يبقى عليه أي شيء بذمته، فالمسافر معرض للمخاطر وعودته إلى أرض وطنه في علم الغيب وتقصيره في حق من ديّنه شيء من إهمال حق الغير، فلنحرص أن نؤدي حقوق الغير وأن نسدد ما للآخرين من دين.

    14 - دعم مراكز دعوة الجاليات، ومصادر التعريف بالدين الإسلامي. والمشاركة بتوزيع نشرات تعريفية عن الإسلام، أو الدلالة على بعض المواقع التي تشرح سماحة الدين الإسلامي. وإلينا هذا المحفز لفضل الدعوة إلى الله قال الرسول : { من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً. ومن دعا إلى ضلالة كان له من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً } [رواه مسلم].

    15 - من الممكن أن يساهم المرء بدعم النشر الإسلامي من خلال طباعة الكتب والنشرات أو توزيع الأشرطة الإسلامية أو أن يشترك بمجلة شهرية إسلامية لا تكلفه 120 ريالاً، فعن أبي هريرة رضي الله عنه‏ أن رسول الله ‏‏قال‏: { ‏إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له } [رواه مسلم].

    في الختام: السبل والطرق كثيرة، ولكن هذه نافذة بسيطة لعلها تفتح أمامك أبواب العطاء لمشاريع أعظم وأنفع وأكبر... وأسأل الله أن يجعلنا من المنفقين في سبيله المخلفين بأموالنا، يقول : { ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً } [في الصحيحين]
    التعديل الأخير تم بواسطة العنيد ; 05-07-2008 الساعة 06:41 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •