[blink] غرااااااااااااام الأسير[/blink]

في قرية عين عجلان وبالتحديد في ( حلة ) حي العطارية وفي يوم مطير كان الثلاثاء 9/10/1427 هـ .

ذكريات الماضي قادني الحاضر إليها وعاد بي إلى كل لحظات الطفولة بما تحويه هذا الكلمة من المعنى . الماضي الذي مازال نارا مشتعلة في صدري ويدفئ أضلعي
ذكريات الشباب وأصدقاء الطفولة والصبا عشت معهم منهم من توفاه ال(رحمة الله عليهم) ومنهم من لا يزال يرتشف كأس الذكريات .
ذكريات عرج بي إليها أولادي لأريهم مركز وبداية تعليمي وليروا بأم أعينهم أين تعلم والدهم
تذكرت أول مره ذهبت لهذه المدرسة وآخر مره ودعتها .
تذكرت الطريق الذي اسلكه من قرية العلقمية إلى قرية عين عجلان بطول ستة كيلوات يوميا ذهابا وإيابا مدة ست سنوات . والحقيبة (خافة ) والثوب وحيد . والحذاء ( زنوبة ) إن وجدت . ومصروف المدرسة فثات تمر يضاف إليها نادرا قرشان .
ورغم طول الطريق والبرد وأيام (الطوبة) الويل الويل لمن يتأخر ولا ينتظم . ناهيك عن الغياب الذي يتابع من
( فراش المدرسة ) عصرا بمقابلة والدي(رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ) وسؤاله . وعندها يكون قد رحم حالتي إن تعذر .
أما الجو المدرسي فقد كان مفعما بالمحبة والاحترام وطلب العلم والمنافسة فيه . في فصول قد تخلو من الفراش والكراسي والمقاعد . وتكون على مستوى ممتاز إن وجد بها فراش ( حنبل ) أو حصيرة . وتكون أرقى إن وجدت المقاعد الجماعية .
هل كان ذلك يؤثر على نفسياتنا وتقدمنا وطلبنا للعلم ؟ لا والله .. رغم كل الأحوال. ذلك لأن الشدة هنا تساندها شدة هناك بل أكثر شدة وتعبا . فالبديل لعدم انتظامك في الدراسة عمل شاق في الزراعة وغيرها في ينبع النخل . كما هو في البحر هنا . لا ....... ولا ....... في زماننا هذا .
تذكرت ..... وتذكرت زملائي ... أصدقائي ... أساتذتي . فترحمت على من مات وطلبت طول العمر لمن هو حي يرزق . وسألت الله أن يجزيهم عنا خير الجزاء جميعا .

أحسست بانقباض في صدري وكدت أجهش بالبكاء . لكني لم أكن وحدي حيث خففت حرقتي ابتسامات من معي على ذكريات أقصها لهم كشقاواتي وفصول دراستي . وأظنهم غير مقتنعين أن الحال كانت كذلك لو لم يكن المتحدث والدهم
طال مكوثي بين الحين والآخر في مواقع دراستي . ويطالبونني بإسراع الخطى . فيقطعون ( فيلما ) كان يلف في جوانحي . فأكلمهم كأني صحوت من نوم عميق .
وعند المغادرة حانت لحظات من زمن سحيق كنت مسرورا بها . أما الآن فقد كان حزنا عميقا خالجه تأوه وتجهش بالبكاء حيث نفذ صبري على الكتمان فأبكيت من معي .
وزادوني بكاء عندما قالوا لي : ما بك يا أسير الغراااااام ؟؟!! . وانتهى الكلام وتوقف ساعة .

و قالوا لي ظانين بفعلهم خيرا : بشراك يا أبانا فقد صورنا لك كل لحظاتك هنا وجسدنا لك أطلالها الماضية . ولم يعلموا ( أو أنهم تعمدوا ) أنهم سيبكونني كل ما نظرت إليها . ويسألوني ما بك يا أسير الغرااااااام؟؟؟؟؟!!!!!!!



مع تحية أسير الغراااام

إليكم الآن هذه الصور بكاميرا بنت الأسير







































.................................................. .....



وترابطت الأحرف التي تعلمتها في تلك المدرسة وصارت كلمات انتظمت فكونت هذه الأبيات المتواضعة




[poem=font="Simplified Arabic,5,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.alhejaz.net/vb/images/toolbox/backgrounds/21.gif" border="double,6,silver" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
كانت هناك لروح العلم بستانا = ذاك الزمان وتلك الحال صنوانا
زاد الحنين إلى عهد فعدت له = فأفعم النفس والأحداق أحزانا
كانت منارة علم حين أذكرها = والآن صارت لها الأطلال عنوانا
كانت كسفر له في القلب منزلة = اليوم أقرأ في العنوان أشجانا
والصرح بانت تجاعيد الزمان به = بكى وأجهش من جور فأبكانا
يا ويح قلبيَ كيف اليوم أشغله = حتى وإن ذكر الأيام أحيانا
يا ويل روحيَ من ذكرى تمزقها = أنى لها في زمان الكرب سلوانا
أتى الغروب بليل كان يلحظني = ليصدر الأمر توديعا للقيانا
ودعت روحيَ سار الركب في عجل = وكنت بالروح لا بالطين إنسانا
إني الأسير وإن الحال ما فتئت = تبكي زمانا لقلبي كان سجانا
لا لا تلمني فإن النفس قانعة = إن الحياة بعيش المرء وجدانا[/poem]