محمد العوضي
اتصل بي قبل يومين ابو مبارك العتيبي رئيس لجنة زكاة ضاحية جابر العلي، وقال لي اليوم نظرت في حسابي البنكي فوجدت ان رصيدي عشرون ديناراً، فشعرت انني مليونير ولله الحمد والمنة, قلت ما الداعي لهذه المقدمة، قال عندما تأتي معي وأريك ما رأيت ستشعر انك مليونير، واعدته امس عند مسجد الحمدان بالفنطاس الساعة الرابعة والنصف، واخذني الى منطقة ( ) قطعة ( ) زرت ذلك البيت الصغير «ملحق» حوش بغرفتين مغطى بالمظلات، فتح الباب رجل كبير السن وخلفه زوجته العجوز، رحبا بنا وقبل ان ادخل كدت اختنق من رائحة مزعجة تصحبها رطوبة، اسمحوا لي ان اقول لكم انني دخلت اسطبلات الخيول فوجدت ان رائحتها ألطف من اجواء ذلك المنزل الكئيب، سألت ابو مبارك، البيت صغير، وليس فيه تهوية، ولا تدخله الشمس والعفش اكداس مكدسة، فلماذا يربي الطيور والدجاج التي زادت الاجواء اختناقاً ومرضاً، قال لأن العجوز يسترزق ببيع الحمام والدجاج!!! ثم رأيت البلوى الكبيرة، ولدان جاوزا الثلاثين من العمر اعاقتهما العقلية كاملة وجسداهما غير سويين يجلسان في الحوش على سجادة قديمة هذا يعض على اصابعه وذاك يضحك بلا شعور، لفت انتباهي ان احدهما قد ربط ساقه بحبل موصول بوتد مدقوق في الأرض، سألت والدتهما يا اماه لماذا تربطين هذا، قالت هذا الاصغر شقي اذا تركناه يهجم على اخيه الاكبر ويعضه, انها عائلة من غير محددي الجنسية تتجرع الجوع والعزلة القاتلة والحياة البائسة,,, كيف لا يكون من عنده قوت يومه وينعم بالصحة وله معاش وعنده من يسنده اذا نزلت به المحن, كيف لا يكون مليونيرا؟! ان الصحة والستر وعدم وجود الديون المغرقة في هذا الزمان تعد من النعم العظيمة ولكن اكثر الناس لا يشكرون إلا أن أهل الخير والفضل يملأون البلاد أفراداً ومؤسسات,,, وان لجان الخير في الكويت رسمية وشعبية تقوم بدور كبير يعرفه من اقترب اكثر من هذه الجهود المشكورة، وانني ادعو لجان الخير وأهل الفضل بالبحث عن المحرومين المثقلين بالديون، والهموم والامراض وسد حاجاتهم فإنها من اعظم القربات الى الله وتساعدك على ارضاء ضميرك، واشكر لجنة زكاة ضاحية جابر العلي لسد حاجات هذه الأسرة وان كنت ادعوهم الى البحث لهذه الاسرة عن سكن صحي يليق بالآدميين,,, ويأيها الأغنياء الاصحاء ساهموا في ادخال السرور على المنكوبين الضعفاء.
المفضلات