سلسل فضيلة الشيخ محمد حسن الأنصارى حفظه الله إمام وخطيب جامع عثمان بن عفان للمصلين على مدى الجمع الأربع الماضية بعض أشراط الساعة الصغرى فذكر فضيلته خلال خطبة الجمعة 23/3/1427هـ ما هو واقع في مدينة تبوك من زراعة كبيرة ووفره للمياه وخيرات عمت الكثير من المناطق هو أحد أشراط الساعة.
وقد إستشهد حفظه الله بما رواه معاذ بن جبل رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في عزوة تبوك ( أنكم ستأتون غداً إن شاء الله عين تبوك ، وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار ، فمن جاءها منكم ، فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي) فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان ، والعين مثل الشراك تبض بشئ من ماء – أي تسيل بماء قليل- قال فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هل مسستما من مائها شيئاً ؟ . قالا نعم . فسبهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهما ما شاء الله أن يقول . قال ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلاً قليلاً ، حتى اجتمع في شئ . قال ثم غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يديه ووجهه ، ثم أعاده فيها ، فجرت الماء بعين منهمر أو قال غزير حتى أستقى الناس ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ها هنا قد ملى جناناً ) .إنتهى
وكذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً)

وكان فضيلته قد بدأ الخطبة بانشغال الناس هذه الأيام بمن سيفوز بالدورى وترقبهم للمنتصر وكان الأولي أن يشتغل الناس بما هو أنفع وأصلح لهم في دينهم ودنياهم بدلاً من الانشغال بهذه الأمور في زمن كثر فيه موت الفجأة وهو أحد أشراط الساعة الصغرى وبين حفظه الله ما يحصل من موت يوصف بالسكتة القلبية أو الحوادث المرورية وما أكثرة هذا الزمان فيكون الإنسان بكامل صحته وعافيته فيداهمه الموت ولو كان بالمرض لوجد الإنسان فرصة للتوبة والاستغفار ومراجعة النفس. فعلى المسلم الحرص والطاعة والتوبة لله عزوجل والاستعداد للقاء ربه في أي لحظة .

وما ذكره الشيخ من أشراط الساعة هو ظهور القحطاني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه .
قال القرطبي يسوق الناس بعصاه كنايه عن إسقامه الناس وانعقادهم إليه . واتفاقهم عليه ولم يرد نفس العصا وإنما ضرب بها مثلاً لطاعتهم ورضوخهم لأمره .
وأردف حفظه الله بذكر هذه الواقعة وهي: عندما حدث عبدالله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما بأنه سيكون ملك من قحطان غضب معاويه رضى الله عنه فقام فأثنى الله بما هو أهله ، ثم قال أما بعد ، فإنه بلغني أن رجالاً منكم يتحدثون بأحاديث ليست في كتاب الله ، ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأولئك جهالكم ، فإياكم والأماني التي تضل أهلها ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن هذا الأمر في قريش ولا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين )
وما أنكره معاويه خشية أن يظن الناس أن الخلافة تجوز في غير قريش ولم ينكر خروج القحطاني والقحطاني ليس هو الجهجاه لأنه من الموالي لأن القحطاني من الأحرار ينتسب إلي قحطان

ودعا فضيلته في ختام خطبته إلي التكافل الاجتماعي والمداومة على البذل والإنفاق في سبيل الله ولو باليسير وشدد حفظه الله أن يكون الإنفاق دائماً وبشكل مستمر أفضل من أن ينفق المرء مره واحده مبالغ كبيرة ثم يتوقف.
وضرب مثلاً : بأنه لو دفع كل واحد من أهالي الحي مبلغا بسيطاً كعشرين ريالا فقط في الشهر وبصفة مستمرة فما مجموعة لن يقل عن عشرة ألاف ريال توزع على الفقراء من أبناء الحي تحفظ ماء وجوههم وتدخل على قلوبهم السرور وترفع من درجات المنفق عند ربه


وهي دعوة جديرة بالاهتمام من الجميع قدمها الشيخ جزاه الله عن الإسلام والمسلمين كل خير و نأمل أن نراها بشكل فعلى على أرض الواقع بحيث يقوم أئمة المساجد بحصر المحتاجين بالتعاون مع أهل الحي ويبلغ القاطنين فيه بهذا البرنامج من خلال خطب الجمعة وتنظم وتدار بآلية مناسبة عن طريق الاستقطاع أو نحوه وأرى أن تشرف عليها أحد الجمعيات الخيرية في ينبع ، وأسرة المجالس الينبعاويه ومن واقع ما هو ملقى على عاتقها من نقل وكتابة الأفكار التي تهم مجتمعنا لتضم صوتها لصوت الشيخ محمد حسن الأنصاري في هذا الطرح لما له الأثر البالغ على مجتمعنا وبما يزيد من أواصر التآخي والتآلف التي أمر بها ديننا الحنيف وبما يعود على المرء من الخير الكثير في آخرته .
هذا ما أدركته من خطبه الجمعة فجزئ الله فضيلة الشيخ محمد الأنصارى على ما قدم ويقدم وجعل ذلك في موازين حسناته .


ملاحظة / أرجوا أن أكون وفقت في نقل بعض ما دار في الخطبة وإن كان من خطأ أو زلل فمن الناقل لا من المنقول منه والله أسأله التوفيق.