هدى يوسف الصعيب
كثيراً ما نفاجأ بتصرفات لأبنائنا سواء كانوا أبناء أو بنات ونتساءل هل ابني من قال ذلك؟ هل ابني قام بذلك؟ اي تفوه بأي كلمة سيئة او فعل سيء وكثيرا ما يراود هذا السؤال احد الوالدين الأم والأب..وهذا لا يدل الا على قلة التواصل او عدمه مع ابنائهما.. فعلاقتهما تنحصر بالأوامر فقط والطلبات مثل:
ذاكر دروسك.. هيا الى الطعام.. اذهب لفراشك لقد حان موعد النوم كم تريد من المال؟
وغيرها من الأوامر التي تكون على نفس المنوال.. اصبحت العلاقة مجرد اوامر يجب ان تنفذ بدون نقاش او فهم فالأبناء محرومون من الجلوس مع والديهم حتى لدقائق معدودة للتباحث معهم والنقاش حول ارائهم وأفكارهم وماذا يريدون.. مما ادى الى ظهور افراد او مجموعات سطحية ذات افكار غير منطقية تؤمن بمبادئ وأفكار غريبة ومستعدة للتضحية والموت من اجلها.
فيجب على الوالدين الاهتمام بأبنائهم وتربيتهم التربية الصالحة القائمة على الدين اولا ومن ثم زرع المبادئ الحسنة لتنشئة جيل يخاف الله، مثقف ومتفهم وقادر على طلب احتياجاته وحل مشاكله بأسلوب صحيح وجيد بحيث لا يتعارض مع مصلحة الغير. ولتحاشي ذلك السؤال الخطير هل هذا هو ابني..؟ هل هذه هي ابنتي؟ لابد للوالدين معا مراجعة حساباتهما والنظر الى هذا الموضوع نظرة جدية والاهتمام بتربية ابنائهما وعدم جعلها مسألة روتينية، فلابد للوالدين على اقل تقدير من الجلوس مع ابنائهما لمدة نصف ساعة يومياً او يوم بعد يوم او مرتين بالأسبوع كأقصى حد، وذلك للتباحث معهم والتحدث اليهم ومناقشتهم بأساليب تربوية دينية وعلمية صحيحة تتضمن الآتي:
٭ التربية الدينية الصحيحة القائمة على المبادئ السليمة ومتابعتهم وتعليمهم الصلاة، والصوم، والصدقة.
٭ تشجيعهم على حفظ القرآن الكريم منذ الصغر.
٭ كثرة الدعاء لهم.
٭ معرفة افكارهم والنقاش معهم حولها مع توضيحها لهم من حيث صحتها وصلاحيتها او خطئها.
٭ التواصل معهم ومعرفة احتياجاتهم وإشباعها سواء نفسيا او ماديا حتى لا يكونوا معرضين لتأثير الغير وصيداً سهلاً لهم.
٭ احتواؤهم نفسياً واعطاؤهم الحنان حتى لا يبحث عنه لدى الاخرين.
٭ التطرق لجميع الأمور وعدم الخجل منها وتشجيعهم على البوح بما في انفسهم مهما كان الأمر.
٭ تشجيع الأبناء على الحديث عما يضايقهم او يسبب لهم مشكلة سواء في البيت او المدرسة او المجتمع والبحث معا عن الحلول المناسبة لها.
٭ الصراحة التامة بين الوالدين والابناء.
٭ عدم وضع حدود للنقاش بين الوالدين والأبناء وتشجيعهم على التحدث بكل شيء وبمنتهى الحرية.
٭ مناقشتهم ومحاولة اقناعهم في حالة عدم اقتناعهم بأمر ما عدم اخذ المعلومات كأشياء مسلم بها وتشجيعهم على النقاش والحوار مع الكبير سواء الأم او الأب او المعلم.. الخ وذلك في حدود الأدب.
٭ ان لا تكون الجلسة جدية فقط.. بل بعض الجلسات يتخللها اللعب والمزاح بين الطرفين.
٭ معرفة اصدقائهم ومن يجالسون.
٭ السيطرة على الفضائيات وعدم السماح لهم برؤية كل شيء بدون رقيب.
٭ السيطرة على الانترنت ايضاً وحبذا لو جلس احد الوالدين معهم اثناء ذلك لتعم الفائدة للجميع.
٭ التعامل معهم بمبدأ الحرمان عند الخطأ مثل حرمانهم من نزهة او برنامج يفضلونه.. الخ.
٭ عدم انفعال الوالدين عند حدوث اي خطأ منهم مهما كان وتشجيعهم على الاعتراف بالخطأ والصدق وعدم الكذب ومن ثم التروي وحل المشكلة بهدوء وبدون انفعال واثارة.
٭ كذلك لابد ان يكون للمدرسة دور ايجابي فلا يقتصر دورها على التلقين فقط، بل لابد ان يكون هناك حوار مفتوح بين الطلبة والمدرسين بوجود الاخصائيين الاجتماعيين يتطرقون بالحديث عن مواضيع شتى وبحث الصح والخطأ.
المفضلات