حدثت هذه القصة العجيبة في مدينة القريات والتي تقع شمال المملكة العربية السعودية
حيث كان الشاب متروك يسكن هو واسرته هذه المدينة وكان متروك طالب
جيد وكان يحب المسرح ,,, وكان من أحد الأدوار التي مثلها أنه يقوم بقتل شخص
ويقدم الى المحكمة ويحكم عليه بالقصاص ,,,,,,, كان هذا المشهد لايعدو أن يكون
مجرد مشاركة في مسرح المدرسة ولم يخطر على باله أنه في يوم من الأيام سوف يتحقق
ماقام بتمثيلة , نعم لم يخطر ببالة بأن الخيال قد يصبح حقيقة ,,,
بدأت أحداث هذه القصة قبل أربع سنوات تقريباً حيث حدثت مشاجرة بسيطة بين
أخي متروك الذي يشبهه و مجموعة من الشباب وبعد ان انتهت المشاجرة اتفق هؤلاء
الشباب ان يأتو أخوا متروك غدراً ويقوموا بضربة فذهبوا يبحثون عن اخو متروك واذا
هم يرونه عند احدى مغاسل السيارات حيث كان متروك جالس ينتضر سيارة أبية حتى
تنتهي من الغسيل واذا بهؤلاء الشباب ينزلون علية وبدون أي مقدمات ويثخنونه ضرباً
اراد متروك الدفاع عن نفسه فأخذ سكيناً أثناء المشاجر واذا بالسكين تغرس في صدر
ابن السهر وتم نقله الى المستشفى وتوفي الولد عليه رحمة الله في المستشفى
متأثراً بالطعنة, أخذت الشرطة متروك الى السجن وهو لايعلم من هؤلاء الشباب ولماذا قاموا
بضربه وهو لم يفعل لهم شيئاً , وأثناء جلوس متروك في السجن عرف لماذا هؤلاء
الشباب قاموا بضربه ، وذلك لأنهم حدثت بينهم وبين أخيه مشاجره قبل يوم من
مشاجرته وهم كانوا يعتقدون أنه أخي متروك ولكنهم قاموا بضرب متروك بدلاً من أخيه ,
وأثناء جلوس متروك في السجن تلقى متروك الخبر الفاجعة ,,,,,,,, الخبر الذي
غير مجرى حياته الخبر الذي لم يكن في الحسبان الخبر الذي لم يخطر على باله
الخبر الذي أرق مضجعه وقلب أفراحه الى أحزان ،،،،،،، لم يخطر ببال متروك أنه في
يوم من الأيام سوف يتسبب في قتل نفس بدون أي قصد ولكن الله أراد أن ينفذ أمره
، لقد تلقى متروك خبر وفاة ابن السهر وأنه توفي بسبب طعنته له ، بعدها بدأ
مسلسل الأسى والحزن والذي استمر أربع سنوات من الحزن والعذاب ففي صباح كل جمعة
ينتظر متروك ان يقال له اليوم هو وقت قصاصك ,,,,
خلال هذه الفتره حاول المصلحون وأهل الخير من وجهاء القبائل والدعاه
والأمراء التدخل في الموضوع لكي يعفوا أبو المقتول ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل
....... ذهبوا مراراً وتكراراً ولكن ابو المقتول يرفض الوساطات ويرفض
العفو ,,,,,,, قدموا له ملايين الريالات ولكن لا جدوا ,,,,,, كل ما كان يقوله
أبو المقتول الموعد الساحة مرة السنة تلو السنة ومتروك وأهلة ينتظرون هذا
اليوم الذي يدق بابهم كل جمعة خلال هذه الفتره وأثناء وجود متروك في السجن لجأ
متروك الى الذي لا يرد من دعاه وبات كل يوم يدعو الله ان يفرج كربته وأن يغفر له
على ما قام به من قتل وان يدفع عنه هذه المصيبة وتعلم متروك القرآن أثاء مكوثه
في السجن وحفظ منه الشئ الكثير وأصبح يصلي بالسجناء ،،،،،،،،
مرة أربع سنوات ومتروك على هذه الحالة لايعلم متى ينتقل من هذه الدار وفي
يوم الخميس الموافق 30/6/1426هـ تناقل الناس نبأ ان غدا الجمعة سوف يكون قصاص
متروك وعلم أهل متروك بهذا الخبر الذي كانوا ينتظرونة كل جمعة فما كان منهم الا
أن يلجأوا الى الله بالدعاء وان ينقذ ابنهم من القصاص ذهبت ام متروك من حين
علمت الى أهل المقتول وظلت جالسة أمام باب بيتهم وهي تدعوا الله ان ينقذ ابنها
وتقول لعل جلوسها أمام بيتهم يرقق قلبهم ويعفوا عن ابنها الذي لم تنقطع
دموعها منذ ان سمعت بخبر قتلة للولد حتى ساعة جلوسها أمام بيتهم ، مر ذلك اليوم
على أهل متروك يوماً ثقيلاً لا يعلم مرارته الا الله سبحانه وتعالى مر والكل
لم تذق عينه النوم يدعوا الله ان ينقذ ابنهم من القصاص الذي أصبح واقعاً لا
محالة ....... وفي صباح يوم الجمعة الموافق 1/7/1426هـ أتى الجنود الى متروك فتيقن أن اليوم
الذي كان ينتظره قد أتى فما كان منه الا ان يؤمن بقضاء الله وقدره وأن
الموت حق على كل مسلم ومسلمة وأن لكل نفس يوم محدد لا ينقص ولايزيد , ودع متروك
زملاءه في السجن ودموعهم تسيل على فراقه وأنها هذه آخر لحظات يرونه فيها ,,,, قيد
الجنود متروك وقالوا له اليوم هو يوم تنفيذ حكم الله فيك , فقال الحمد لله على قضائة,,,,, أركب الجنود متروك السيارة وقاموا بنقلة الى ساحة الجامع الكبير في مدينة
القريات كان الناس أثناء هذه اللحظات مكتضين عند ساحة الجامع ينتظرون وصول
متروك ويدعون الله ان ينقذه حيث كانت الساعة في ذلك الوقت قاربت الى العاشرة
صباحاً أثناء هذه اللحضات وصلت سيارة السياف ووصلت دوريات الشرطة ووصل قضاة
المحكمة والضباط واكتظ المكان بالزحام , وبعد دقائق وصلت سيارات السجون
والتي كانت من بينها السيارة التي كانت تقل متروك وقام الجنود بإنزال متروك الى
الساحة ولاتكاد قدماه تقلة وضع متروك في منتصف الساحة وبدأ الشرطي يقراً
بيان قتل متروك بالمكبر ساد الصمت ساحة القصاص وبعد ان انتهى الشرطي من قراءة
البيان قام الناس يدعون الله ويتضرعون اليه بأن يعفوا أبو المقتول ، أقترب السياف
الى متروك شاهراً سيفه يريد ان ينفذ حكم الله فيه وبعد أن دنا منه رأى الناس
ابو المقتول يذهب الى الشرطي الذي معه المكبر فقال للسياف توقف ساد الصمت الساحة
فتكلم أبو المقتول فقال اشهدكم اني قد عفوت عن هذا الشخص لوجه الله لا
أبتغي غيرها ،،، فقام الناس يكبرون ويهللون ويبكون وضجت الساحة ببكاء الناس
وتكبيرهم ، أرجع السياف سيفه الى غمده وسقط متروك مغشياً علية من هول مارأى وشاكراً
لله على نعمتة بأن كتب له حياةً جديده بعد أن كان السيف يلوح على عنقة وانتهت
أحداث هذه المأساة وخرج متروك من السجن ودموع الفرح تختلط في عيناه وأعين أهله
وأقاربه ولا يملكون الا شكر الله الذي أنقذ لهم ابنهم والدعاء لأبو المقتول ........
اللهم يامن امره بين الكاف والنون فك اسر اختنا واغفر لفقيدنا .
المفضلات