السبب الحقيقي لمعـظم الأ مراض
إن السبب الحقيقي لمعـظم الأمراض هو تبيغ الدم وهيجانه ، عن انس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا هاج بأحدكم الدم فليحتجم ، فإن الدم إذا تبيغ بصاحبه يقتله). ( الصحيحة 2747) (البيغ): هو ثوران الدم

عندما يتبيغ الدم ويهيج فانه سوف يتسبب في أسوأ درجاته في قتل صاحبه بالأمراض القاتلة وفي درجاته الأدنى سيسبب الأمراض المختلفة البسيطة منها والمتوسطة. والدليل على ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم فعندما يحذرنا من حدوث الأعلى فالأدنى أولى.

ان ما نراه اليوم من انتشار للأمراض المختلفة هو نتيجة تركنا لهذه السُنة العلاجية والوقائية العظيمة




إحياءً للعلاج بالحجامة هذا العلاج المهجور والذي بفضل الله تعالى بدأ ينتشر الآن فقد نويت متوكلا على الله أن أجمع بعض تفاصيلها وفوائدها وأحاديثها في موقع بسيط وصغير لكي يعطي القارىء الكريم نبذة مجملة وسريعة عن هذا العلاج النبوي العظيم.
قبل الدخول في تفاصيل الحجامة أود تأصيل هذه القاعدة الكلية ، وهي كمال ديننا في جميع المجالات ومنها مجال الوقاية والتداوي من جميع الأمراض التي ظهرت من قبل أو التي لم تظهر وظهرت الآن أو التي ستظهر في المستقبل فإن في ديننا الكامل أدوية لها تبريها بإذن الله تعالى.

واننا لن نَضِلًّ في علاج أي مرض ما دمنا متمسكين بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية والتقريرية، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تركت فيكم شيئين ، لن تضلوا بعدهما : كتاب الله ، وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض)

إن طب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو الطب الصحيح الكامل المنزه عن الخطأ لأنه وحي يوحى قال تعالى :{ وَمَا يَنْطِق عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى )

وما عداه من الطب فناقص وذلك لإعتماد البشر في طبهم على التجربة المحضة وعقولهم القاصرة في فهم ما ينفع ويداوي الإنسان ، إن الله تعالى الذي خلق الأنسان هو وحده القادر أن يبرءه من المرض بالطريقة الصحيحة الخالية من الأضرار قال تعالى { الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}

قال الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى: وليس طبِّه صلى الله عليه وسلم كطبِّ الأطباء ، فان طب النبي صلى الله عليه وسلم متيقن قطعي إلهي ، صادر عن الوحي ، ومشكاة النبوة ، وكمال العقل. وطبُّ غيره ، أكثره حَدْس وظنون ، وتجارب ، ولا يُنكرُ عدم انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة ، فإنه إنما ينتفعُ به من تلقّاه بالقبول ، واعتقاد الشفاء به ، وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان ، فهذا القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور – لإن لم يتلق هذا التلقي – لم يحصل به شفاء الصدور من أدوائها ، بل لا يزيد المنافقين إلا رجسا إلى رجسهم ، ومرضا إلى مرضهم ، وأين يقع طب الأبدان منه ، فطب النبوة لا يناسب إلا الأبدان الطيبة ، كما أن شفاء القرآن لا يُناسب إلا الأرواح الطيبة والقلوب الحية ، فاعراض الناس عن طب النبوة كاعراضهم عن الإستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء النافع ، وليس ذلك لقصور في الدواء ، ولكن لخبث الطبيعة ، وفساد المحل ، وعدم قبوله

فوائد تتعلق بالحجامة

منها ‏:‏ أنه يستحب لمن أراد الحجامة أن لا يقرب النساء قبل ذلك بيوم وليلة وبعده كذلك ‏,‏ ومثل الحجامة في ذلك الفصادة ‏‏ ومنها ‏:‏ أنه إذا أراد الحجامة في الغد يستحب له أن يتعشى في ذلك اليوم عند العصر ‏,‏ وإذا كان به مرة بكسر الميم فليذق شيئا قبل حجامته خيفة أن يغلب على عقله ‏,‏ ولا ينبغي له دخول الحمام في يومه ذلك ‏.‏
ومنها ‏:‏ أنه ينبغي أن لا يأكل مالحا إثر الحجامة فإنه يخاف منه القروح والجرب ‏,‏ نعم يستحب له إثرها الحلو ليسكن ما به ثم يحسو شيئا من المرقة ويتناول شيئا من الحلو إن قدر ‏,‏ وينبغي له ترك اللبن بسائر أصنافه ولو رائبا ‏,‏ ويقلل شرب الماء في يومه ‏.‏
ومنها ‏:‏ اجتناب الحجامة في نقرة القفا لما قيل من أنها تورث النسيان ‏,‏ والنافعة في وسط الرأس لما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال ‏:‏ ‏{‏ إنها في هذا المحل نافعة من وجع الرأس والأضراس والنعاس والبرص والجذام والجنون ‏}‏ ولا تنبغي المداومة عليها لأنها تضر ‏.‏
ومنها ‏:‏ أنه يستحب ترك الحجامة في زمن شدة الحر في الصيف ‏,‏ ومثله شدة البرد في الشتاء ‏,‏ وأحسن زمانها الربيع ‏,‏ وخير أوقاتها من الشهر عند أخذه في النقصان قبل انتهاء آخره ‏. ا. هـ

كتاب ‏الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني في باب حكم التعالج
أهمية تكرار الدواء إذا لم يحصل الشفاء:
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه- أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنه ، فقال اسقه عسلا ، فسقاه ، ثم أتاه الثانية ، فقال: اسقه عسلا ، ثم أتاه الثالثة ، فقال: اسقه عسلا ، فقال: قد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا ، فقال صدق الله ، وكذب بطن أخيك ، اسقه عسلا ، فسقاه فبرأ.

قال الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى: (وفي تكرار سقيه العسل معنى طبي بديع ، وهو أن الدواء يجب أن يكون له مقدار ، وكمية بحسب حال الداء ، إن قصر عنه ، لم يزله بالكلية ، وإن جاوزه . أوهى القوى ، فأحدث ضرراً آخر ، فلما أمره أن يسقيه العسل ، سقاه مقداراً لا يفي بمقاومة الداء ، ولا يبلغ الغرض ، فلما أخبره ، علم أن الذي سقاه لا يبلغ مقدار الحاجة ، فلما تكرر ترداده إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أكد عليه المعاودة ليصل إلى المقدار المقاوم للداء ، فلما تكررت الشربات بحسب مادة الداء ، برأ ، بإذن الله ، واعتبار مقادير الأدوية ، وكيفياتها ، ومقدار قوة المرض من أكبر قواعد الطب .

وفي قوله صلى الله عليه وسلم : " صدق الله وكذب بطن أخيك " ، إشارة إلى تحقيق نفع هذا الدواء ، وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في نفسه ، ولكن لكذب البطن ، و كثرة المادة الفاسدة فيه ، فأمره بتكرار الدواء لكثرة المادة. (زاد المعاد(4/35))

موانع الحجامة:
لا يوجد مانع أو مرض يمنع من عمل الحجامة ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : (إن في الحجم شفاء) (متفق عليه) حتى مرضى الناعور ومرضى السكر لايمنعون من الحجامة ، إذ أن الحجامة لهما شفاء.


مستحبات الحجامة:
عن ابن عمر رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الحجامة على الريق أمثل.... ) يدل هذا الحديث الشريف على استحباب عمل الحجامة على معدة خالية ولا يشترط أن تكون في الصباح لأن المقصود بالريق هنا حالة المعدة وليس الوقت.


مواضع الحجامة بقوله والمحاجم التي تستعمل بالشرط واخراج الدم له اربعة عشر موضعا من الجسم أحدها محاجم الفقرة وهو مؤخر الرأس والكاهل وهو وسط القفاء ومحاجم الأخدعين وهما صفحتا العنق من الجانبين جميعا ومحاجم الزمن وهو تحت الفك الأسفل من الفم ومحاجم الكتفين ومحاجم العصعص على عجب الذنب ومحاجم الزندين وهما وسط الذراعين ومحاجم الساقين ومحاجم العرقوبين ثم شرح الأمراض المختلفة التي تعالجها الحجامة وانها مرتبطة بمواقع الحجامة فمثلا يقول عن حجامة الأخدعين انها تنفع من الأوجاع الحادثة في الرأس والرمد والشقيقة والخناق ووجع اصول الاسنان وعن حجامة العصعص يقول انها تنفع من بواسير المقعدة وقروح الأسفل ثم تسير في نفس الفصل الى كيفية الحجامة فيقول ان المحجمة "اداة الحجامة" توقع اولا فارغة وتمص مصا معتدلا ولا يطال وضع المحاجم وانما توضع سريعا وتنزع سريعا لتقبل الاخلاط الى الموضع اقبالا مستويا ويكرر ذلك ويوالي حتى يرى الموضع وقد احمر وانتفخ وظهرت حمرة الدم فحينئذ يشرط ويعاود المص رويدا رويدا ثم ينظر في حال الابدان فمن كان من الناس رخص اللحم متخلخل المسام فيشرط شرطة واحدة لا غير لئلا يتقرح ا الموضع ويوسع الشرط ويعمق قليلا ويعاد المص في رفق وتحريك لطيف فان كان في الدم غلظ فيشرط مرتين في المرة الأول لفتح طريق لطيف الدم ومائيته واماالثانية فلاستقصاء اخراج الدم الخليط وان كان الدم الغليظ عكراً جدا فيكرر الشرط مرة ثالثة لتبلغ الغاية، ويصف الحد المعتدل في الشرط العميق بأنه عمق الجلد فقط

"كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف "ابوالقاسم خلف الزهراوي المتوفي سنة 404هـ
تكرار الحجامــة :

لتكن الحجامة بقدر ما يمضي من السنين فابن عشرين سنة يحتجم في كل عشرين يوماً ، وابن ثلاثين في كل ثلاثين يوماً مرة واحدة ، وكذلك من بلغ من العمر أربعين سنة يحتجم كل أربعين يوماً مرة وما زاد فبحسب ذلك .أ.هـ. ، ولعل الصواب والله أعلم أنه يمكن تكرار الحجامة كل أسبوع عند الحاجة إليها كما ذكر الدكتور علي رمضان . لأن بعض الأمراض تزول من أول حجامة وأخرى تزول بعد عدة مرات .

" الرسالة الذهبية للدكتور محمد علي البار "


--------------------------------------------------------------------------------

خطوات إجراء عملية الحجامة

ربما يعتقد الكثير ان الحجامة وقائية فقط بل والبعض يرى أنها طريقة قديمة غير مفيدة فهذا فهم خاطئ الحجامةمفيدة وقائية كانت أو علاجية فهي عالجت العديد من الامراض التي يشكي منها الكثير من الناس مثل الصداع المزمن وخدر اليد والاكتاف وآلام الظهر والبواسير وغيرها الكثير بل عالجت وتحسن بعض ممن اصيبوا بالشلل النصفي والدليل على اهمية الحجامة اتجت الكليات والمعاهد لإدخال مادة الحجامة في مناهجها لما رأوا فيها من الفوائد الجمة واصبحت تدرس مع مواد الطب البديل بل ومن اهمها ويتخوف الكثير من عمل الحجامة فلا يوجد مجال للخوف اذا اجريت بطريقة سليمة نظيفة فبإمكان الشخص يقرأ في كتاب اوجريدة وهو يحتجم لدرجة انه لا يشعر بعمل الحجامة الا الشيء اليسير الذي لا يكاد يذكر خصوصاً بوسائل الحجامة الحديثة حتى لو افترضنا ان الانسان لم يستفد من الحجامة لمرض به فهو تفيد من ناحية تنقية دمة من الاخلاط وكريات الدم الهرمة التي تعيق تدفق الدم لخلايا الاعضاء وتعتبر ايضا وقائية له ومن الاشياء المهمة في هذا المجال ان الحجامة ليس لها اثار جانبية على الاطلاق .


حقوق النسخ والنقل مباحة لكل مسلم رجاء أن يعم النفع

منقول من موقع جيران