ينبع: أحمد العمري ( الوطن )
جاء في بيان وزارة الداخلية أمس أن قوات الأمن ألقت القبض على عناصر خلية في محافظة ينبع، تتبنى المنهج التكفيري، وتعمل على جمع الأموال لدعم الأنشطة الإرهابية، وذلك من خلال تزوير كوبونات الأضاحي من قبل أحدهم والذي كان يعمل فني مطابع ومن ثم بيعها خلال موسم الحج دون مراعاة لحرمة الزمان والمكان.
وأعاد البيان إلى الأذهان الخلية النائمة التي تحركت فجأة لتضرب أحد معاقل النفط في المملكة قبل نحو أربعة أعوام من الآن، ذلك لأن وجه الشبهة في بيان وزارة الداخلية الأخير والعملية الإرهابية التي ضربت ينبع أن أعضاءها يتبعون لخلية نائمة تعمل في صمت وتندس بين العامة، قبل أن تلتقطهم أيدي رجال الأمن من جحورهم المظلمة.
لقد ظلت ينبع الواقعة على بعد 350 كيلومترا شمال جدة في مأمن من موجة الهجمات التي استهدفت مدنا أخرى في المملكة حتى ضرب الإرهاب ضربته القذرة في أول مايو عام 2004 الموافق 12 ربيع الأول عام 1425، في عملية إرهابية اهتز لها جبين الوطن بعد أن تمكن ثلاثة من الموظفين السعوديين العاملين في إحدى شركات ينبع الصناعية من الدخول إلى مقر أحد المقاولين التابعين لأحد مصانع البتروكيماوية بينبع الصناعية مستفيدين من التصاريح الممنوحة لهم بحكم وضعهم الوظيفي، حيث مهدوا الطريق لدخول شريكهم الرابع، وشرعوا بعد ذلك في إطلاق النار على مكاتب العاملين مستخدمين أسلحة مختلفة. ونتج عن هذا العمل الإجرامي مقتل خمسة من الرعايا الأجانب من العاملين في مقر المقاول، هم اثنان من الجنسية الأمريكية، واثنان من الجنسية البريطانية وأسترالي واحد، بالإضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين ممن يحملون الجنسيات الباكستانية والأمريكية والكندية، واستشهاد رجل أمن سعودي يتبع للحرس الوطني، وإصابة أكثر من 25 فرداً من الجهات الأمنية ظلوا طوال أسبوعين يتلقون العلاج في عدد من المستشفيات الحكومية.
وقد أصيبت "المدينة الهادئة" في ذلك اليوم بالذهول، وهي التي اعتادت نمطا اجتماعيا هادئا يمتزج فيه المواطن بالمقيم في سبيل استمرار أعمال إحدى أضخم مدينتين صناعيتين في البلاد، قبل أن تبدأ قوات الأمن بإعلان ذروة المواجهة لتغلق أول ملف للإرهاب يفتح في ينبع، وذلك بتعقب هذه الفئة الخبيثة داخل الأحياء السكنية بينبع، حيث جرت مواجهة عنيفة بين رجال الأمن البواسل ورؤوس الفتنة. وتم تبادل إطلاق النار معهم في عدة مواقع مما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم وإصابة الرابع والذي توفي في وقت متأخر متأثرا بجراحه التي أصيب بها خلال المواجهات التي استمرت طوال صباح ذلك اليوم، الذي حفر بصماته في ذاكرة أهالي ينبع.
المفضلات