بشائر محمد
هذا اللي كان ناقص! مسكين هذا المعلم..


الذي لم يسلم حتى من قسوة سقف الفصل الذي يدرّس فيه وجدران المدرسة التي أعطى كل غال ونفيس من أجل طلابها، فقد قرأت خبرا مفاده سقوط سقف فصل على رأس أحد المعلمين في أحد المدارس بمحافظة الأحساء أدى إلى التسبب في إصابات بليغة دخل على إثرها المستشفى لتلقي العلاج اللازم. وقد وعده المسؤولون جزاهم الله خيرا بترميم عظامه على نفقة الوزارة حتى لو استدعى الأمر (وأظنه مستدعياً جدا) نقله إلى خارج الأحساء، وليت الوزارة رممت مدارسها قبل هذا و(كفى الله المؤمنين القتال) وكأن المسكين كتبت عليه المعاناة .
مرة مع الطلاب وسوء سلوك بعضهم حتى وصل بهم الحال إلى ضرب معلمهم والتطاول عليه. وما يترتب عليه من مطالبات الجهات التربوية للمعلم من وجوب (وضع أعصابه في ثلاجة)، ومرة مع رداءة المناهج وما قد يبتلى به من إدارة مدرسية مستبدة مستفزة تجهل أبسط أدبيات التعامل مع الآخرين، فضلا عن إدارتهم وتوجيه المدرسة بأكملها وجهة صحيحة.
ومن ناحية أخرى، لا يكاد أن يفيق المعلم من صفعة تعميم من تعاميم وزارة التربية حتى تأتيه صفعة أخرى مخطط لها لاستنزافه أكثر فأكثر مقابل حفنة من الريالات يستهلك معظمها في شراء أدوية الضغط..
لكن ما يجب أن يذكر هنا أن العديد من أسقف المدارس التي مازالت في الخدمة ولم تتلق رصاصة الرحمة بعد، قد مرت بمثل هذا الانهيار الذي ينتج عن نقص المتابعة والصيانة، إلا أننا لم نسمع بها إعلاميا لأن الإصابات لم تصل إلى درجة (بليغة) وعاد الطلاب والمعلمون إلى فصولهم بعد الحادث العابر وكأن شيئا لم يكن، بانتظار الإصابات (البليغة) التي تعودنا ألا يتخذ أي إجراء عملي إلا بعد تخطي حاجزها.
أتمنى إعادة النظر في مدارسنا التي تضم فلذات أكبادنا قبل حلول كارثة لا يجدي معها التحرك نفعا . فما انهيار الأسقف والجدران إلا جزء لا يتجزأ من منظومة المخاطر التي تضمها أغلب المدارس المهملة أو القديمة المتهالكة.
أتمنى أن نشعر نحن وأطفالنا بالأمان في المكان الذي يقضون فيه جل وقتهم استجابة لنداء العلم ورغبة في الارتقاء بمجتمعاتهم وتطويرها.