رنات قلب الذهب
بقلم/ عمير بن عواد المحلاوي
(( رعايانا ... ومخاطر التقنية ))
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ألا كُلّكُم راعٍ . وكلّكُم مسئولٌ عن رعيّتهِ . فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ ، وهو مسئولٌ عن رعيّتهِ . والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتهِ ، وهو مسئولٌ عنهم . والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلِها وولدهِ ، وهيَ مسئُولَةٌ عنهُم . والعبدُ راعٍ على مالِ سيّدِهِ ، وهو مسئُولٌ عنهُ . ألا فكلُّكُم راعٍ . وكلكُم مسئولٌ عن رعيتهِ }.
لا ريب عندي بأن معظمنا مر عليه هذا الحديث الشريف ( الا من أبى ) فدرسناه وحفظناه منذ المراحل الابتدائية ولكن ربما الكثيرون لم يفهموه ولم يتقنوه .
جُل ما يتعرض له أبناءنا وبناتنا في الوقت الراهن من مخاطر التقنية الحديثة ما هو سوى أمر واقعي لا فرار منه أبداً لأنهم يدركون بغيابنا و مؤمنين بثقتنا ومدركين بأننا لن نحاسب ولن نراقب ولم نقترب ونتقرب منهم ولا نعرف ولا نخوض في حياة أطفالنا وشبابنا وبناتنا ومن حولنا .
بين الحين والاخر نسمع عن حالات الانتحار وذلك بسبب الادمان على البرامج كالحوت الازرق وطمبق وغيرها وما تحمله من فكر ضال كما شاهد معظمنا ذلك الفيديو المنتشر عن اعترافات ذلك الطفل وتعريفية بالمراحل التعريفية الاولى وبعد ذلك يقومون بمرحلة غسل المخ والاستدراج وتكون النهاية الوخيمة من قتل الاب أو الانتحار أو أعمال اجرامية لم نعرفها ولم نسمع عنها لا من قبل ولا من بعد بإذن الله .
كثيرون هم الضحايا بين أطفالنا بسبب البعض منا و أعتقد أني لا أقول سوى الحقيقة و الواقع لأنهم وجدوا و وجدن الاب والام والاخ والاخت والصديق/ة والحبيب/ة والعشيق/ة في وسائل التواصل الاجتماعي في وقت نحن بعيدين عنهم وللأسف نحن من سلمناهم زمام الامور وسلمناهم بأيدينا العقول و ليس ذلك فحسب بل سلمناهم أيضاً ( الاجساد ).
لم أقل ذلك ليشمر الاب عن ساعديه ويراقب أبنه عن كثب أو تهمُ الام بفتح جوال أبنتها وتلح عليها بالأسالة فجأة من وكيف ولماذا ، بل ما وددت قوله وقصده وإفهامه هو ( التخفيف والتقرب معاً ) نعم أن غيابنا أصبح لهم البديل عنا وعن مجالستنا والكلام معنا في كل شيء ولا أود الخوض بأكثر من ذلك لأن ما يحمله المجتمع عالم من الاسرار يقشعر لها البدن ويبكي منها الحجر .
أن وسائل التواصل الاجتماعي هو بحر عميق لا نهاية له والبرامج والتقنيات الكثيرة والمتشعبة لا حدود لها ولكن لا يمنع ذلك من التعرف عليها لنحمي فيها رعايانا فهم أمانة كبيرة على عاتقنا سنسأل عنها يوم القيامة فهل أعددنا الجواب ؟
(( ومضة قلب ))
أتمنى أن أكون قد ايقظت تلك الاجساد النائمة ، والأذهان الناسية .
(( و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم )).
المفضلات