وتبقى الحياة رائعة قلما تجدها في كل مكان ومع أي شخص ، أولئك الذين يضفون عليها نكهة مميزة قلما تحتويها النكهات الأخرى.
تظل الحياة رائعة ، روعة أولئك الذين يثقون بنا فيدفعوننا للأمل والعطاء والوفاء والتسامح وحب الخير
وزرع الثقة في قلوب الآخرين، ويجبروننا بصدقهم وعفويتهم وبسماحتهم على أن نعيد النظر في حياتنا وعلى أن نغير مفاهيم خاطئة أو مبالغ فيها عن الحياة
روعة ذلك الإحساس الغريب والمريح الذي يجبرنا على أن نختلي بأنفسنا بعيداً عن أعين الناس
وأعين من حولنا من أجل أن نذرف دموعنا الغالية لنجعلها تنهمر على وجناتنا فنشعر بدفء مائها،
ولنطلق آهاتنا الحرّى إلى أقصى مدى وصدى يمكن أن نرتاح إليه ، وحينها نخرج من مخبئنا وقد أصبحنا شخصاً آخر
حينما نعرف أننا لسنا لوحدنا في هذا العالم المخيف بل هناك من هو أمامنا يدلنا على دروب الخير،
ومن هو بجانبنا ليشعرنا بالأمان بعد الله ، ومن هو خلفنا يحرسنا من كل شر بإذن الله.
أليس ذلك جميلاً ؟!
روعة تلك الحقائق الجميلة التي نعرفها عن أنفسنا من خلال ذلك الإنسان الذي يفاتحنا بها ويؤكدها لنا
ويشعرنا أن ما فينا من مميزات جميلة وخصال رائعة إنما هي حقيقة واقعة لمسها بنفسه وليست مجاملة شخصية
لغرض معين في نفسه.
روعة تلك اللحظات المتوترة التي تنتظر فيها المفاجآت الحلوة التي تنتظرها من إنسان تكن له معزة خاصة
ومكانة مميزة وتحمل له كل الحب والخير، مما يرفع من معنوياتنا ويزيد من ثقتنا بأنفسنا .
روعة أولئك الذين يبثون ابتساماتهم الصافية في كل مكان يذهبون إليه ومع كل شخص يقابلونه أو يتحدثون إليه
لتصبح تلك الابتسامات الأخاذة واحة غناء ملؤها الحب والسعادة
بل بروعة أولئك الذين يبحثون عنا ليعتذروا عن أشياء لا تستحق الاعتذار،
ولكنها النفس الحلوة التي تحس بالآخرين وتقدر عطاءاتهم مهما كانت بسيطة
روعة تلك اللحظات التي تجعلنا نبكي لفرحتنا بإحساسنا
أن هناك من يحس بنا حتى وهو بعيد عنا، أن هناك من يسمع أصواتنا وآهاتنا
رغم ما بيننا وبينه من مسافات جغرافية ومساحات مكانية،
طالما كانت قلوبنا تنبض بالحب الصادق، وطالما كانت معلقة بمن استطاع أن يستحوذ على كل شيء فينا،
بمن استطاع أن يستحوذ على جميع مشاعرنا وأحاسيسنا بل حتى بمن غادرنا رغماً عنه وترك مكانه شاغراً لم يملأه أحد غيره بعد
روعة تلك الذكريات الجميلة الحية التي مازلنا نحتفظ بها في قلوبنا وفي ذاكرتنا،تلك الذكريات الحلوة التي
لا تفتأ تمر أمام أعيننا فتوقظ مشاعرنا الكامنة من سباتها العميق وتستثير دموعنا، وكأنها شريط سينمائي حي بكل أحداثه ومواقفه ،
ولكن تظل الحياة رائعة أكثر وأكثر
حينما نشعر مجرد شعور أننا نؤدي حق الله علينا وحق والدينا
وحق من هم تحت ولايتنا أو وصايتنا وكل من له حق أو معروف علينا
والأهم من ذلك ، ألا تكون تلك المشاعر واللحظات آنية ، تنتهي بزوال المناسبة ، بل أن تستمر معك ، وان تظل أسلوب حياة وحينما تكون كذلك سوف تستشعر روعة الحياة
أسعد الله أيامنا بالإيمان وأراح قلوبنا بطاعة الرحمن
المفضلات