[align=center]

في احدى السنوات اشتريت ديوان شعر اسمه ( خماسيات من المهجر - أشواك )

وهو للشاعر السوري ( زكي قنصل ) وهو من شعراء المهجر

والديوان يحوي عدة خماسيات متنوعة ,, وكنت ارغب في أن اضعها هنا

ولكن لأنني لا املك جهاز في بيتنا , بحثت عن هذه الخماسيات والحمد لله اني وجدتها كاملة في احد المواقع

وقمت بنقل هذه الباقة منها ,, اتمنى انها تعجبكم




الشاعر في كلمات
ولد صاحب الديوان سنة 1916 بالأرجنتين في بيت متواضع وهو ثالث إخوته الثمانية، وانتقل سنة 1922 إلى يبرود (سوريا) مسقط رأس والديه، حيث تلقي أول مبادئ القراءة والكتابة. ثم اضطر إلى ترك المدرسة سنة 1925 ليساعد في العمل لكسب القوت الضروري للعائلة التي كانت في تزايد مستمر.
وفي أواسط 1929نزح مع والده إلى البرازيل حيث كان قد سبقه أخوه الأكبر الشاعر إلياس قنصل ومن هناك انتقل الثلاثة في أواخر السنة نفسها إلى الأرجنتين ليعملوا في التجارة عن طريق الكشة، والكشة - كما هو معلوم - عبارة عن صندوق من الخرداوات والمستحدثات تشدّ إلى المنكبين بأحزمة وسيور ينطلق بها صاحبها في الشوارع والأسواق ينادي على بضاعته بفنون من التشويق تحتاج أكثر ما تحتاج إلى الحنجرة القوية والصوت الهادر.
وقد أنس الفتى في نفسه ميلاً إلى المطالعة فكان يدس في كشته كتاباً ينكب على التهامة في فترات استراحته، وربما عاد في المساء إلى البيت وليس في جيبه ريال واحد، ولكنه مشغول الذهن بخاطره يداورها أو هاجس يقضّ مضجعه.
كانت قراءته في بادئ الأمر تقتصر على كتب التسلية الساذجة ثم جعل يتدرج في مطالعاته صعداً إلى أن بدأت تتكون ثقافته الأدبية ويتلمس طريقه إلى عالم الشعر.
وبعد الكشة تنقل في عدّة أعمال ما بين خادم مطعم، ومعاون خباز، وماسح أحذية إلى أن استقر سنة 1935 في إدارة "الجريدة السورية اللبنانية" إلى جانب شقيقه إلياس الذي كان قد سبقه إليها رئيساً للتحرير. وظل يعمل في الجريدة إلى أن نشأ بينه وبين صاحبها خلاف فاستقال وعاد إلى عمله في التجارة.
وفي سنة 1950 عقد قرانه على فتاة عربية الأبوين (من صدد سوريا) اسمها وردة عازر وكانت باكورة زواجهما طفلة أسمياها سعاد توفيت في الشهر الثامن من عمرها فبكاها الشاعر بمجموعة قصائد دامية نشرها في ديوان صغير باسم فقيدته، ثم جبر الله قلب الوالدين بطفل دعواه عمر تيمناً باسم الخليفة الثاني وباسم الشاعر الكبير عمر أبو ريشة الذي كان يومئذ وزيراً مفوضاً لسوريا في الأرجنتين وكانت تربطه بصاحب الديوان صداقة متينة الوشائج.
وقد نال الشاعر عدة جوائز شعرية نذكر منها جائزة إذاعة "ب ب ث" العربية في لندن وجائزة ابن زيدون من المعهد الإسباني العربي للثقافة في مدريد التابع لوزارة الخارجية الإسبانية، وجائزة جبران العالمية، وجائزة مجلة "الثقافة" الدمشقية.
وله شعر مترجم إلى الإسبانية نشر في أمهات الصحف الأرجنتينيّة.
[/align]



[poem=font="Arabic Transparent,6,#0071FF,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/17.gif" border="ridge,4,#400000" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
يا من يبذِّرُ في الملاهي مالَهُ =فرِحاً ويقبِضُ كفَّهُ عن جَائعِ

احسِبْ حِسابَك للزمانِ، فربَّما =دارتْ حوادثُه بأَشأمِ طالعِ

يومَان هذا الدهرُ، يومٌ ضاحكٌ =بالسَّعدِ، مرتبطٌ بيومٍ دامعِ

لا يخدعنَّكَ أن مالَك واسعٌ =كم هانَ قبلَك ذو ثراءٍ واسعِ

ولقد تمدُّ غداً يمينَك راجياً =إِحسانَ هذا الجائع المتواضعِ [/poem]



[poem=font="Arabic Transparent,6,#0069FF,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/17.gif" border="ridge,4,#400000" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]



نَشِّئْ بنيكَ على الفضيلةِ والتُّقى =لكن حَذارِ من الجُمودِ حَذَارِ

العصرُ عَصرُهُمُ فلا ترهقْهُمُ =بسلاسلٍ من عَصرِك المُنْهَارِ

أَرشدْهُمُ باللُّطفِ تكسبْ حُبَّهم =وازجرْ، ولكن من وراءِ سِتارِ

حرَّرتَ نفسكَ من أَبيك فهل تَرى =حَرجاً إِذا نهجوا على الآثارِ

أَشقى الجناةِ أَبٌ يغلُّ بِجهلِهِ =في وُلْده حرِّيةَ الأَفكار [/poem]






[poem=font="Arabic Transparent,6,#003BFF,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/17.gif" border="ridge,4,#400000" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
قلْ للذين يُفاخرونَ بمالِهِم =بئسَ الغِنى إنْ لم تزِنْه زَكاةُ

لم تَضحكوا إِلاَّ لأَنَّ سواكُمُ =تكويه في ضَرَّائِهِ العَبراتُ

اللهُ أَوصى بالضعيفِ ولم تَزلْ =بحقوقِهِ تَتَنزْلُ الآياتُ

فإِذا قبضتمْ كفَّكم عن جائعٍ =عافٍ، فأنتم مُجرمون جُناةُ

أمّا الفقيرُ المستمدُّ عطَاءكم =فدموعُه في وجهِكم صَفَعاتُ [/poem]




[poem=font="Arabic Transparent,6,#0033FF,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/17.gif" border="ridge,4,#400000" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]


يا مَن يُربّي بالعصا – أولاده – =ساءت عصَاك مربياً ومؤدِّبـا

يتمرّدُ السنّورُ إِنْ عاملتَه =بشراسةٍ وتثير فيه العقربـا

البيتُ مدرسةٌ تُحَبُّ وتُشتهى =ما كان راعيها رضيّاً طيِّبـا

فاسْهَرْ على ابنِك واصلاً حسناتِه =وازجرْه بالحُسنى إِذا هو أذْنَبـا

ما دمتَ تَضرِبه ضعيفاً قاصراً =جزاكَ بالأَنكى قوياً أَغلبـا [/poem]





[poem=font="Arabic Transparent,6,#0052FF,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/17.gif" border="ridge,4,#400000" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]


بين التَّعَصُّبِ والتَّدَيُّنِ فَجوةٌ =لا تنتهي، وحواجزٌ لا تُغلبُ

هذا هو الغيثُ الذي يُحيي ولا =يُؤذي، وذاك هو السَّحَابُ الخُلَّبُ

الدينُ نورٌ والتَّعَصُّبُ ظُلمةٌ =أَيخافُ نورَ الشمسِ إلاَّ المُذنبُ؟

من كان يُملي بالهراوةِ رأيَه =لم يَلقَ في جُلسائِهِ من يَكتُبَ

يا صاحِ لا تصلِ الضلالةَ بالهُدى =إِنَّ التَّقيَّ الحقَ لا يتعصَّبُ [/poem]




[poem=font="Arabic Transparent,6,#0069FF,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/17.gif" border="ridge,4,#400000" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]



ماذا تفيدُك من دُنياكَ مدرسةٌ =إن كنتَ عن مَدرساتِ الدًّهرِ في شُغْلِ

مكاتبُ الأرضِ لا تُغني بأجْمَعِها =عمّا تُطالعُه في سِفرِهِ الأزَلي

ليس الذي يتلقى الدرسَ في ورقٍ =مثلَ الذي يتلقى الدرسَ بالعملِ

للنصرِ بابٌ ولكن ليسْ يدخُلُهُ =إلاّ الأُلى اذّرعوا بالصَّبرِ والأمل

يا آكل الكتب لم تعثرْ بمشكلةٍ =لو كنت تقرأُ في الأرواح والمقلِ [/poem]





[poem=font="Arabic Transparent,6,#0080FF,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/17.gif" border="ridge,4,#400000" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]


قالـوا صفِ الشِّعـرَ قلـتُ الشِّعـرُ عاطفـةٌ =مهما تضاربَ في تعريِفهِ البَشرُ

واللفظُ ثوبٌ فمن يُحسنْ صِياغَتَه =تراقصت في يديْه الزُّهْرُ والزَّهرُ

لا تستوي دمعةُ الباكي على أَلمٍ =ودمعةٌ لِحسابِ الأجرِ تنهمرُ

البلبلُ المتغنّي شاعرٌ غَرِدٌ =أمَّا المُقلِّدُ فهْو الواغلُ الهذِر

فاتبعْ هواكَ ولا تعبأْ بفلسفةٍ =تُريدُ حَصرَك فيما ليس ينحصرُ [/poem]





[poem=font="Arabic Transparent,6,#0043FF,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/17.gif" border="ridge,4,#400000" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]


اِرحمْ فؤادكَ من حِقدٍ يعيثُ به =فالحقدُ نارٌ وأَنتَ الشيحُ والحطبُ

لا شيءَ كالحُبِ يجلو صدرَ صاحبِهِ =لو سادَ في النـاسِ مَـات الخـوفُ والرَّهـبُ

إِني لأَعجبُ مِمن لا يُحبُ أَخاً =وليسَ يُعجبُهُ في جارِه العَجبُ

تميّزَ المرءُ بالأَخلاقِ، لا حسبٌ =يُجدي – إِذا هي شَانتْهُ – ولا نسبُ

هيهات يُفلِحُ من شَاهتْ سريرتُه =لمْ يأخذِ العَينَ لو لم يلمعِ الذَّهبُ [/poem]





[poem=font="Arabic Transparent,6,#0043FF,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/17.gif" border="ridge,4,#400000" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]


اِحرصْ علـى الجـارِ مهمـا شـاك مَلمسُـهُ =فرُبَّما احتاجَ أخيارٌ لأَشرارِ

ولا تحاسبْه إن يُخطئ إِليكَ فقد =ينهاه حلمُك عن غيٍّ وإِصرارِ

عفا ابن مريم فازدادت مكانتُه =وماتَ أَعداؤه في الإِثمِ والعارِ

فلا تذمَّ جميعَ النَّاسِ إنهمُ =نورٌ ونارٌ ولا نورٌ بِلا نارِ

إنْ كان جارُك في خيرٍ وفي سَعَةٍ =فقد يُصيبك شيءٌ من ندى الجارِ [/poem]




[poem=font="Arabic Transparent,6,#0069FF,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/17.gif" border="ridge,4,#400000" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]


سمعتُ مصلياً يَعِظُ البَغايا =ويَنهى النَّاسَ عن عَملِ القَبيحِ

تهدُّجُ صوتِهِ نغمٌ شجيٌّ =يُرافِقُ دَمعةَ الجفْنِ القَريحِ

فأكبرتُ التُّقى ورأيتُ فيه =شهيداً من تَلاميذِ المسيح

ولكن لم يجنَّ الليلُ حتى =سعى للحانِ يبحثُ عن مَليح

فلم أرَ قبلَ وَعْظِتهِ هديلاً =يحوّلُه الظلامُ إِلى فحيحِ [/poem]





[poem=font="Arabic Transparent,6,#0069FF,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/17.gif" border="ridge,4,#400000" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]


ركبتُ جَناحَ الغُرورِ ونمتُ =قريرَ الفؤادِ عزيزَ الجنابِ

فحلّقَ بي في مَراقي النُّسورِ =وطوَّفَ بي في قصورِ السَّحابِ

وَرَصَّعَ تاجي بنـورِ الـدَّراري=وعَطَّر دربي بنفـحِ الرَّوابـي

ولما أَطلَّ النَّهارُ أَفقتُ =على الشمسِ تغزو منافِذَ بابي

فألفيتُ رأسيَ بينَ النُّجومِ =ورِجليَّ بين ثنايا التُّرابِ [/poem]


[align=center]
كل الود

عاشق حزن
[/align]