من ايميلي الخاص رسالة الى المعلمه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي المعلمة الكريمة :
إن عملك عظيم إذا أحسنت القيام به وتستطيعين من خلاله أن تنالي به الحمد في الدنيا والأجر في الآخرة إذا اصطحبت الإخلاص فيه وتركت أثراً طيباً لدى طالباتك
من خلال الكلام كتوجيه والسلوك كقدوة .. وفي هذه الرسالة المتواضعة أضع بين يدك بعض المقترحات التي تسهم في وجود ذلك الأثر الطيب وتجعل منك صاحب رسالة سامية وهدف نبيل قبل أن تكوني رقماً إضافياً في جدول موظفات المدرسة .
وفقك الله وسدد على طريق الخير خطاك .
أختي المعلمة :
علمي من تحت يدك أن هذا الدين هو دين الله ! ولن يقبل من أحد صرفا ولا عدلا يوم القيامة إلا هذا الدين فقط ، وأن هذا الدين يقوم على ركائز وقواعد من أهمها على الإطلاق بعد الشهادتين ( الصلاة ) ، وضحي لهن أهمية الصلاة وأركانها وشروطها والالتزام بها .
أيضاً سائر العبادات مثل الصوم ، وأهمية تدريب الصغيرات عليه ، والكبيرات بالالتزام به .
دربيهن على حفظ وقراءة القرآن ، لتستقيم به الصلوات ، فهو حبل الله المتين وبه النجاة والنجاح والفلاح .
عوديهن على البذل والعطاء ، وذلك بإيضاح أهمية الزكاة والصدقة في حياة المسلمة ، أيضاً شوقي طالباتك للحج ، صفي لهن المشاعر والأماكن المقدسة ، ازرعي في نفوسهن الرغبة في الحج والعمرة بأسلوبك الشائق الجميل في وصف تلك الأماكن الطاهرة ، واجعلي دأبك في شرحك للمواد الدينية وضع ( المشوقات ) على المادة التي تشرحينها .
أختي المعلمة :
هذا ديننا لابد أن نملأ به أوقاتنا ، ونغرسه في أعماق قلوب أبنائنا عن طريق العرض الجميل ، والقصة الشائقة ، ونحرص أن نكون قدوة لهم في التطبيق الدقيق لتعاليم الدين لننال أجر العمل والاقتداء .
اللباس الشرعي والحجاب :كوني أختي المعلمة قدوة في مظهرك الشرعي الساتر الذي دلنا عليه القرآن ، وبينته لنا السنة ، وأهمها الحجاب فاجعليه شيئاً مهما في حياة الطالبة ، فالعاقلون بدأوا يطلون برؤوسييم من جحورهم الموحلة ، داعين إلي نزع الحجاب لدفع الفتاة في حمأة الرذيلة وإبعادها عن سياج الصون والعفاف ونحن مع ثقتنا بأن الله ناصر دينه وسيعلي كلمته ، لابد لنا من العمل على وقاية المجتمع من الانحراف ! والوقاية خير من العلاج .
أختي المعلمة :
أوضحي لطالباتك الدجل والهراء والكذب والدعاوي التي يريد أعداء المرأة المسلمة الترويج لها بإلقاء الحجاب وإخراج المرأة من طهرها وعفافها بإخراجها من بيتها .
والله – سبحانه وتعالى – يقول ( وقرن في بيوتكن ، ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) سورة الأحزاب فكم من امرأة في هذا العالم ذاقت مرارة الألم بعدما ألقت الحجاب وانساقت مع تيار وسراب الحرية المزعوم .
وها هنا نساء الغرب يصرخن مطالبات بالعودة إلي المنزل وإلي طريق العفاف بعد ما ذقن ويلات السفور والغرق ، في وحل التجرد تقول إحدى الطالبات بعدما زارت بلداً إسلامياً وعرفت عن قرب ما تلقاه المرأة المسلمة من حماية وكرامة لها من قبل الزوج والأب والأخ وكل أفراد المجتمع تقول :
إذا كان ما تقولون صحيحاً أرضى أن أكون الزوجة الرابعة والثلاثين وأخرى تنبهر عندما تسمع محاضرة عن حقوق المرأة في الإسلام ، فتقول : إذا كان حقاً ما تقولون فخذوني إلي بلادكم ستة أشهر واقتلوني .
فمن هذا الجانب عليك أختي المعلمة مسئولية عظيمة جداً ، أوضحي لهن العفن والوحل الذي تروج له بعض المجلات الساقطة والأباطيل التي تزخرفها ، أوضحي لهن الكتب النافعة ، ولا بأس أن تأتي ببعض الكتب معك للفصل وتشرحي للطالبات فكرته حتى يرغبن في اقتنائه ، وحثي طالباتك على القراءة والمطالعة النافعة ونظمي لهن المسابقات والبحوث في المقالة والكتابة لتتوسع مداركهن وعقولهن .
العادات والتقاليد تعلمين - أيتها المعلمة – أن لكل قوم عادات وتقاليد قد توارثوها جيلاً إثر جيل ، ونحن – ولله الحمد – قد استمددنا عاداتنا وتقاليدنا من ديننا الحنيف ، فلا إفراط فيه ولا تفريط ، ولكن عصر الماديات والترف قدم إلي بلادنا مع من قدم إليها ، إما للعمل أو لغيره ، عادات وتقاليد بالية ورديئة نأخذ منها على سبيل المثال :
الخدم والمربيات مع الثراء والنعم التي حطت رحالها بفضل الله سبحانه على بلادنا استقدمت كثيراً من الأسر الخادمات ، والسائقين ، والمربيات ، وهؤلاء حملوا معهم كثيراً من عاداتهم بقصد وبغير قصد !
والشواهد على ذلك كثيرة ، فكثير م النصرانيات والوثنيات من الخادمات وجدن يدربن الصغار على حين غفلة من أهلهم على الطقوس الوثنية والنصرانية ، وكثير من الويلات والمشكلات التي يحتار لها الفؤاد ويدمي لها القلب ، ويندي لها الجبين ، ولا يخفي على كل لب وبصيرة شيء من ذلك .
فواجبك أيتها المعلمة أن توضحي خطر هؤلاء الفئة التي تغلغلت – مع الأسف الشديد – داخل أسوار البيوت ، وعرفت كل صغيرة وكبيرة فيها ، وضحي للصغيرات أن الخادمة هي خادمة فقط ولا يجب أن تتقبل منها التوجيه ، أو تأخذ منها الإرشادات ، وكذلك خطر السائقين الذي لا يخفي على ذي لب وعقل ودين ، أعياد الميلاد من العادات التي داهمت المجتمع هذه البدع ، وهي ما يسمى باحتفالات أعياد الميلاد ، والتي روجت لها التمثيليات أمداً طويلاً ، فصارت كأنها شيء أساسي لدي بعض الناس ، وهي في الحقيقة لا قيمة لها البتة ومن ابتدع في دين الله شيئاً فهو ضال مضل ، وعمله مردود عليه ، يقول صلي الله عليه وسلم : في الحديث الذي ترويه لنا أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ، وفي لفظ أضر . من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ، وهذه الأعياد والاحتفالات بها تقليد لأعياد اليهود والنصارى .
أختي المعلمة :
دورك هو تسليط الضوء على هذه العادة المحرمة التي لا قيمة لها ، تقليد النساء الكافرات عادة التقليد ، فهي تلغي شخصية المسلمة ، سواء كانت صغيرة أو كبيرة ، فكثيراً ما نشاهد التقليد الأعمى السمج والقبيح ، فكم من جميلة صارت دميمة أو قبيحة لأنها غيرت من خلق آه لها !!
أختي المعلمة .. لا تغفلي عن هذه الناحية ، فالمشاهد اليوم للتمثيليات والمتصفح للمجلات الوافدة يجدها تعج بأصناف لا حصر لها من التفاهات المنحطة تروج لها هذه الوسائل .
أوضحي لطالباتك أن هذه العادة قبيحة ، وأن المسلمة ينبغي لها أن تعتز بشخصيتها واستقلالها دون الانسياق وراء التافهات من الممثلات والفنانات أو غيرهن ممن يروجن للرذيلة في المجتمعات ، ولا أريد أن أحصر مظاهر التقليد فلا يخفي عليك أختي المعلمة المسلمة – مثلاً – تقليد الملبس وتسريحات الشعر وخلافه ، ولا تنسي – أيتها المعلمة – أن التقليد دائماً يفضي إلي الإعجاب ، والإعجاب يؤدي إلي الحب ومن أحب قوماً حشر معهم والنصوص في هذا كثيرة معلومة يقول الله تعالى ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ) سورة المجادلة ، الآية : ( 22) .
الآن فلينظر المرء من يحب ولا شك أحداً لا يريد أن يحشر مع كافر أو يهودي أو نصراني أو ملحد ، يقول المصطفي صلي الله عليه وسلم عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – إن رجلاً سأل النبي صلي الله عليه وسلم عن الساعة فقال : وماذا أعددت لها ؟ قال ، لا شيء ! ، لا أني أحب الله ورسوله فقال : أنت مع من أحببت .
فيا أختي المعلمة .. أيقظي همة الطالبات ليتمسكن بدينهن بثبات وصلابة ، لا يملن مع كل ريح هبت ، ويركضن ويلهثن خلف السراب الخادع ، ويسقطن في بحيرة الظلام .
اللسان وما يلفظ من قول :
أيتها المعلمة ، لا يخفي عليك ما يدور في كثير من مجالس النساء من أحاديث وموضوعات ، وأغلب هذه الأحاديث لا فائدة فيها بل هي في الغالب عن الموضة والولائم والأعراس ، ولا تخلو المجالس من الأحاديث المفيدة .
[frame="1 80"]يا قارئ خطي لا تبكي على موتي.. فاليوم أنا معك وغداً في التراب..
فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى..!
ويا ماراً على قبري لا تعجب من أمري.. بالأمس كنت معك وغداً أنت معي..
أمـــوت و يـبـقـى كـل مـا كـتـبـتـــه ذكــرى
فيـا ليت كـل من قرأ خطي دعا لي[/frame]
المفضلات