عبدالله العرفي - ينبع ــ جريدة المدينة
ينبع البحر مدينة قديمة قدم التاريخ، تحدثت عنها الكتب التاريخية كما تحدث عنها المؤرخون والادباء، لأن مكانتها اثبتت اهميتها.. ونتيجة للتطور الحضاري المطرد الذي شهدته بهذا العهد الزاهر فقد هجر اهالي ينبع القدامى منازلهم التي انشئت من الحجر، ومعظمهم ورثها عن اجداده.. وقد اقاموا منازل مسلحة وبمواقع فسيحة، إلى ان جار الزمن والعوامل الجوية على ينبع (الأساس) ليتساقط معظمها وتتهدم ازقتها حتى اصبح منظرها يدمي القلب بعدما كانت لوحة جمالية تاريخية تراثية زد على ذلك عدداً من المنازل الشعبية التي هجرها اهلها، فباتت ملجأ للضالة والحشرات وغيرها.(المدينة) التقت في البداية بمجموعة من اهالي ينبع القديمة فكان لقاؤنا في البداية
[ALIGN=CENTER]مع بديوي فراج الانصاري[/ALIGN]
الذي قال: حقيقة ينبع القديمة لوحة جمالية لمنازل اقيمت من الحجر، فهناك مجموعة من المنازل لازالت قائمة وتحتاج إلى ترميم، فنرجو ترميمها لأنها تاريخ عريق سكن فيها اجدادنا وآباؤنا.وتحدث
مصطفى محمد خطيب فقال: تلك المنازل التي جار عليها الزمن تحتاج إلى جهود جبارة لترميمها، اما بعضها فيعتبر تالف يمكن ازالته، لأن اضرارها اكثر من نفعها، فهي حالياً تشكل خطورة، لذا نطمح من البلدية ان تعمل اعلان لمراجعة أهلها واتخاذ الحل المناسب.اما المواطن منصور على منصور ابو سالم، فقال: حقيقة انا اقول دون مجاملة الازالة لهذه المنازل افضل، فهناك منازل قليلة جداً لازالت قائمة يمكن ترميمها لتحمل تاريخ البلد، اما اكثر من ثلثي ينبع القديمة فإزالته افضل من بقائه لأنه لا يمكن اعادة هيكلتها، بل اصبحت مركزا لعبث الاطفال واقامة الحرائق وغيرها.
اضاف عبدالمحسن على محسن خريش ان المنازل القديمة اصبحت تشكل واجهة البلد البحرية لذا فهي تحتاج إلى دراسة متناهية ويكون في بدايتها ازالة المنازل التالفة المهدمة نهائياً، واما بعضها فيحتاج إلى صيانة، وكذلك حماية حتى لا يكون مقراً لعبث العابثين.خطورة وتشويه
وتحدث سالم مسلم ابو غندر، فقال: ان منظر منازل اجدادنا وابائنا بهذا الشكل المهدم يحزننا ولكن هذا عامل الزمن لذا نرجو من المختصين الاهتمام بهذا التراث، منازل ينبع القديمة تاريخ بحد ذاته يستحق الاهتمام واما التالف منها وهو ما نشاهد حجارة متساقطة بكل مكان، فيجب ازالته لأنه يشكل خطورة، بالاضافة لتشويه المنظر، وكذلك قد يكون ملجأ لمن لا سكن له. أما المواطن احمد بن غيث الرفاعي فقال: سمعنا ان هناك لجنة معينة بالتراث، لذا يجب عليهم الاهتمام بها ففي البداية وضع شيك لحمايتها ومن ثم ترميم ما يمكن ترميمه منها وازالة غير الصالح، بالتعاون مع البلدية.. لأنها حالياً اصبحت مصدراً للحشرات.
من جهة اخرى التقينا برئيس لجنة التراث بمحافظة ينبع عواد محمود الصبحي، وحول سؤال عن دور اللجنة نحو ترميم المنازل الاثرية بينبع وازالة ما لم يستفاد منه، قال: لجنة التراث امكانياتها محدودة، وهي لجنة اهلية لا ترتبط بأية ميزانية، وكان في بداية تشكيلها يوجد أمل لتلقي بعض التبرعات، ولكن لم يتم شيء من ذلك، رغم ان لدينا خطط وبرامج كثيرة نتطلع إلى اليوم الذي نطبقها مع التنفيذ على منازل ينبع القديمة.. لقد سعينا واتصلنا بالجهات المسؤولة وبالبلدية والشركات. ويؤكد الصبحي قائلاً: واقع الامر ان كافة خططنا وبرامجنا على الورق فقط ولكن لنا علاقات بالهيئة العليا للسياحة، وسبق ان زارنا من الهيئة سمو الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالله نائب الامين العام للهيئة العليا للسياحة، واطلعناه على برامجنا وزار المنطقة على الطبيعة وشاهد بعض المنازل التي قمنا بترميمها، ووعدنا سموه بأنه سينظر في موضوع التراث بينبع نظرة جادة لتنمية هذه المنطقة والاهتمام بالاثار، بالاضافة إلى انه قد زارنا الكثير من خبراء الهيئة العليا للسياحة واجمعوا على اهمية تراث ينبع. وأضاف عواد الصبحي: حقيقة ان منازل ينبع القديمة تعتبر واجهة بحرية الكل يشاهدها، ولكن بعضها اصبح خرائب قد ينتج عنها ضرر، لذا يجب ان تكون هناك نظرة من اصحاب الاملاك والمسؤولين.. فأسأل اين اصحاب الاملاك؟ فحقيقة الكل يعلم ان هذه المنازل القديمة تكون لورثة، فأنا ا قول لك، حتى لوسمحت امكانياتنا وترميم منازل نحتار ممن نأخذ الموافقة، تجد الورثة موزعين بكل مدينة. سوق الليل واشار إلى ان هناك بشرى لاهالي ينبع .. لقد صدرت موافقة الهيئة الملكية بينبع بالمساهمة معنا في ترميم سوق ينبع القديم المسمى سوق الليل، حيث تم اعداد المخططات اللازمة وسيبدأ التنفيذ بعد عيد الفطر ان شاء الله، وسيتم ترميم اكثر من 25 دكانا من التراث القديم ستكون معلما تراثيا فريدا من نوعه بالمنطقة، واننا باسم جميع اعضاء لجنة التراث واهالي ينبع نشكر الهيئة الملكية على تجاوبها ودعمها..
وتحدث العمدة ابراهيم سلامة ابو عيسى حول المباني المهجورة، فقال: هناك لجنة مشكلة من محافظة ينبع والبلدية والدفاع المدني، وانا أحد اعضائها قمنا باحصاء المباني المهجورة ببعض الاحياء وتم استدعاء اصحابها عن طريق عمدة الحي وفعلاً بعضهم قام بالازالة وبعضهم قام بترميم منزله، ونقوم بالكتابة على المنزل لمدة محددة في (15) يوما اذا لم يراجع يطبق عليه النظام، وهناك احياء لم تأتيها اللجنة نظراً لاتساعها.
وفي لقاء مع رئيس بلدية محافظة ينبع المهندس عبدالعالي بن علي الشيخ، ونقلنا له فيه اراء المواطنين حول وضع بعض منازل ينبع المهدمة والمهجورة فقال: اولاً بالنسبة للمباني القديمة والمهجورة منذ عشرات السنين التي تتوسط الاحياء، فلا يخفى على الجميع ان هذه المباني اصبحت متهالكة لقدمها،وكذلك تمثل خطورة، وبعضها تسبب اخطاراً شديدة لقدمها او انهيار اجزاء منها، لذا فإن البلدية بالتنسيق مع الدفاع المدني تقوم من خلال لجنة المباني الآيلة للسقوط المكلفة بفحص المبنى ومعاينته وتقدير درجة خطورته ثم تصويره فوتوغرافياً والكتابة عليه ليراجع اصحابه البلدية، ثم بعد ذلك يتم عمل رفع مساحي للمبنى والاعلان عنه بالصحف المحلية الرسمية لحث اصحابه على ازالته ومراجعة البلدية، وفي حالة عدم الاستجابة تقوم البلدية بازالته وتنظيف الموقع، كما ان البلدية في حالة تلقيها اي شكوى او بلاغ من المواطنين عن اي مبنى قد يتسبب في خطورة على المجاورين فإن لجنة المباني الايلة للسقوط قد تجتمع فوراً وبصورة عاجلة وتقوم باتخاذ الاجراءات اللازمة لازالة المبنى فوراً بعد اعتماد تقرير ازالته عاجلاً وتصويره وعمل الرفع المساحي له. ويضيف الشيخ: اما بالنسبة للمنطقة القديمة ( البلد) والمواجهة للميناء فنود ان نوضح لكم ان البلدية ليست جهة الاختصاص الوحيدة والمسؤولة للمحافظة على البيوت الاثرية والتراث العمراني، فهناك مسؤوليات مشتركة لكل من وزارة التربية والتعليم وملاك واصحاب هذه المباني القديمة، فالبلدية في اطار مجهوداتها للحفاظ على التراث العمراني والمباني الاثرية، قامت منذ فترة بعمل الدراسات اللازمة لمنطقة ينبع القديمة باحيائها التاريخية، وقد تم اختيار بعض المباني كنماذج تصلح للحفاظ عليها كقيمة اثرية لما تتميز به من سمات واثار معمارية متميزة وفريدة، وقد قامت البلدية فعلاً بترميم احد المباني القديمة بحي السور القديم بالتعاون مع لجنة اصدقاء التراث بينبع، كما ان ادارة التعليم بينبع لها دور هام ورئيس في المحافظة على التراث العمراني وتوثيق ذلك تاريخياً وثقافياً، وقد قامت ادارة التعليم بينبع باستلام نماذج لهذه المنازل الاثرية للحفاظ عليها كقيمة اثرية وثقافية، وهناك تنسيق بين البلدية وادارة التعليم للتعاون من اجل ذلك وايجاد الحلول والدراسات التي تعمل على حماية تراثنا وتاريخنا القديم. انهيارات محتملة ومن رئيس البلدية
إلى مدير ادارة الدفاع المدني بمحافظة ينبع العقيد زهير احمد هاشم الذي التقيناه لمعرفة دور الدفاع المدني تجاه المباني المهجورة والآيلة للسقوط فأجابنا قائلاً تعتبر المباني المهجورة والآيلة للسقوط من المباني التي تشكل خطورة بالغة في بقائها، حيث هجرت من قبل اصحابها منذ زمن طويل واصبحت مرتعاً للحشرات ومرمى للنفايات ووكراً لضعاف النفوس وكثرة الحرائق بها، مما اضعف بنيانها وانهيار اجزاء منها، واحتمال انهيارها بأي لحظة.. اضف إلى ذلك الاثار الصحية الناجمة عنها وكذلك تشويه المدينة في بقائها بوضعها الحالي.. ومن حرص الدولة ايدها الله صدرت توجيهات سامية كريمة تتعلق بإزالة تلك المباني حسب التعليمات ولائحة المباني الآيلة للسقوط فيما يتعلق بالمباني الخربة وشبه الخربة، وحيث اولت المديرية العامة للدفاع المدني ذلك، بالتعاون الجاد والجهود الموفقة من بلدية ينبع تم تشكيل لجان للمباني الآيلة للسقوط على مستوى المحافظة مشكلة من كل من محافظة ينبع والشرطة والدفاع المدني والبلدية، وتم اجراء مسح ميداني من قبل لجنة المباني الآيلة للسقوط على عدد من المخططات والاحياء السكنية بمحافظة ينبع، وتم حصر الاحياء، وقامت اللجنة بازالة العديد من المباني الخربة الآيلة للسقوط بمعدات البلدية بعد استكمال الاجراءات النظامية لازالتها..كا قام بعض اصحاب تلك المباني الخربة بازالة منازلهم وبتوجيه واشراف من اللجنة وقام بعض اصحاب المباني الشبه خربة والمعيبة بترميم منازلهم وتقفيلها لما تشكله من خطر من الناحية الامنية. وجاري العمل حاليا حيال استكمال الاجراءات النظامية لازالة ما تبقى من المنازل الخربة في تلك الاحياء، والمسح الميداني لبقية الاحياء السكنية والمخططات الاخرى بالمحافظة، حفاظاً على سلامة المواطن والأمن في هذا الوطن حيث توجد للمباني المهجورة والآيلة للسقوط سلبيات كثيرة، وفي مقدمتها الحرائق.. فقد وقع هذا العام اكثر من 35 حادث حريق بتلك المنازل.. لا شك انه ناتج عن عبث الاطفال.
المفضلات