عبدالعزيز العبدلي - جدة

يدور جدل على أهمية التحضير للمدرس وهل يكفي الذهني عن الكتابي بالنسبة للمرحلة الابتدائية، إن واقع التحضير بشكل عام يدعو إلى كبت الإبداع فمعظمه مسروق من النت وأصبح تجارة رابحة يحملها المدرس ولا يكاد يعرف محتواها ولا يطبق ما بداخلها لعدم توفر الوسائل المطلوب استخدامها، أليس هذا هو الكذب بعينه؟ والباقي روتيني ممل «أقرأ ويقرؤون بعدي» وعليه فأقول من واقع خبرة أكثر من ثلاثين عاما أطبق مع تلاميذي معظم أساليب التربية الحديثة ومنها استخدام الحاسوب كوسيلة راقية في التعليم، إن أي عمل جيد ينبغي أن يعد له الشخص بأسلوبه وينبغي أن نبعد هذا المعلم عن الإحراج فنجده يقف أمام سعادة المدير كل صباح ليعرض عليه الواجب والمدير يقول «تحضيرك يا أستاذ ناقص ولماذا لم تستخدم الأسلوب العشاري والطولي؟».?التحضير الذهني هل يكفي؟ نعم يكفي وتكفي زيارة سريعة للفصل كل شهر يلاحظ المدير استعداد المدرس وتقبّل التلاميذ فمعظم المديرين يتجنبون زيارة المدرسين في فصولهم بحجة عدم إحراجهم على الرغم من أنهم لا يتورعون عن إحراجهم في أمور أقل أهمية.?إن المدير الناجح هو الذي تشكّل زيارته سعادة، فمعظم الذين يعملون بجد يفرحون بالزيارة وخاصة إذا أتت من شخص يقدّر العمل الجيد ويهتم بدعم الإيجابيات ويجيد نقل الخبرات والتعامل مع السلبيات، ينبغي أن يركز الجميع على مخرجات التعليم ويقيّم المعلم عليها ويكون التحضير من اختصاص المدرس لا يطلب منه بل يعرضه في حال أراد أن يدافع به عن نفسه.. إن التعليم أمانة عظيمة ومهما حاصرناها بالروتين فإننا سنحتاج لزرع الثقة بين العاملين وذلك باستبعاد كل ما يثير المشكلات وتشجيع المبدعين.?ينبغي أن يعطى المدير كامل الثقة ليقوّم العمل بشكل عام بشرط أن يختار بعناية من المدرسين المتميزين وذوي الخبرة والصلاح ومن يشهد لهم بالتعامل الإنساني ويكون لديهم أفكار تطويرية وهؤلاء يجب أن نبحث عنهم ولا ننتظر حتى يأتون.