شنق صدام حسين يثير جدالا حول عقوبة الاعدام 12/30/2006 4:34:05 PM


روما (رويترز) - بالنسبة لمن يطالبون بالغاء عقوبة الاعدام فان شنق صدام حسين فجر يوم السبت على يد جلادين ملثمين يظهر وحشية تلك العقوبة.. لكن بالنسبة لكثيرين اخرين فانها نهاية مناسبة لرجل لم يتورع قط عن الامر باعدام اخرين.

وقال متحدث باسم الفاتيكان الذي يعتبر الاعدام خطأ اخلاقيا في كل الاحوال "عقوبة الموت هي دائما نبأ مأساوي وسبب للحزن حتى لو صدرت في حق شخص ادين بجرائم خطيرة."

وقال الرئيس الامريكي جورج بوش الذي شهد تنفيذ كثير من احكام الاعدام عندما كان حاكما لولاية تكساس ان اعدام صدام حدث بارز مهم على طريق العراق نحو الديمقراطية.

لكن بالنسبة لحلفاء بوش في اوروبا حيث يحظر القانون عقوبة الاعدام فان اعدام الرئيس العراقي السابق اثار اراء مخالفة.

وقال لوي ميشيل عضو المفوضية الاوروبية والذي كانت منتقدا قويا للغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003 عندما كان وزيرا لخارجية بلجيكا "المرء لا يحارب الهمجية بأعمال اعتبرها همجية."

"عقوبة الاعدام تتعارض مع قيم الاتحاد الاوروبي ... أيا كانت الجرائم التي اقترفها صدام حسين.. وهو بالفعل اقترف جرائم مروعة."

وفي حين تعارض جميع دول الاتحاد الاوروبي عقوبة الاعدام فان شخصيات بارزة في المنطقة حرصت على ألا تبدو انها تتغاضى عن دكتاتور او تنتقد سياسة العراق والولايات المتحدة.

وقال خافيير سولانا المسؤول الاعلى عن السياسة الخارجية بالاتحاد "الاتحاد الاوروبي يدين الجرائم التي اقترفها صدام. الاتحاد الاوروبي يدين ايضا عقوبة الاعدام."

وقالت بريطانيا أوثق حلفاء واشنطن في العراق انه رغم معارضتها لعقوبة الاعدام فان استخدامها حق سيادي للعراق.

ولم تنتقد فرنسا التي عارضت التدخل الامريكي في العراق اعدام صدام لكنها أكدت في بيان معارضتها لعقوبة الاعدام.

وفي برلين قالت الحكومة الالمانية في بيان "جرائم صدام لم تكن قط موضع أي شكوك. لكننا نعارض عقوبة الاعدام أيا كان المكان الذي تستخدم فيه."

وقالت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الانسان ومقرها لندن ان اعدام صدام خطأ من حيث المبدأ وايضا بسبب العيوب التي شابت محاكمته.

وقال جيمس دايسون المتحدث بام المنظمة "عقوبة الاعدام ليست فقط انتهاكا لحق الحياة لكن هذه العقوبة البالغة الشدة فرضت بعد محاكمة كان واضحا انها غير عادلة."

واضاف ان دولتين فقط في اوروبا هما روسيا البيضاء واوزبكستان مازالتا لديهما عقوبة الاعدام ولا تسمح بها أي محكمة دولية تنظر في جرائم في حق الانسانية او جرائم ابادة جماعية.

وقال دايسون "ما حدث اليوم مع صدام حسين هو حالة من الفوضوية."

وبينما قال مؤيدو اعدام صدام انهم يأملون ان تضع وفاته نهاية لفصل طويل ومؤلم في تاريخ العراق فان الجماعات المعارضة لعقوبة الاعدام قالت انه قد يزيد من زعزعة الاستقرار ويفاقم العنف في البلاد.

وقال فيدريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان "قتل المذنب ليس الوسيلة لاعادة بناء العدالة ومصالحة المجتمع... على العكس فان هناك خطرا في ان يغذي روح الثأر ويضع بذور عنف جديد."