ن
نحن بفضل الله تعالى في مدينة ليس لنا علاقة أو حتى معرفة بالشيعة حتى أننا كنا لانفرق بين الشيعي والشيوعي
فليس لنا احتكاك بهذه الطائفة البشر حتى ظهرت الفضائيات ثم سقوط نظام صدام في العراق فخرج علينا أناس ترى فيهم العجب العجاب
أناس نزع الله من رؤوسهم عقولهم ليت هذا فقط ولكن الأدهى و الامر أنهم نصبونا نحن أهل السنة أعداء لهم
والمصيبة أنهم يتحدثون ويعرفون العالم بعقيدتهم الفاسدة أنهم هم أهل الاسلام .
حتى أن الفضاء والنت ضاق بقنواتهم ومواقعهم .
هم يعرفون عن أهل السنة كل شيء لذلك عندما يتحدثون مع اهل السنة يجيدون المداخل والمخارج والهروب
اذا ضيق عليهم .
وحتى تسقط خصمك يجب عليك ان تعرفه فوجدت هذا الوضوع تتعرف من خلاله على الشيعة
شرعَ لنا الإسلامُ في كل عام صوم العاشر من شهر محرّم والمسمى يوم (عاشوراء) شكراً لله تعالى أنْ أنقذ نبيَّ الله موسى عليه السلام من فرعون، وكان هذا يوماً تصومه اليهود في المدينة النبوية قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم لها، فلمّا دخلَها وشاهد اليهودَ يصومونه، سألهم عن ذلك، فذكروا له هذا السبب ، فقال: نحن أحقّ بموسى من اليهود، ثمّ شرعَ للمسلمين صومه، وحتى يخالف اليهود في فعلهم أضاف لأمّته صيام يوم التاسع من محرم، والمسلمون منذ ذلك اليوم وليومنا هذا على هذه السُّنّة.
وصادفَ في نفس (عاشوراء) سَنة (61هـ) أن حدثت جريمة عظيمة في تاريخ الإسلام؛ ألا وهي مقتل حفيد رسول الله وريحانته وسبطه الحسين رضي الله عنه،على أرض كربلاء في العراق، وكانت هذه الفتنة هي أحد المبررات التي استندت فِرقة (الشيعة الإثنا عشرية) – أو ما يسمّون (الشيعة الإمامية) أو (الجعفرية) أو (الرافضة)؛ كلُّ هذه الأسماء لفِرقة معيَّنة تواجدها اليوم في إيران والعراق ولبنان والكويت وباكستان وغيرها من البلاد - على مقتل الحسين رضي الله عنه لترويج عقيدتها.
والذي دفعَ لكتابة هذه السطور هو جهلُ أغلب العرب والمسلمين؛ سواء كانوا عامة أو نخباً، مفكرين أو علماء أو ساسة أو غير ذلك، عن معرفة هذه الجماعة، والسبب عدم وجود الشيعة في دولهم، ونخصّ بالذكر: الأردن، مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب والسودان، وغيرها من بلاد الإسلام.
ومع تصاعُد أحداث اليوم، وخاصة حوادث احتلال العراق (2003م) وحرب لبنان (2006م)، برزَ اسمُ الشيعة في وسائل الإعلام والصحف والفضائيات بين مادح وقادح، فكان لا بدّ من كلمةٍ منصفة تعرّف المسلمين والعرب بهذه الطائفة، دون عاطفة أو انفعال، تحمل القارئ على تأييد أو ذم غير معتمد على مستند أو دليل، كي يتمكّن القارئ من التوصّل إلى حقيقة هذه الجماعة بإنصاف.
عقائد الشيعة الإمامية
لا بدّ لمعرفة كلِّ جماعة أو فِرقة دينية؛ من معرفة عقيدتها التي تستند إليها، وما هو الفرق بينها وبين بقية عقائد المسلمين.
1-"الإمامة": اتّفق كلُّ علماء هذه الجماعة (الشيعة الإمامية) قديماً وحديثاً - لا اختلاف بينهم - على عقيدة هي الأساس لنشأتهم، وهي المحور لبقية عقائدهم، ومنها انطلقت كلُّ مخالفاتهم لعقائد بقية المسلمين، تعرف باسم "الإمامة".
فيعتقد الشيعةُ أنّ الإيمان لا يتمّ للإنسان حتى يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، ومن ثمّ الإيمان بولاية عَليّ، فإذا لم يؤمن بولاية علي فهو ليس بمؤمن وإنْ آمن ببقية الأمور.
ومعنى ولاية عليّ: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بعد وفاته بأن يكون عليّاً هو وليّ الأمة وخليفتها، وهو من يكمّل معرفة الدين للمسلمين، وهو منصِبٌ إلهيٌّ كالنبوّة، فكما أن الله يختار مَن يشاء من عباده للنبوّة؛ فهو يختار للإمامة مَن يشاء([1]). هذه الإمامة مَنْ لا يؤمن بها عند الشيعة فهو كافر بالله عند الأغلب([2])، والقليل منهم يجعله فاسقاً غير مؤمن.
هذا الاعتقاد المنحرف عن عقائد بقية المسلمين ولّدَ عدّة عقائد أخرى مبنية عليه:
2- العصمة: فكما أنّ الأنبياء معصومون في تبليغ الوحي؛ فكذلك الإمام علي، وكل إمام بعده ينبغي عصمته لأنّه مبلِّغٌ عن الله كالنبيّ، وبهذا تولّد معتقدٌ آخر عند الشيعة؛ ألا وهو (العصمة)([3]).
لذا؛ فإنّ أقوال الأئمة كأقوال الأنبياء، فهي تشريع، كما إننا معاشر المسلمين عندنا أنّ السُنّة (سُنّة النبي صلى الله عليه وسلم )، هي التشريع بعد القرآن، فهم عندهم أقوال الأئمة هي السُنّة، فلا فرقَ بين قول النبي أو قول علي أو قول الحسين أو الحسن أو جعفر الصادق أو الرضا، أو ... أو ... من بقية الأئمة عند الشيعة .
هذا هو الفرق الثاني مع بقية المسلمين.
وعودة لمعنى الولاية (ولاية علي أو أي إمام آخر)؛ فهي ليست بمعنى المحبة لعليّ أو أحد من أئمة أهل البيت؛ فإننا معاشر المسلمين كلّنا نحبّ عليّاً؛ كونه أحد أكابر الصحابة، وكونه أحد علمائهم، وكونه من أهل بيت النبي صلّى الله عليه وسلّم، وكونه بطلاً من أبطال الإسلام، وكونه، و... و... إلى غير ذلك من المواصفات والمناقب العالية· بيدَ إنّ كلّ ذلك لا يكفي ولا ينفع عند الشيعة، بل لا بدّ من الإيمان بالولاية أو الإمامة([4]).
ومن عقيدة "الإمامة" الإيمان أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي أنه الإمام من بعده الذي يكمل الدين، وعقيدة العصمة للإمام عن الخطأ وأنه كالنبيّ؛ تولّد من هاتين العقيدتين فكرة تكفير كلّ مَن لم ينفّذ ذلك سابقاً من الخلفاء الراشدين (أبو بكر وعمر وعثمان) وبقية الصحابة لأنهم بايعوهم على حُكمهم. فحكَموا بكفرهم وأنّهم أصبحوا أعداء لله ورسوله؛ لأنهم لم يطيعوا الرسول بزعمهم. لذلك لعنوهم وسبّوهم، بل جعلوا ذلك قُربة لله؛ فلهذا ترى الشيعة قديماً وحديثاً يسبّون ويلعنون الصحابة وأمّهات المؤمنين، ورفضوا التسمّي بأسمائهم، ولا يدَعون أيَّ فرصة إلا وانتقصوا منهم.
الواقع يخالف المعتقَد
لكنّ الناظر لسيرة علي وأولاده وأزواجه وأحفاده في التاريخ؛ لا يجد أثراً لذلك المعتقد، فلا توجد ثمّة عداوة بين الصحابة في عهد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وأولاده، بل إنّ علياً زوّج عُمر ابنتَه (أم كلثوم) ابنة فاطمة رضي الله عنها، فهل يزوِّج عليٌّ مَن يعتقد كُفرَه أو يعتبره فاسقاً، أو مخالفاً لله ورسوله، غاصباً للخلافة.
بل كان عليٌّ يسمّي أولادَه بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان([5])، ولو رجعتَ لسيرة كلّ إمام للشيعة لوجدته مخالفاً لمعتقد الشيعة، من أجل ذلك قالت الشيعة بمعتقد جديد كي تخرج من هذا التناقض الحاصل بين الواقع والمعتقد.
3- (التقيّة) : وهي إخفاء الحق خوفاً من إظهاره، فيُصاب بالسوء.
ولم يعتبروا ذلك وسيلةً للتخلّص من الاضطهاد فحسب، بل أدخلوا (التقيّة) كجزء من معتقدهم([6])، وكلّما واجهوا نصّاً أو كلاماً صادراً من أحد أئمتهم يخالف ويناقض معتقدهم قالوا: إنّما قاله الإمام (تقيّةً)، وهكذا أصبح لا يُعرف الحق من الباطل، بل هو أمر انتقائيّ.
معتقدات جديدة
4- تحريف القرآن :ولَمّا كان علي رضي الله عنه هو محور الأمر عند الشيعة، وأنه الإمام الواجب على كل مسلم - حسب اعتقادهم - الإيمان به، أصبح هو محور الولاء والبراء. بيدَ أنّ هذا الأمر ولد مشكلتين، المشكلةً الأولى في كتاب الله (القرآن).
فعليٌّ مع أهمية الإيمان به وأنه الإمام وأنه محور أساس في الإيمان، فلا يوجد أي نصٍّ صريح بولايته وعصمته في كتاب الله.
والمشكلة الثانية كانت أنّ القرآن المصدر الأول والثقل الرئيس في الإسلام؛ قام بجمعه أبو بكر ووضعه عند ابنة عمر وزوجة النبي حفصة، ثم كتبه لجميع أمصار الإسلام الخليفة عثمان، واليوم كل مصاحفنا في كل بلاد الإسلام منذ أربعة عشر قرناً لا تختلف حرفاً واحداً، والإشكال عند الشيعة: أين عليّ من ذلك؟! وكل من ساهم بذلك هو أعدى أعداء الشيعة.
لذلك ذهبَ جُلّ علمائهم إلى القول بنقصان القرآن وتحريفه؛ للهروب من هذه المشاكل والأسئلة المُحرجة([7]).
5- الرجعة : أئمة الشيعة اثنا عشر إماماً، أحد عشر إماماً عاشوا وماتوا؛ وهم: (علي بن أبي طالب) وابنه (الحسن)، ثمّ أخوه (الحسين)، ثمّ ابن الحسين (علي زين العابدين)، ثمّ ابنه (محمد الباقر)، ثمّ ابنه (جعفر الصادق)، ثمّ ابنه (موسى الكاظم)، ثمّ ابنه (علي بن موسى الرضا)، ثم ابنه (محمد بن علي الجواد)، ثم ابنه (علي بن محمد الهادي)، ثم ابنه (الحسن بن علي العسكري)، هؤلاء الأئمة الأحد عشر لم يَحكم أحدٌ منهم سوى الخليفة علي 5 سنوات)، وابنه الحسن (بضعة أشهر) وتنازَلَ لمعاوية عن الخلافة، والبقية عاشوا حياة عادية ولم يَحكموا قطّ.
أما الإمام الثاني عشر فهو ابن (الحسن بن علي العسكري) والملقب بـ (المهدي) وأنه اختفى صغيراً وسيظهر آخر الزمان.
لَمّا كان اعتقادهم أن الأئمة هم الحكام الشرعيون بنص النبي صلى الله عليه وسلم و لأنّ هذا لم يتحقق في الواقع سوى خلافة علي بن أبي طالب لذا وجدوا أنفسهم مضطرين لإيجاد عقيدة يؤمنون بها للانتقام نفسياً من أعداء الشيعة (الخلفاء الراشدين الثلاثة، الدولة الأموية، العباسية) هذه هي عقيدة (الرجعة)([8]) أي عودة الأئمة لنصرة الشيعة ضد هؤلاء.
وأهمّ من ذلك ما سيفعله المهدي والذي سيمارس أشدّ أنواع الفتك([9]) والقتل بالصحابة وبأمهات المؤمنين (عائشة وحفصة)، ومن ثم العرب وقريش كلهم سيحييهم ويعذّبهم وينتقم منهم بالجملة. هذه هي عقيدة (المهدي) الذي يملأ الأرض عدلاً (بنصرة الشيعة) كما مُلئت جوراً (بنصرة السُنّة)؛ لذلك فهم يدعون ويطلبون من الله استعجال ظهور الأئمة وبالأخص المهدي، فيكتبون عند ذكره (عجّلَ اللهُ فرجَه) أي خروجه، وتصديقاً لذلك عندما أعدموا صدام حسين، هتفوا (اللهم صلِّ على محمد وآل محمّد وعجِّل فرجهم والعن عدوّهم)، (عجِّل فرجَهم) أي عقيدة الرجعة، أي: عجِّلْ يا ربّ عودة الأئمة للانتصار لهم. إذن هي عقيدة تعيش معهم ليل نهار.
فالرَجعة هي رجعة الأئمة، وهو رجوعٌ عام، و(المهدي) له رجوعٌ خاصّ؛ لأنه أشدهم فتكاً بعدوّه، فيكتبون بعد ذكره (عج) اختصاراً لـ (عجلَ اللهُ فرجَه أو خروجَه).
التطوُّر في عقائد الشيعة
عقيدة الشيعة متطوِّرة، ونقصد بذلك أنّ كلَّ الذي ذكرنا لم يظهَرْ مرةً واحدةً في زمن معيَّن، بل هو ناشئ خلال فترة (200 سنة) تقريباً إلى أن استقرّت عقائد الإمامية، ففي كل فترة زمنية أو تاريخية تظهر أفكار واعتقادات ثم يظهر من الشيعة مَن يخالفها وينكرها إلى أن يستقرّ المعتقد إلى شكل معيَّن.
فمثلاً كان الشيعة الأوائل يؤمنون أنّ الإمام المنصوص عليه هو علي رضي الله عنه، ثمّ إنّ عليّاً هو مَن أوصى لابنه الحسن، وأنّ الحسن هو مَن أوصى للحسين. بينما الشيعة حالياً يقولون: إنّ الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي عيَّن الإثنا عشر إماماً بأسمائهم.
وهذا يناقض التاريخَ كلّه، فقد ذكر كثيرٌ من علمائهم أنّ أولاد (علي زين العابدين الإمام الرابع) اختلفوا هل (زيد بن علي بن زين العابدين) هو الإمام، أم الابن الآخر وهو (محمد الباقر)، فانقسم التشيّع إلى زيدية (نسبة لزيد بن علي) واختار الإمامية (محمد الباقر)، فلو كان عند الإمامية نصٌّ لقُضي الأمر([10]).
ثمّ أولاد (جعفر الصادق) اختلفوا هل الابن الأكبر (إسماعيل) هو الإمام، أم (موسى الكاظم) فالإسماعيلية أتباع إسماعيل، والإمامية اختاروا جعفراً.
فلو كان هناك نصٌّ لما كان هناك خلاف، بل حتى الشيعة الإمامية يؤمنون أنّ الإمام كان إسماعيل ولكنّ اللهَ بدا له أن يغيّر الإمام وغيَّرَه لجعفر، وظهرت عقيدة عند الشيعة تسمى (البداءة على الله)([11]).
ومن الأمثلة على تطوّر المعتقد عند الشيعة قضية (المهدي)([12]]وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا[ [النساء:82]، كما اختلفت النصارى في حقيقة عيسى، فقال تعالى: ]فَاخْتَلَفَ الأحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ[ [مريم:37].)؛ ففي كل زمن يظهر عند مجموعة من الشيعة يعتقدون أنّ فلاناً هو الإمام، فقد جعلت جماعة (محمد بن علي بن أبي طالب) المسمى (محمد بن الحنفية) هو المهدي، ومنهم مَن جعل (محمد الباقر) و(جعفر الصادق) و(ذو النفس الزكية) وغيرهم هم (المهدي) فلو كان هناك نص، وأن الأئمة إثنا عشر لَما حصلَ هذا التناقض والاختلاف، وصدق الله حين يقول في كتابه:
وإنّ هذه الاختلافات تولّدها الاختلافات السياسية، فمنذ أن بدأت مشكلة علي ومعاوية رضي الله عنهما، ومن ثم خروج الحسين على يزيد ومقتله إلى سنة (260هـ) وقت غياب المهدي - كما يزعم الشيعة - خلال هذه السنين (200 سنة) كانت تظهر عقائد للشيعة ويُحذف منها ويُضاف إليها، لذلك لا تجد مؤلَّفاً للشيعة قبل سنة (300هـ) يحمل عقيدة كاملة للشيعة. وإنّما ظهرَتْ مؤلفات الشيعة بعد ظهور الدولة البويهية (وهم شيعة من بلاد الديلم من بلاد فارس سيطروا على الحكم العباسي، لكنهم أبقوه شكلاً وهم مَن حكم واقعاً) في زمن هذه الدولة ظهرت مؤلفات الشيعة ومعتقداتهم.
نتائج تطور عقائد الشيعة
استقرّت عقائدُ الشيعة بعد التطور على الآتي:
أولاً: لأنّ الإمام هو علي وأولاده إلى اثنا عشر إمام؛ هو قضية إيمان وليس محبّة فحسب، فكلّ مَن لم يؤمن به فهو كافر؛ فالسُنّة كفّار على الأغلب أو فُسّاق وضُلال منحرفون، مستحقّون للإهانة واللعن، وأولُ ذلك هم الصحابة وأمهات المؤمنين والأئمة الأربعة (أبو حنيفة، الشافعي، مالك، أحمد بن حنبل) وأتباعهم.
ثانياً: ولأنّ حضارة الإسلام ودوله من الخلافة الراشدة، والأموية، والعباسية، والسلجوقية، والأيوبية، والمماليك، والعثمانية، والدولة الأموية بالأندلس، وغيرها؛ هي دول قامت على حضارة سُنية (غير شيعية)؛ لذا فهي حضارة باطلة ظالمة.
وكل فتوحات المسلمين وقادتهم من خالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وأبي عبيدة وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم؛ فهم فسّاق كفار وتشوَّهُ سيرتهم ويُلعَنون وتؤلَّف المؤلفات بذلك؛ هذا فكرياً([13])، وقد طبّقوا هذه الأفكار عملياً؛ فقد اصطفّ الشيعة على مدى التاريخ الإسلامي مع أعداء المسلمين؛ بدءاً من الصليبيين ثم التتار واليهود والأمريكان حالياً، هذه حقيقة مرّة وبدهيّة.
وليس ذلك بمستغرَب، فالفكر الشيعي والشيعة لا يعترفون بسواهم، ويكفّرون مَن هو غير شيعي، ومؤلّفاتهم مليئة بذلك، فهو فكرٌ سوداويٌّ لا يؤمن بالتعايش مع المخالف إلا بالإقصاء والاحتقار والانتقام سلباً وقتلاً لمن خالفهم سواء كان سُنّياً أم غير ذلك، وهذه هي سمات الفكر التكفيري.
وتستطيع أن تتأكّد بالرجوع إلى مصادر ومراجع الشيعة سيما وأنها أصبحت مطبوعة مبذولة، بعد أن كان الشيعة يتحرّجون من انتشارها.
ثالثاً: ولأنّ الفكر الشيعي يريد أن يتميّز عن غيره، لذا شرع بتوليد فقه لأتباعه مخالف لأهل السُنّة في كلّ تفاصيله الصغيرة والكبيرة؛ في الصلاة والصيام والزكاة والحج وغير ذلك، ثم نسبة هذا الفقه لأهل البيت، ولعلّك عملياً تدرك لماذا يخالف الشيعة السنةَ في أعيادهم في رمضان والحج، وافتعال مناسبات وأعياد ومزارات خاصة بهم([14]).
رابعاً: ولأنّ الحضارة الإسلامية سُنّيّة (دولها وأفرادها وعلماءها) ونسبة الشيعة قليلة لا تتجاوز بكلّ أطيافهم (الإمامية، الإسماعيلية، الزيدية) أكثر من 10% من العالم الإسلامي؛ بسبب هذا لا يستطيع الشيعة بكلّ ما يحملون من أحقاد وأفكار سوداء أن يعيشوا مع أهل السُنّة، لذلك استخدموا (التقيّة) فأظهروا غير ما أبطنوا، ونافقوا، وتملّقوا، وتزلّفوا، وتقرّبوا لنيل مراداتهم بكلّ الوسائل بنفس الطريقة اليهودية؛ لهذا ظلّ جمعٌ من علماء الأمة ومثقّفيها لا يعرفون العقائد الشيعية الحقّة، بل حاول كثيرٌ من الكتّاب الشيعة أن يموّهوا على أهل السنّة ويلمّعوا التشيّع على أنه ثورة على الباطل وأنه حبٌّ آل البيت.
وما أن يتمكّنوا في بلدٍ ما أو منطقة أو مدينة حتى تظهر عقائدهم الحقّة، فإذا كانت لهم شوكة سفكوا الدم وأهلكوا الحرث والنسل، كما فعل الصفويون في إيران والعراق، وكما خانوا الخليفة العباسي وسلّموه للتتار، ولا يخفي عنك اليوم ما يجري في العراق.
خامساً: كما إنّ الشيعة أوجدوا طقوساً وممارسات داخلَ مذهبهم، لتحفيز أتباعهم للتعصّب أكثر وأكثر للمذهب، فالمسيرات الحسينية السنويّة في شهر محرم ويوم عاشوراء (ذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه) وضرب الرؤوس إلى أن يسيل الدم، وتعذيب النفس باللّطم والبكاء وبإعادة تمثيل حادثة مقتل الحسين لأهل البيت وإظهار الشعور بالاضطهاد والمظلومية المستمرّ، وهو الكفيل باستمرار عقيدة وعقدة التشيّع في نفوس أصحابه. ومن ثمّ عمل أماكن مثل المساجد تسمى (الحسينيات) هي أماكن للتشييع وتسميتها باسم يربطها بالحسين . ومن ثَمَّ إقامة الاحتفالات بمواسم مستمرة في ذكرى ولادة كلّ إمام ووفاته. وقبل ذلك وضع مؤلّفات تحمل أحاديثاً وأقوالاً للأئمة تُعطي أجوراً وثواباً من الله لفاعل ذلك؛ فالبكاء من أجل مقتل الحسين له كذا ألف حسنة، وزيارة الإمام الفلاني له أجر كذا حجة وعمرة، وإنّ حبّ آل البيت لا تضرّ معه معصية، وإنّ الشيعة مهما فعلوا فهم من المصطفين الأخيار عند الله([15]).
وهذه نفس طريقة تفكير اليهود: ]نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ[. وقوله تعالى: ]وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً[ .
أسئلةٌ لا بدَّ لها من جواب
ولرُبَّ سائلٍ يسأل - وخاصّة ممن يعيش في الأردن ومصر ودول المغرب العربي والسودان بل حتى في سوريا وغيرها -: نحن عايشنا عدداً من الشيعة في الجامعات ودوائر الدولة، وتزاوج آخرون من الشيعة، فلم يلاحظ ذلك في الشيعة مثلما كتَبْنا ووصَفْنا!!
وجوابُ ذلك أنّ الشيعة حركة تستخدم (التقية) وهي إخفاء ما لا يُستَساغ في عقلية المسلم؛ من تحريف القرآن، وكُفر الصحابة، وأنّ علياً كالنبيّ معصوم ، ومن جهة أخرى إنّ أفكار العالم العربي والإسلامي بعد سقوط الدولة العثمانية تغيّرت، ودخلَتْ أفكارٌ جديدة مثل القومية والشيوعية والعلمانية، وظهور الحضارة الغربية بأفكارها المادية وترك التديّن.. هذه الأفكار دخلَتْ على كلّ شعوب المنطقة السُنة والشيعة، وهجرت الأفكار الشيعية وأصبحت من القديم المهجور، سيّما وأنّ أفكار التشيّع هي في الأصل صعبة التصديق، فهي مُخفاة حتى على أصحابها، لذا فإنّ الأحزاب الشيوعية كان وجودها في إيران وجنوب العراق ولبنان أكثر من غيرها، لذلك نشأ جيلٌ من الشيعة المثقَّفين لا يعرفون من عقائدهم أيّ شيء، وهؤلاء إذا تأثّروا دينياً فهم أقرب إلى السُنّة.
وحاول علماءُ الشيعة المعاصرون ومفكّروهم طرحَ التشيّع بثوب جديد، مُخفين كثيراً من العقائد ذات الطابع الأسطوري كالرجعة، ومزيّنين الفكرَ الشيعي بثوب مغاير لحقيقته، مستغلّين أنّ أكثر المصادر والمراجع التي تبين الفكر الشيعي كانت لا تُطبع إلا نادراً، وأنّها حكرٌ على المراجع الدينية والحوزات الشيعية، وظلّت الحالُ هكذا إلى سنة 1979م؛ حيث قامت الثورة الإسلامية في إيران (الثورة الشيعية) والتي نشرت وأعادت طباعة المراجع والمصادر الشيعية. لذلك كلّما رأيت شيعياً متديِّناً أو ملتزماً بعقيدته الشيعية؛ تعرف الفكر الشيعيَّ على حقيقته وبمبادئه التي ذكرنا. وكلّما ابتعد المرء الشيعي عن دينه؛ وجدتَه أنظف فكراً وعقلاً، وأقرب إلى فهم الإسلام الصحيح على حقيقته.
سؤالٌ آخر
ولرُبَّ سائل آخر يسأل: الشيعة اليوم هم ملايين وعلماؤهم كثُر، فهل كلّ هؤلاء على ضلال وانحراف؟!
والجواب هو: أليس أهل الصين من أتباع بوذا وكونفوشيوس بالملايين ودينهم مجموعة أساطير وخرافات؟!
فليس غريباً أن تنحرف ثلّةٌ من المسلمين بأفكار منحرفة كأفكار الشيعة التي بدأت بأفكار التشّيع البسيط وتعقّدت إلى أن استقرّت على ما ذكَرْنا. سيّما وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى أنّ أمّته ستفترق وتختلف.
هل الشيعة يحبّون أهل البيت؟!
كان الشيعة سابقاً في تاريخ الدول الإسلامية يعامَلون من قِبَل المسلمين بشكل عادي، نعم يختلفون معهم ولكن لم يمارسوا ضدّهم القتل والتشريد والإبادة، فعشرات العلماء الشيعة عاشوا في كنف الحضارة الإسلامية كأدباء وشعراء بل وحتى وزراء؛ لأنّ أهل السُنّة يستطيعون التعايش مع كلّ الجماعات والفرق، وإن اختلفت معها وحاربت انحرافاتها العقدية، كما فعل علي مع الخوارج، ولم يقاتل أهل السنة إلا من رفع السلاح على المسلمين أو خانهم أو حاول إفساد دينهم .
أما الشيعة؛ فكانوا دائماً يحاولون الحكم ولم يُفلحوا، إلى أنْ تعاونَ العلويّون مع العباسيين سياسياً لإسقاط الدولة الأموية ونجحوا وقامت الدولة العباسية، والعباسيّون هم أحفاد عمّ النبي صلى الله عليه وسلم العباس وهم من أهل البيت النبوي، لكنّ هذا ليس مطلب الشيعة بل هم يريدون أهل البيت العلوي رغم أنّ أبا طالب والعباس كليهما عمٌّ للنبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا يكشف مسلكاً في طريقة فهم الشيعة لآل بيت النبي من أنه محور يتعلّق بعليّ وأبنائه فحسب، وإنّ ما يردّدونه من أنّ آل البيت ظُلموا غير صحيح.
فهذا هو أبو جعفر المنصور، هو ابن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم من النسل النبوي الهاشمي، فما بالهم يلعنونه، وعندما تولّوا أول حكومـة شيعية في العراق بعد الاحتلال - حكومة إبراهيم الجعفري - بأيام؛ فجّروا تمثالاً([16]) منصوباً لرأس أبو جعفر المنصور باني بغداد حِقْداً منهم.
وهذا هارون الرشيد حفيد أبي جعفر؛ يلعنونه ليل نهار، وكذا المعتصم وغيرهم، بل من حقدهم على العباسيين سلّموا آخرَ خليفة عباسي للتتار وقتله شرّ قتلة.
ومن الجدير ذِكرُه أنّ الشيعة تسمّي مَن ينتمي نسَبه لآل البيت بـ (السيّد) والجمع (سادة) ولهم عند الشيعة من الاحترام والتقديس لنسبهم ما يتعجّب المرء له حتى لو فعلوا من الفسوق والعصيان فهم يبقون (سادة) كما يقول الشيعة، ورغم ذلك فإنّ هناك عشائر سنيّة عراقية تنتمي لنسَب الحسين رضي الله عنهكعشيرة النعيم والمشاهدة و الحديدين، ولكنهم مع كل نسبهم الذي يعترف به الشيعة؛ فإنهم لا يحترمونهم بل قتلوهم في العراق في تصفياتهم الجسدية في عصر الجعفري وجواد المالكي، ولم يحترموا نسبهم كما يدّعون حبّهم لآل البيت.
وكذا العشائر التي تنتمي للحسن رضي الله عنه، مثل أشراف مكة والتي منهم ملوك الأردن وبيت الحسني وغيرهم، فهؤلاء لا يُحترمون بل يُشتمون ليل نهار رغم أنّ الكلّ يعرف صدقَ نسبهم، وكل جرمهم أنهم سُنّة.
والأدهى من ذلك أنّ العشائر الشيعية والتي يرجع نسبها لآل البيت الحسيني كالموسوي والحسيني يقدَّسون عند الشيعة، ولكنهم عندما يتحول جمعٌ منهم إلى السُنّة يحكم عليهم بالردّة ويقتلوا كما حصل في العراق.
إذاً؛ ليست القضية هي حبّ واحترام آل البيت، بل المقياس هو التشيّع وعقائده وحبّ آل البيت (شعار ظاهر) يُستخدم كذريعة لخداع الناس بالتشيّع، بل إنّ سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه له أولادٌ قُتلوا مع سيّدنا الحسين في معركته بكربلاء منهم أبو بكر بن علي وقبره من المفروض في كربلاء، فما بال الشيعة اليوم لا يزورونه كما يزورون أخ الحسين الآخر العباس وكلاهما أولاد علي من غير فاطمة، وكلاهما شهيد مع أخيهم الحسين!
ولكن كيف يعظّم الشيعة ولداً اسمه (أبو بكر) ولو كان ابناً لعليّ ؟
كما قام الشيعة بإخفاء جريمة (المختار الثقفي) عندما قتل ابناً لعليّ اسمه عبيد الله، وذلك لأنهم يحبّون المختار الثقفي الدجّال.
ولم يذكروا ابناً للحسين رضي الله عنه، اسمه عمر استشهد مع أبيه ولا يُعرف عن قبره شيء؛ لأن اسمه (عمر) وهذا لا يروق لهم حتى ولو كان ابن الحسين الإمام عندهم.
كلّ هذا يدلّل أن مقاييس الشيعة هي بمعتقدهم وليس بحبّ آل البيت.
المفضلات