عاد زهر الياسمين
سيدي الرجل.. سيدي المسؤول عني.. أتَذكُرني.. كنت في بيتك الطفلة الصغيرة الوادعة،
تلك الفراشة الطائرة التي تقفز من زهرة لأخرى، لا أعلم من قوانين الحياة سوى أني ابنتك،
واتسمى باسمك، وأنك أبي المسؤول عني.?إنسانيتي أخرستها وكبّلَتْها بسلاسل أبوتك التي ترجمتها
استبدادًا لا تفسير له إلا أنك الرجل والرجل فقط!!?لم تدعني قيودك أستمتع بطفولتي، فجأةً وبلا مقدمات
وجدت نفسي.. امرأة.. ليأتي رجل آخر يأخذني إلى بيته.. تخرج من عيني دمعتان،
واحدة على فراق أمي الباقية في (غوانتنامو رجولة أبي)، والأخرى فرحة
بخروجي من حدوده إلى حدود رجل آخر، بجواز سفر تحت مسمى.. زوجة تابعة.?في مدينتي الجديدة
تمر بي الأيام ثقيلة مع زوج! (رغباته درجة أولى وإنسانيتي درجة عاشرة)!.?كلمة لا...
تتصدر أوامره وعنجهيته، معتقله الاستبداد بأسوأ احتمالاته، والعنف بأقوى حالاته.?مسكين أنت يا
سيدي.. أما تعلم أنني قد ذقت مسبقًا نفس طعم سياطك؟ حتى تجلد بدني وتحايلت
على آلامي فاستبدلت البكاء بالضحك.?من قاع مدينتكم التي أثقلت خطاي سراديب
دروبها المتعرجة، تحسست نتوءات جدرانها فوجدت في طعمها ملح معاناة، رواياتها
قصصا لم تكتمل بعد، طرقت أبوابها علني أجد منفذًا منها، لم يجبني أحد، حملت قيودي
رصفت بها طريقي... تمكنت من العبور.?كنتم مدينتي التي أهرب منها، وأنا المرأة
الساكنة في دُور جُلادها أغزل من ألمي بصيص ضوء.?ولكني وجدت أني أخطأت
الطريق فقد كنت أفر من أقصى حدودكم إلى أقصى حدودكم.!!?ها أنا ذا أعود
أحيك بمغزلي مرةً أخرى نفقًا حبكته السنون، صار لي ممرًا ومعبرًا.?تسلقت أسوار
المستحيل وانتقلت للجهة المقابلة، عبرت إلى حياة جديدة وقفت على
أرصفتها، تقاذفتني دروبها، دنوت من نوافذ الأمل فيها ارتقيت سحابات حلمها،
رسمت بكفيَّ على سمائها ألوان قزح فعدت مرةً أخرى.. زهر ياسمين يرقص على عودها ندى السنين.?
إلى.. رجل ! يمارس العنف بأنواعه ضد المرأة.?
المفضلات