[ALIGN=CENTER]( درب الحاج المصري من نبط إلى ينبع )[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]تقرير من إعداد وتصوير / أبو ثامر + أبو تركي[/ALIGN]

[ALIGN=JUSTIFY]مكة المكرمة ... مهوى أفئدة الملايين من المسلمين يقصدها الحجيج لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام ، أصبح الوصول إليها في الوقت الراهن ميسراً وسهلاً عبر وسائل المواصلات المختلفة ، أمّا في الماضي فقد كان المسلمون يتكبدون المشاق والأهوال للوصول إليها في رحلة تستغرق أشهراً ملؤها التعب والإرهاق والإنهاك من السير المتواصل برفقة الإبل التي تحمل المؤن والزاد والنساء و كبار السن .
كنت مع أبو تركي نتبادل أطراف الحديث عن هذه الرحلة ومشاقها ونحاول أن نرسم خط سيرها ، لا سيما وأن الطريق المتبع في هذه الرحلة والمعروف بـ ( درب الحاج ) يمر بالقرب من ينبع بل إنه يقطع نخلها وبحرها للاتجاه إلى المشاعر المقدسة ، فقررنا أن يكون حديثنا على أرض الواقع نعاين ما هو مكتوب بالطبيعة ، وبدأنا رحلتنا الاستكشافية من منطقة ( عويص ) حيث الأثر واضح للنظر ، واتجهنا مع درب الحاج بدون دليل إلاّ ما بقى من آثاره التي يكاد الزمن أن يمحوها نحو الجنوب الشرقي إلى أن وصلنا قرية المبارك في ينبع النخل حيث يأخذ الحجاج قسطاً من الراحة لا يتجاوز الثلاثة أيام .
في اليوم التالي قررنا إكمال مسيرة استكشاف الطريق وبالاتصال بكبار السن استطعنا أن نجد الرجل الذي سلك هذا الطريق على قدميه قبل أكثر من ثلاثين عاماً ووافق على مرافقته لنا من عويص وحتى نبط حيث مررنا على الوعرات السبع و وادي النار ( وادي خمال ) وشاهدنا على جنبات الطريق بعض قبور الحجاج الذين فاضت روحهم من شدة الإنهاك والتعب .
واستطعنا من خلال رحلتنا الاستطلاعية ومطالعتنا للكتب التي تناولت هذا الطريق أن نخرج بهذه الحصيلة علماً بأن مراحل الرحلة للحج تتجاوز الثلاثين مرحلة منها عشر محطات رئيسية ( 1 ) ولكننا سنتطرق بما يمر من أراضي منطقة ينبع وتحديداً من نبط شمالاً وحتى قرية المبارك في الجنوب الشرقي وذلك بحكم أنها تابعة لمحافظة ينبع ، ورأينا التركيز بما يخص منطقتنا فقط .[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]درب الحاج المصري [/ALIGN]

[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]خريطة توضح درب الحاج قديماً من نبط إلى ينبع النخل وينبع البحر [/ALIGN]

- وصف الطريق من نبط إلى ينبع النخل :-
كثير من الكتب التي إطلعنا عليها وصفت الطريق من نبط إلى ينبع النخل فهذا كتاب صبح الأعشى يصف الطريق ( ثم منها إلى مغارة نبط وبها ماء عذبة ليس بطريق الحجاز أطيب منها ثم منها إلى وادي النور ثم منها إلى قبر أحمد الأعرج الدليل ثم منها إلى آخر وادي النور ثم منها إلى رأس السبع وعرات ثم منها إلى دار البقر ثم منها إلى الينبع وهي النصف والربع من الطريق وبها تقع الإقامة ثلاثة أيام أو نحوها وبها يودع الحجاج ما ثقل عليهم إلى حين العودة ) ( 2 )

وقد وجدنا أحد الكتب التي وصفت الطريق وصفاً دقيقاً وقسمته إلى قسمين وهما :-
أ- من نبط إلى ينبع النخيل :- ( أنظر الطريق باللون الأحمر )
ورد اسم نبط كمحطة في درب الحجيج في الكثير من الكتب كرحلة الحج لابن رشيد الأندلسي ( 685هـ ) ورحلة الشتاء والصيف للموسوي ( 1039هـ ) .
ويصفها الزياني بمضايق وإنحدارات وجبال ، ووصف آبارها بالعذوبة ، وبعد وادي نبط يمر الطريق بوادي مرتجه ( أم ارتجه ) وهو أحد روافد وادي نبط ، ثم ينحرف نحو الجنوب الشرقي فيمر بوادي العجل ( المستعجلة ) ، ثم يسير مع وادي حسنة حتى لقائه بوادي كمال ( يقصد وادي خمال ) ثم ينحرف نحو الجنوب الغربي ثم يسير إلى ينبع النخيل ، أو يلتقي بطريق الساحل إلى ينبع البحر ( والظاهر أن هذا الطريق كان يسلكه الحجاج الراغبون في الذهاب إلى المدينة المنورة ، أو كان يسلك قبل ظهور ينبع البحر )
ب- من نبط إلى ينبع البحر :- ( أنظر الطريق باللون الأخضر )
يمر درب الحاج بوادي نبط قرب مصبه في البحر الأحمر ، ثم يزداد انحرافه نحو الجنوب الشرقي فيمر بجبل جربول شمال شرم الخور ، ويتجه ناحية الشرق فيمر بوادي كمال ، وفي شمال شرم ينبع ينحرف ناحية الجنوب الشرقي ليصل إلى ينبع البحر ، والطريق في هذه المسيرة يسير فوق السهل الساحلي . ( 3 )

[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]عبر هذا الطريق كانت القوافل تسير نحو مكة المكرمة [/ALIGN]

- المسافة من ينبع النخل إلى نبط :-
المسافة ما بين نبط وينبع النخل تقارب التسعين كيلو متراً كانت قوافل الحجيج تسيرها على مرحلتين وتستمر الرحلة يوماً ونصف اليوم ( 4 )

- ينبع النخل في عيون الحجاج :-
وصف العديد من الرحالة المرافقين لموكب الحجيج ينبع النخل ، وذكروا أهميتها أيام موسم الحج ، حيث كان الحجاج يقيمون بها ثلاثة أيام ، وبمنطقة ينبع النخيل 21 قرية ومرت بفترة ركود بعد تحول الطريق إلى ينبع البحر . ( 5 )

- الوعرات السبع :-
وهي عبارة عن جبال ومنافذ متوسطة الارتفاع تقف كالسد في طريق الحاج وما زالت آثار تلك الوعرات باقية وظاهرة للعيان والبالغ عددها سبع وعرات وهي تبدأ تحديداً من وادي خمال وحتى وادي الأسلة بعد عويص .
ويبدو أن عملية رصف الوعرات من عمل رضوان بك الفقاري أمير الحج المصري في العصر العثماني ، والذي تولى إمارة الحج المصري لفترة طويلة امتدت من 1038 هـ إلى 1065هـ ، فقد أشار الرشيدي في ( حسن الصفا والابتهاج ) إلى إصلاحات قام بها الأمير رضوان على هذا الجزء من الطريق ، حيث قام بتنظيف الطريق من الأوعار ، لا سيما الوعرات السبع التي تقع بين نبط وينبع ، وكانت تلك الوعرات قبل ذلك مجهدة للحجيج وموجعة للجمال والرجال . ( 6 )

[ALIGN=CENTER]بعض الوعرات التي تمّ تصويرها[/ALIGN]


[ALIGN=CENTER]جوانب من رصف درب الحاج[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]يتبع[/ALIGN]