في الوقت الذي يوجد لدينا فيه الكثير من مديري المدارس الناجحين الذين نفاخر بوجودهم بيننا ؛ لأنهم قدوة حسنة . . . ليس فقط لطلابهم ، بل لكل من يتعامل معهم من إداريين ومعلمين . . . وغيرهم ، حيث يلاحظ من يعمل معهم حرصهم الشديد على التوجيه والتدريب المستمر لكل العاملين تحت إدارتهم ، وزرع الثقة في أنفسهم .
إلا أن المرء يفاجأ عندما تتاح له فرصة مناقشة بعض مديري المدارس المعينين حديثًا في مناصبهم ، والذين أمضوا سنوات عديدة في العمل وكيلي للمدارس ، حيث يلاحظ أنهم بعيدين كل البعد ، عن فن القيادة وما يتطلبه من طرق في التعامل مع المعلمين ، وأولياء الأمور ، من حيث إدارة الاجتماعات ، واللقاءات ، ومتابعة العمل ، والتوجيهات . . . وغيرها .
والسبب في ذلك من وجهة نظري هو إفراط بعض المديرين في المركزية ، وتحجيم دور الوكيل ، إما بسبب نشاط المدير الزائد ، وعدم اقتناعه بما ينجزه الآخرون ، أو بسبب دكتاتوريته وخوفه من بروز عناصر أخرى تنافسه ، وربما تسحب البساط من تحته .
لذلك يزيد من مركزيته دون النظر للعواقب المترتبة على هذا الأمر،ومن أهمها الخلل الكبير في العمل الذي يحدث في ظل غيابه ، أو بعد تقاعده .
وأنا أرى أنه ومن باب الأمانة ، أن يحرص المدير الناجح ، على استمرار المسيرة من بعده على أحسن حال ، فيعمل على تدريب وكيله على تحمل أعباء المسؤولية ، والفضل بعد الله سبحانه وتعالى سوف يعود له ، لأنه ساهم في صناعة مدير ناجح أفاد به المجتمع ، وربما يستفيد منه أبناؤه وأحفاده مستقبلاً .
وفي هذا المجال أرغب من زملائي المشاركين في هذا المنتدى المساهمة في توضيح أبعاد وأثار هذه المشكلة ــ إن اقتنعوا بوجودها ــ وكذلك طرق علاجها .
هذا والله الموفق .
المفضلات