تسأل أطرحه ويطرحه كل مواطن غيور على بلده ويهتم لأمنها واستقرارها .
مراكز ونقاط التفتيش الأمني تنتشر في كثرة على طرقنا السريعة واقرب مثال مثلث جدة – المدينة المنورة – ينبع , وهذا ما تعودنا عليه وعرفه كل عابر لهذه الطرق . ولا خلاف حول وجودها.ولكن هناك ملاحظات على تعامل افرادها مع عابري هذه الخطوط السريعة .
واليوم ومع التطور الذي تشهده المملكة في شتى القطاعات وعلى الخصوص الجهات الأمنية نطالب في إعادة النظر حيال مهام مثل هذه المراكز ونقاط التفتيش ليس من ناحية الضبط الأمني (لأنه لا علاقة لي بمثل هذه الجوانب ) وإنما من حيث تعامل الأفراد العاملين بهذه الأماكن مع الجمهور وآلية العلاقة السليمة والتي لا تتداخل بها الحقوق وحفظ الاحترام لكلا الطرفين.
ولا يخفى على الكثير مدى تشوش العلاقة بين الطرفين .حيث يعتبرنا رجل الامن متهمين حتى نثبت العكس واعتقد للكثير منا قصص مع هذه المراكز والنقاط .
وقصتي تبدأ أحداثها في أول أيام الأسبوع وقرابة الساعة 9.30 مساءً كنت أسير عبر احد أضلاع المثلث أعلاه (جدة –المدينة المنورة – ينبع ).سرعة السيارة لم تتجاوز 120كم منذ خرجت من البلد , الطريق شبه خالي من السيارات وفي منتصف الطريق صادفت احد نقاط التفتيش .أشار لي رجل الأمن بعد تردد بالوقوف .امتثلت وانزلت زجاج النافذة وبادرته بالسلام .بصراحة لم يرد السلام واخذ ينظر لي وبصمت حتى ظننت انه لايحسن الكلام (ومشكلتي إنني لا أطيق السكوت أمام مثل هذه المواقف , فقلت له السلام سنة ورده واجب ... ) وكأن هذا القول أغاضه او أغضبه (كأنني ارتكبت جرما او استهزأت بشخصه هذا ما ظهر لي من تصرفه فيما بعد) المهم رفع حاجبيه وقال ..........الرخصة وبصوت منخفض .. أخرجت له الرخصة , ثم قال الاستمارة , وأيضا ناولتها له (للحقيقة الرخصة مجددة الاستمارة سارية المفعول كل المستندات سليمة بل ومطبق نظم السلامة من طفاية حريق ومثلث حتى حزام الأمان كنت رابطه يعني واثق من كل الأمور ) قال اصفط على جنب ,وفعلا أوقفت سيارتي جانب الطريق ونزلت منها قال لي اخرج ما في جيوبك أخرجت له ما بداخلها وكانت نقود فقال ادخلها وطلب مني الابتعاد عن السيارة .قام بتفتيش بسيط داخل السيارة ثم نزل وتناول الجوال وسمعته يذكر رقم لوحة السيارة وفي اقل من دقيقة تم الرد عليه لا ملاحظات .
عندها سلمني الرخصة والاستمارة وبنفس البرود المصحوب بالتعالي قال توكل على الله .
قلت في نفسي سبحان الله ما سبب توتر العلاقة بين رجل امن الطريق والناس المسافرين عبر هذه الخطوط ؟.حتى السلام لا يلقيه ولا يرده واصبح مدعاة شك فيمن القاه عليه ..!
ألا يعلم رجل الأمن أن الإنسان يواجه الكثير من الضغوط النفسية والجسدية في السفر , لماذا يبحث عن أعذار قد تكون مبررة أحيانا وغير مبررة في الغالب لإيقاف السائق وتعطيل وقته ؟ او أن مثل هذا الحق المشروع لا قيمة له لدى رجل الأمن ؟
أسئلة كثيرة لا أجد لها إجابات مثل :
الرجل السوي والعابر للطريق ولم يخالف النظام لا شكلاً ولا مضمون؟لماذا يصبح في نظر رجل الأمن متهما حتى تثبت براءته ؟ هل التعامل بين الاثنين يقرره رجل الأمن وفق تقديراته وقدراته الشخصية .مثل الحكم من حيث المظهر او الشكل .
نحتاج لوجود آلية تتناسق والتطور الذي يشهد قطاع الأمن خاصة مع استحداث 60 الف وظيفة بهذا القطاع الهام والبعد عن الاجتهادات في الاداء خاصة وان وجود رجل الامن على طرق يستخدمها الكثير من المواطنين والمقيمين والزوار من خارج المملكة يعد واجهة للوطن وان حسن تعامله يعكس مدى الجهد الذي بذله ويبذله رجل الامن الاول سمو الامير نايف حيال التطوير الدائم والمستمر لهذا الجهاز للحفاظ على الأمن والاستقرار لهذا الوطن الحبيب .