المختصة أمل الخليفة محددةً انواعه واشكاله:
معتوق الشريق (جدة)
وصفت الباحثة والناشطة في مجال حقوق الطفل امل الخليفة (الاعتداء العاطفي) على الاطفال بسلوك سرطاني يهاجم النمو العاطفي للطفل وصحته النفسية واحساسه بقيمته الذاتية.
وقالت الباحثة الحاصلة على درجة الماجستير في (الاهمال العاطفي ورعاية الطفل قبل سن الثالثة): ان الاعتداء يتخذ اشكالا عدة منها التحقير, والحط من شأنه, والتدليل المفرط, و(البرود), والقسوة, والمضايقة والتهديد والاهمال العاطفي واختلال السيطرة والتضارب والعزل والرفض.
ولاحظت انه من المفارقات المحزنة ان عددا كبيرا من (المعتدين) يحبون اطفالهم بصدق ولكنهم يجدون انفسهم في مواجهة مواقف حياتية خارجة عن نطاق سيطرتهم ويعجزون عن التكيف معها وهم عادة انطوائيون او محرومون من الاصدقاء او العائلة وربما ليس لديهم من يمدهم بالدعم المعنوي والعاطفي الذي يحتاجون اليه او ربما كانوا يمقتون انفسهم او عاجزين عن تلبية احتياجاتهم العاطفية الكامنة.
اسباب الاعتداء
واحالت الباحثة امل اعتداء الاباء والامهات على اطفالهم لاسباب عدة منها:
- قلة خبرة الاهل في تربية الطفل والتوقع غير المنطقي منه لاداء مهام معينة او للتحصيل المتفوق.
- من كانوا ضحايا لاعتداء او اهمال في طفولتهم قد يمارسون الاعتداء في كبرهم.. لكن ذلك لا يعني ان كل من تعرض لذلك في طفولته يصبح معتديا في كبره فكثير من الامهات والاباء من استطاعوا التعامل مع مشاكلهم ومع المجتمع بشكل ايجابي رغم كل ما تعرضوا له.
- الخوف من فقدان السيطرة على الطفل مما يؤدي الى محاولتهم احكام السيطرة بالوسائل كافة خوفا من الفشل.
- قلة استيعابهم لقدرات وامكانيات اطفالهم فهم يطلبون من اطفالهم احيانا درجات من النضج الاجتماعي والنفسي والدراسي قد لا تكون مناسبة لسن الطفل او خبراته وقدراته الحقيقية.
- عدم الدراية الكافية بالاحتياجات العمرية وكيفية التعامل مع كل موقف على حدة.. كذلك الجهل بكيفية استخدام العقاب ومدته حسب الفئة العمرية.
- عدم تفهمهم ان اقتراف الطفل للخطأ هو غير مقصود وانها خطوة ايجابية في طريق النضج فاقتراف الخطأ ليس شيئا شخصيا بين الاباء والامهات والطفل انما هو في خضم مغامرة لاكتشاف العالم.
(غبي)
واكدت الباحثة امل ان وصف الطفل بألفاظ مثل (غبي - حيوان - انت غلطة - انت عالة) وغيرها من الالفاظ تؤثر في احساسه بقيمته وثقته بنفسه وكشفت ان الدراسات التي تناولت هذه القضية خلصت لنتيجة ان نعت الطفل بنعوت غير سوية 21 مرة في 18 سنة قادرة على سحق القيمة الذاتية للطفل والى الابد.
وخلصت الباحثة امل الخليفة للقول ان: (الاعتداء العاطفي) مستبطن في كل اشكال الاعتداء الاخرى كما ان اثاره على الطفل واهماله على المدى البعيد تنبع غالبا من الجانب العاطفي للاعتداء والواقع ان الجانب النفسي لمعظم سلوكيات الاعتداء هي التي تسبغ عليه صفة الاعتداء ومثال على ذلك الطفل الذي يكسر ذراعه فلو كسرت الذراع اثناء قيادته الدراجة أو محاولته القفز فوق شيء مرتفع فإنه سيتغلب على ذاته جسديا ونفسيا وربما تقوى شخصيته ويكتسب دروسا حياتية قيمة بسبب هذا الحادث وتغلبه على مثل هذه العقبات بالدعم المناسب من ذويه واصدقائه اما اذا كان سبب الكسر هو لي احد ذويه لذراعه عقابا او دفعه على السلم غاضبا مما ادى لسقوطه وكسر ذراعه فإن هذا الطفل قد يطيب جسديا ولكنه قلما يتعافى نفسيا من خبرة كهذه ومثل ذلك الطفل الذي يعيش مع والد يروعه ويرهبه بقوله (يا ويلك لو فعلت كذا وكذا) دون ان يضربه او يمارس عليه الاعتداء الجسدي (الضرب) الذي قد يجلب له المشاكل فإن هذا الطفل سيعاني من نفس الاثار المدمرة التي يعاني منها الاطفال في الامثلة السابقة دون ان تظهر اعراض الاعتداء عليه او يتمكن احد من مساعدته ورغم حقيقة ان الاثار طويلة الامد للاعتداء غالبا تنجم عن اعاقة الجانب العاطفي للطفل وهذه الاعاقة تكبر ولا تختفي الا بعلاج نفسي مكثف فإن (الاعتداء العاطفي) هو اصعب اشكال الاعتداء اثباتا وملاحقة فالاصابة البدنية عادة ما يمكن رؤيتها واثباتها والتدخل لعلاجها ومساعدة الطفل في التخلص منها.. كما ان اثار الاعتداء العاطفي هي المسؤولة بدرجة اولى عن عدد لا يستهان به من الاضطرابات العقلية مثل عقدة الاضطهاد الجسدية التي تتراوح بين قضم الاظافر الى ايذاء نفسه عمدا او ايذاء الآخرين.
المفضلات