[poem=font="Simplified Arabic,6,,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.alhejaz.net/vb/images/toolbox/backgrounds/43.gif" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

أذاب التبرفي صافي اللجين = رشاً بالراح مخضوب اليدين
وطاف على السحاب بكأس راح =فطافت مقلتاه بآخرين
رخيم من بني الأعراب طفل= يجاذب خصره جبلي حنين
يبدل نطقه ضاداً بدال = ويشرك عجمة قافاً بغين
يطوف على الرفاق من الحمياً = ومن خمر الرضاب بمسكرين
اذا يجلو الحميا والمحيا = شهدنا الجمع بين النيرين
وآخر من بني الأعراب حفت = جيوش الحسن منه بعارضين
الى عينيه تنتسب المنايا = كما انتسب الرماح الى ردين
تلاحظ سوسن الخدين منه = فيبدلها الحياء بوردتين
ومجلسنا الأنيق تضيء فيه = أوني الراح من ورق وعين
فأ طلقنا فم الإبريق فيه= وبات الراح مغلول اليدين
وشمعتنا شبيه سنان تبر = توقد في أكف الساقيين
إذا ملىء الزجاج بها وطارت = حواشي نورها في المشرقين
عجبت لبدر كأس صار شمساً =يحف من السقاة بكو كبين
وقد صاغت يد الأزهار تاجاً = على الأغصان فوق الجانبين
بوردكالمداهن في عقيق = واقداح كأزرار اللجين
وقد جمعت لي اللذات لما = دنت منها قطوف الجنتين
وما أنا من هواء الفيحاء خال = ولا ممن أحب قضيت ديني
تملك حبه قلبي وصدري = فأصبح سائراً في الخافقين
وأعوز مع دنوي منه صبري = فكيف يكون صبري بعدبين
اذا مارام أن يسلوه قلبي = تمثل شخصه تلقاء عيني
الا يا نسمة ((السعدي )) كوني = رسولا ً بين من اهوى وبيني
ويا نشر ((الصبا )) بلغ سلامي ألى الفيحاء بين القلعتين
وحي الجماعين وجانبيها = فقد كان لشملي جامعين
وقل لمعذبي هل من نجاز = لوعدي سالفيك السالفين
سميك كان مقتولاً بظلم = وأنت ظلمتني وجلبت حيني
وهبتك في الهوى روحي بوعد = وبعتك عامداً نقداً بدين
وجئت وفي يدي كفني وسيفي = فكيف جعلتها خفي حنين
ولم صيرت بعدك قيد قلبي = وكان جمال وجهك قيد عيني ؟
فصرنا نشبه النسرين بعداً = وكنا ألفةً كالفرقدين
علمت بأن وعدك صار ميناً = لزجري مقلتيك بصارمين
وقلت وقد رأيتك : خاب سعيي = لكون البدر بين العقربين
فلم دليتني بحبال زور= ولم أطعمتني بسراب مين
وهلا ً قلت لي قولاً صريحاً = فكان المنع إحدى الراحتين
عرفتك دون كل الناس لما = نقدتك في الملاحة نقد عين
وكم قد شاهدتك الناس قبلي = فمانظروك كلهمو بعيني
طاوعت الفتوة فيك حتى = جعلتك في العلاء برتبتين
فلما أن خلا المغنى وتبنا = عراة ً بالعفاف مؤزرين
قضينا الحج ضماً واستلاماً = ولم نشعر بما في المشعرين
أتهجرني وتحفظ عهد غيري = وهل للموت عذر بعددين
وقلت الوعد عند الحر دين = فكيف مطلتني وجحدت عيني
إذا ما جاء محبوبي بذنب = يسابقه الجمال بشافعين
وقلت : جعلت كل الناس خصمي = لقد شاهدت إحدى الحالتين
فكان الناس قبل هواك صحبي = فهل أبقيت لي من صاحبين ؟
بعادي أطلع الأعداء حتى = روأك اليوم خزر الناظرين
وهلأ طالعوك بعين سوءً =وأمري نافذاً في الدولتين
وما خفقت جناح الجيش إلا = روأني ملء قلب العسكرين
لئن سكنت إلى ( الزوراء)) نفسي = فإن القلب بين محركين
هوى يقتادني لديار بكر = وآخر نحو أرض الجامعين
سأسرع نحو رأس العين خطوي = وأقصدها على رأسي وعيني
وأسرح في حمى (جيرون ) طرفي = وأربع في رياض النيرين
فليس الخطب في عيني جليلاً = إذا قابلته بالأصغرين
فيا من بان لما بان صبري = وحاربني رقاد المقلتين
تنغص فيك (( بالزوراء )) عيشي = وبدل زين لذاتي بشين
وما عيشي بها جهماً ولكن = رأيت الزين بعدك غير زين [/poem]

************************************************** ************************************************** ******************************
هذه القصيدة الغزلية هي لشاعرولد في مدينة الحلة بإلعراق سنة(( ستمائة وسبع وسبعين واليها نسب 0
وهذا الشاعر هو العراقي الأصل والنشاة المصري الروح والاقامة هو صفي الدين الحلي 0
وهو أبو المحاسن عبدالعزيز بن سرايا بن نصر الطائي 0
يقول عنه الرواة إنه اولع بنظم الشعر منذ حداثة سنه على غير عادة شعراء عصره وأ هل زمانه - عاهد نفسه ألايمدح كريماً وألا يهجو لئيماً ملتزما بقوله إنه لا ينظم الشعر إلا فيما أوجب له ذكراً ويطالعنا صفي الدين الحلي بشخصية طريفة فاتنة هي شخصية الفارس الشجاع المقاتل يقتحم المهالك والمخاطر مقداما ً غير مبال أو هياب أو متردد تقع الفتنة في بلده ( الحلة ) بين أبناء أسرة هو لاكو بسبب الصراع على العرش فيخوض صفي الدين غمارها غير هياب ولا وجل ويظهر بطولة وشجاعة ينطق بها شعرة 00
وفي ذلك العصر الذي سقط المجد والشرف العربي تحت أقدام هولاكو وخربت بغداد عاصمة الوطن العربي واحتل العراق
نجد صفي الدين عربياً صادقاً العروبة يجهر بها في شعره ويتحمس دوماً لقومه ويبث في فيهم روح الانفة والطموح والعزيمة والتمرد وهي مزية لم نجدها عند شاعر سواه من شعراء ذلك العهد الذين كانوا يتسترون ويتوارون خوفاً وذعراً ورغبة في اتقاء الفتن والأخطار والحروب 00 ولهذا الشاعر الفد له تسع وعشرون قصيدة 0
سماها (( درر النحور في مدائح الملك المنصور )) وهي المعروفة في ديوان الشعر العربي((( بالأرتقيات )))

وقد توفى هذا الشاعر سنة سبعمائة واثنيتين وخمسين من الهجرة 0000



ارجو ان اكون قد وفقت لنقل هذه القصيدة ليطلع عليها كل محب ومتذوق لمثل هذه القصائد الخالدة 000

محمد علاقي 00جدة