تسعيني يرفض “المفروشة” ويجمع زوجاته الأربع وأبناءه الـ 30 في بيت الشعرالأحد, 24 مايو 2009
دخيل الله الاحمدي - المدينة المنورة


رفض العم هليل الجهني “ تسعينى العمر “ الاستجابة لنداءات الإخلاء من مدينة العيص والانتقال إلى فنادق وشقق المدينة المنورة كاملة التجهيز وآثر أن يتعامل مع الرجيج والهزات بلغة ليس فيها مفردات الخوف والارتجاف ...
الطريف فى قصة الرجل حديدي الطباع تكمن فى زواجه من اربع نساء كل واحدة منهن تسكن بعيدا عن الأخرى ..لا يجتمعن إلا فى الافراح والملمّات ويبتعدن كثيرا وطويلا بأمر الغيرة . وعلى الرغم من تباعد السكنى وغيرة القلوب إلا ان زلازل العيص ورجيج أرضها قرب بينهن المسافات وجمعهن ربما للمرة الأولى داخل بيت من الشعر لينعمن بصحبة الزوج الوفي لأسابيع طوال .
أجمل ما في حكاية الجهني هو “ الرضا “ والقناعة بالمكتوب والصبر الممزوج بالايمـان .. “المدينة” دخلت بيت الشعر الهادئ والتقت صاحب الصوت المتحشرج بحكايا السنين وذكريات الأيام وسألته عن العيص وأيامها وهزاتها ورجيج أرضها وكيف تعامل مع هذه الأحداث.
بساط الألفة
يقول الجهني لا أنكر أن الزلزال أزعجني ولكنه أبداً لم يخِفني وقد حاولت الجهات الحكومية أن تؤمّن لي السلامة ودعوني مرارا للانتقال بزوجاتي الأربع وابنائي الثلاثين الى الشقق السكنية المجهزة بالمدينة المنورة ولكنني لم أوافق وقررت أن انتقل بزوجاتى الساكنات داخل حزام الزلزال الى “ مسكن الرابعة “ فى قرية الجفر الهادئة وابتسم الجهني قائلا نعم لقد استجمع الزلزال قلوب الزوجات الأربع بل وأعاد بساط الألفة بينهن من جديد.
وأكمل الجهني البالغ من العمر 95 عاما عشت حياتي كلها أواجه الدنيا بشجاعة أقاسم زوجاتى الايام برضا بالغ واسعد بأبنائي الثلاثين أدامهم الله لي.
لا تتعجبوا لرفضي السكنى “ بمفروشة المدينة “ فانا لم اعتد الإقامة فى مساكن بجدران أسمنتية خانقة ولا تطربني الكماليات الترفيهية من تكييف وغاز وتليفزيون وسيارة وغيرها. فأنا رجل أعشق البساطة وأحب النظر الى السماء الرحبة وانا نائم على فراش خيمتي .. لا اخفيكم تأثير العمر فلقد اصبحت بأمر السنين عاجزا عن توفير متطلبات الحياة لهذه الأسرة التى لا عائل لهم بعد الله سواي .. ليس لدي منزل يحميهم من لهب الصيف ويقيهم لفحات البرد ولا أطلب العون إلا من الله عز وجل فقط .
حلالي أولا
ويكمل الجهنى لقد فضلت الانتقال بعائلتي الى “ الجفر “ القرية التى أحسبها إن شاء الله آمنة فلو ذهبت بهم إلى المدن والشقق والفنادق التي وفرتها الدولة - أعزها الله - فلن نستطيع التكيف مع أجوائها لأنني لا أستطيع قيادة السيارة كما أن لدي بهائم أخاف الله في إهمالها .. ،نعم ينقصنا كل شيء هنا لا كهرباء ولا ماء ولكنها مع انعدامها أرحم فى منظورى من البراكين والزلازل .
كلمة أخيرة
أنا من هنا من بيت الشعر الذى تجلسون على بساطه القديم ادعو لخادم الحرمين الشريفين بأن يحفظه الله من كل سوء .وان يعطيه بقدر ما أعطى لشعبه وان يؤمنه الله نكبات الدنيا على قدر ما أمَّن للبسطاء والغلابة السكن ووسائل الراحة .