عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله e : من باع جلد أضحيته فلا أضحية له.

- من باع جلد أضحيته ، فلا أضحية له
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6118
خلاصة الدرجة: حسن

سأل الشيخ المختار الشنقيطي
عند القيام بسلخ الأضحية في المطبخ ، يأخذ المطبخ الجلد ، فهل يجوز ذلك وهل يعتبر من الأجرة أم لا . أفيدونا بارك الله فيكم ؟
الجواب :
جلد الأضحية والدماء الواجبة يجب أن يتصدق به ، ولا يجوز أن يعطى ضمن الأجرة ، ولا يعطى للسلاّخ ، ولكن إذا كان السلاخ فقيًرا أو محتاجا وطلب هذا الجلد لا بأس.
أما إذا كان قويًا أو قادرًا أو كان ليس بحاجة إلى هذا الجلد ؛ فإنه لا يجوز إعطاؤه ، وهو حرام عليه ، ويكون أكله من السحت ، وينبغي عليه أن يصرفه للفقراء ، فإذا أخذ وبيع لمن يصنع الجلد يؤخذ من الإنسان قهرًا ثم يباع لمن يصنع الجلد ، فهذا من الظلم ولا يجوز له وماله حرام ، وهو سحت-نسأل الله السلامة والعافية- ؛ لأنه إذا كانت البهيمة قد نذرها إنسان صدقة لله ؛ فجميع أجزائها التي يسع أن يتصدق بها صدقة ، وجلدها مما ينتفع به، فينبغي أن يمكّن من التصدق به على من احتاج .
أما إذا كان هناك فقير أو كان هناك من يريد شراؤه ، ويمكن وضع شركة تشتري الجلد وتكون في نفس المسلخ ويعطى للفقير، ثم الفقير يبيع عليها لا بأس ، إذا أعطيتها للفقير، ثم هذا الفقير ذهب وباع إلى هذه الشركة فلا بأس. أما أن يؤخذ من الإنسان في دم واجب ؛ فإنه لا يجوز ذلك ، وماله حرام ؛ لأنه لا يجوز صرف ما كان وقفا وما كان صدقة إلا في جهته التي سبل عليها وأوقف عليها وتصدق به عليها ، وهذا أصل مقرر عند العلماء وذكروه ، فمثل هذا بالنسبة للجلود التي تكون في الدماء الواجبة كدم الجبران ونحوها من الدماء الواجبة ؛ فإنه لا يجوز أن تجعل في الأجرة ، ولا يجوز للسلاّخ أن يأخذه .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه أحكام الأضحية والذكاة
يحرم أن يبيع شيئا منها من لحم أو شحم أو دهن أو جلد أو غيره ؛ لأنها مال أخرجه لله فلا يجوز الرجوع فيه كالصدقة ، ولا يعطي الجازر شيئا منها في مقابلة أجرته أو بعضها ؛ لأن ذلك بمعنى البيع
وقد لا يشترط الجزار بقاء الجلد ولكن لو اشترطت أنت أخذ الجلد لزاد السعر لأنه يعلم انه لا احد يأخذ الجلد فيبني أجرته على قيمته وهكذا يكون قد اخذ الجلد في بعض أجرته وهذا ماقال عنه الشيخ انه بمعنى البيع وهو مما يحرم فعله على هذا فلابد من الاتفاق مع الجزار على سعر دون اخذ الجلد وبعد أن ينتهي من عمله يمكن أن تهدي أو تتصدق بالجلد عليه أو على غيره إن لم يكن لك به حاجة والله اعلم .. انتهى



تعليق
ما أعرفه بدون تأكيد ، أن سعر الذبح في المسلخ رمزي (15 ريال) وذلك مقابل أن الشركة المشغلة تستفيد من الجلود التي يتركها صاحب الذبيحة ، والملاحظ أنه في أيام عيد الأضحى ترتفع أجرة الذبح إلي 50 و 100 ريال بحجة الموسم والموسم هو دائماً حجة من لا حجة له ، والمتأمل يتضح له أن موسم الشركة المشغلة يتضاعف إلي ثلاثة أضعاف من أوجه عدة ! كيف ذلك ؟
أولاً | تأتي إلي الذبيحة فتزيد سعر الذبح وهي أصلاً رابحة بأخذها للجلد
ثانياً | تزيد الجلود التي تأخذها بالمجان لكثرة الأضاحي.
ثالثاً | تزيد لديهم المقادم والرؤوس والكروش التي يبيعونها على المطاعم.

أيها الأحبة هل تعلمون أن تلك الأحذية – أعزكم العزيز - المزخرفة منها والملمعة الموجودة في الأسواق التابعة للشركة المشغلة للمسلخ لا يقل سعر الواحدة منها عن 100 هي من جلدك !! أقصد من جلد ذبيحتك ، وهل تعلمون أن الرؤوس التي يبيعها بعض أصحاب المندى وبعض المحلات المتخصصة في بيع الرؤوس هي من ذبائحك ، وهل تعلمون أن المقادم المعروضة في بعض المتاجر الكبرى لدينا أو المطهية في بعض البوفيهات هي مقادم ذبيحتك ، هل تعلم أن المسلخ ليس لديه شلوطه للرؤوس والمقادم ربما كي تتركها لهم ، هل تعلمون أن الكمونية التي يحبها أصدقائنا السودانيين ويتزاحمون عليها هي مما يتركه الناس من الكروش .
إذن من المفترض وأدباً أن يعطيك المسلخ مالاً كي تذبح عنده لا أن يأخذ من مالك وأعضاءًا من ذبيحتك ؟! هذا في الأوقات الاعتيادية ، أما في الأضحية فإننا نعرف أن الشركة المشغلة ليست فقيرة وهذا يجعلنا نأمل من الجمعيات الخيرية التواجد عند المسلخ لأخذ جلود الأضاحي وإفادة فقراء البلد لتتحقق الفائدة العظمي التي من أجلها سنت الأضحية.

والسلام مسك الختام.