عجباً لغفلتنا !! في هذه الحياة مع كثرة العبر والمواعظ، يضحك أحدنا ملء فيه، ولعل أكفانه عند القصّار ينسجها، ويلهو ويلعب وربما ملكُ الموت واقف عند رأسه يستأذن ربه في قبض روحه،

يخيّل إليه أنه مقيم مغتبط وهو راحل مفتقد، يساق سوقاً حثيثاً إلى أجله، الموت متوجه إليه والدنيا تطوى من ورائه، وما مضى من عمره فليس براجع عليه، كم ودعنا من أب وأم، وكم نعينا من ولد وبنت، وكم دفنا من أخ وأخت، ولكن أين المعتبرون؟

فأكثر الناس إلا من عصم الله في هذه الحياة مهمومٌ مغمومٌ في أمور الدنيا، لكنه لا يتحرك له طرف ولا يهتز منه ساكن إذا فاتته مواسم الخيرات، أو ساعات تحرّي الإجابات، تراه لاهياً ساهياً غافلاً، يجمع ويطرح يزيد وينقص، وكأن يومه الذي يمر به سيعود إليه، أو شهره الذي مضى سيرجع عليه.


إن من أعظم الغفلة أن يعلم الإنسان أنه يسير في هذه الحياة إلى أجله، ينقص عمره، وتدنو نهايته، وهو مع ذلك لاهٍ غافلٍ لا يحسب ليوم الحساب، ولا يتجهز ليوم المعاد، يؤمّل أن يعمّر عمر نوح، وأمر الله يطرقُ كل ليلةٍ والواعظ يقول له:


يا راقد الليل مسروراً بأوله إن الحوادث قد يطرقن أسحارا


كم رأينا في هذه الحياة من بنى، وسكن غيره، وجمع ثم أكل وارثه، وتعب واستراح من بعده. ألم يأن للغافلين اللاهين في هذه الحياة أن يدركوا حقيقتها وأن حياتها عناء، ونعيمها ابتلاء، جديدها يبلى، وملكها يفنى، ونحن مع ذلك غافلين كأن الموت فيها على غيرنا كتب، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب. يقول الحسن البصري رحمه الله: "أدركت أقواماً لا يفرحون بشيء من الدنيا أتوه، ولا يأسفون على شيء منها فاتهم، ولقد كانت الدنيا أهون عليهم من التراب الذي يمشون عليه".


تلك القبور التي غيبت فيها أجساد تحت التراب .. تنتظر البعث والنشور وأن ينفخ في
الصور ..اجتمع أهلها تحت الثرى .. ولا يعلم بحالهم إلا الذي يعلم السر وأخفى ..
نعم ..
إنه الموت ..
أعظم تحدٍّ تحدى الله به الناس أجمعين
..الملوك والأمراء .. والحُجّاب والوزراء .. والشرفاء والوضعاء .. والأغنياءوالفقراء
كلهم عجزوا أن يثبتوا أمام هذا التحدي الإلهي
قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت
إن كنتم صادقين

أين الجنود ؟
أين الملك ؟
أين الجاه ؟
أين الأكاسرة ؟
أين القياصرة ؟

أين الزعماء ؟







الملك فهد بن عبد العزيز



الملك سعود بن عبد العزيز

الملك فيصل بن عبد العزيز

الملك خالد بن عبد العزيز


الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رئيس دولة الإمارات

جابر الأحمد الصباح - ملك الكويت


الملك حسين بن طلال - ملك الأردن


الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات

رفيق الحريري - رئيس لبنان


الرئيس حافظ الأسد رئيس سوريا



ملك المغرب الحسن الثاني


جمال عبد الناصر - رئيس مصر



أنور السادات - رئيس مصر





الملك فاروق - رئيس مصر


إنه موقف لا بد من وقوعه .. يمرّ به الملك والعبد .. المؤمن والكافر ، البر والفاجر.. الذكر والأنثى ، والصغير والكبير..
بل حتى الأنبياء والرسل مرّ بهم الموقف المهول واللحظات الحاسمة..
إنه موقف قادم إليك،
لننطلق معا في رحلة عبر الزمن لمن مرّ بهم الموت وحلّ ضيفا عليهم.. إنها رحلة العمر..
رحلة بدأت وستنتهي، فانظر بين السطور نهايتك واختر لنفسك..
لا يزعجك الخوف، فلا فائدة منه لدفع الموت ولا لرده، بل تأمل ساعات النهاية لهؤلاء
واختر لنفسك منهم.. فلكل حيّ نهاية..

وربما يكون لك في ذلك عبرة فأنت من الأموات وأصحاب القبور غدا..
ولخروج الروح آلام وشدائد.. فهي تُنوع من الجسد وتَجذِب معها العروق والأعصاب..
ألم تر أن الميت ينقطع صوته وصياحه من شدّة الألم..!!
إنه مشهدٌ مؤثر وموقف لن يتكرر..



أخي الحبيب..

إن الموت حقيقة قاسية رهيبة، تواجه كل حي فلا يملك لها رداً، وهي تتكرر في كل لحظة ويواجهها الجميع دون استثناء،
قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ[العنكبوت:57]، إنها نهاية الحياة واحدة فالجميع سيموت لكن المصير بعد ذلك يختلف،فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ[الشورى:7]، وفي الموت عظة وتذكير وتنبيه وتحذير، وكفى به من نذير، قال: {كفى بالموت واعظاً}
والموت هو الخطب الأفظع والأمر الأشنع والكأس التي طعمها أكره وأبشع، وأنه الحادث الأهدم للذات والأقطع للراحات والأمنيات.
ولكننا مع الأسف الشديد نسيناه أو تناسيناه وكرهنا ذكره ولقياه مع يقيننا أنه لامحالة واقع وحاصل، والعجب من عاقل يرى استيلاء الموت على أقرانه وجيرانه وكيف يطيبعيشه! وكيف لا يستعد له! إن المنهمك في الدنيا، المكب على غرورها المحب لشهواتها يغفل قلبه لا محالة عن ذكر الموت، وإذا ذُكّر به كرهه ونفر منه، ومن لم يتذكر الموت اليوم ويستعد له فاجأه في غده وهو في غفلة من أمره وفي شغل عنه.

النفس تبكى على الدنيا وقد علمت ** آن السلامة فيها, ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ** إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فان بناها بخير طاب مسكنها ** وان بناها بشر, خاب بانيها
أين الملوك التى كانت مسلطنه ** حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
أموالنا: لذوى الميراث نجمعها ** ودورنا: لخراب الدهر نبنيها
كم من مدائن في الآفاق قد بليت ** أمست خرابا, وافنى الموت أهليها



*** موت المـلـوك والرؤسـاء ***

إن أي شعب من الشعوب غالبا يكون شعب عاطفي، تهزه المصائب، وتغلب عليه الأحزان، ويبكي على الموت بحرارة وحرقة؛
لهذا بُكي مثلا على فقيدنا الغالي فهد بن عبد العزيز رحمه الله أشد البكاء الذي مات فجأة ، ولم تُجْدِ معه محاولة الأطباء، ولا أنواع الدواء، وقد اجتمع حوله من النطاسيين والخبراء أكبرهم قدرًا، وأثقلهم وزنًا، لكن الداء إذا كان من السماء بطل الدواء، وعز الشفاء. "ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بماتعملون" [المنافقون: 11]


فهذه نهاية كل حي: أن يموت،وأن يوارَى في حفرة، وأن يدع الأهل والولد، والأعوان والخلان، وأن يواجه وحده عملهفي حفرته أو في قبره.
هذه نهاية الرسل والأنبياء كما قال اللهلرسوله: "إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَالْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ" [الزمر: 30، 31]، وقال له: "وَمَاجَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَأَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِوَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" [الأنبياء: 34، 35].


وهذه نهاية الملوك والأمراء والأباطرة وغيرهم من أصحاب السلطان، وذوي الهيل والهيلمان، ممن ملكوا القناطيرالمقنطرة من الذهب والفضة، وممن كانت
الجيوش الجرارة تحرسهم، والرجالالأقوياء يخدمونهم، والشعوب رهن إشارتهم، وطوع إرادتهم، ثم أتاهم هازم اللذات، ومفرق الجماعات: الموت، ففارقوا
هذا كله، ولم يغن عنهم هذا كله منالله شيئا! فارقوه مكرهين، وواجهوا مصيرهم منفردين. ولسان حالهم يقول: "مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ"
أو يقول ما قاله أحد الملوك الكبارمن المسلمين، وهو على فراش الموت: "يا من لا يزول ملكه، ارحمن من زال ملكه"!
طافت هذه الأفكار والأحاسيس بخاطري بعد موت سبع أو ثمان ملوك في أقل من سبع سنوات . وقلت في نفسي: لماذا لا يعتبرالناس بالموت؟

لماذا ينسى كل حي أنه ولد ليموت؟ لماذا ينسى المرء مَن شيعه من أقارب وأحبة وأصدقاء وواراهم التراب؟

لماذا ينسى الملوك والرؤساء أن الملك لو دام لمن قبلهم ما وصل إليهم؟ وأنه سينتقل منهم إلى مَن بعدهم؟
فكرت في أحوال عظماء الدنيا وكيف أن الموت قد خطفهم في لحظات .




فهذا رئيس أمريكا الأسبق الهالك (جون كينيدي) قد خطفه الموت في لحظة وهو محاط برجاله وموكب مهيب وسيارات ، فلم تردَّ ملك الموت عنه تلك الحشود العظيمة من رجال الأمن ولا السي آي ايه (cia)....فلا تنفع مع ملك الموت إذا جاء أجهزة الاستخبارات!!




وهذا رئيس مصر السابق محمد أنور السادات ،وكيف انتهى عمره في ذلك العرض العسكري بعدة رصاصات !





لحظة اغتيال الرئيس المصري أنور السادات


فلم تنفعه أمريكا ولا حمايتها له ولا ماكان يحلق فوقه في ذلك العرض العسكري من الطائرات !!
وأين المنافقين اللذين كانوا يهتفون له قبل دخوله (بالروح بالدم نفديك ياسادات) ؟!


وصدق الله العظيم القائل :- ( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر) فما أعظمها لمن تدبّرها من آيات قاصمات!


ثم تأمّلت في حال أعظم ملوك الأرض في هذه الدنيا في عصره ملكنا الراحل فهد رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح الجنات ، فبعد عمر طويل ختمه رحمه الله بالطاعة والصالحات بإذن الله .....


جاءه ملك الموت على غفلة ممن كانوا حوله ودخل عليه بلا استئذان متجاوزاً جميع الحراسات!


وماذا أخذ من هذه الدنيا الفانية إلا رداءان لفّ فيهما جسده وحنوط وقبر صغير ليس به نوافذ أو بوابات !




وانتهى ربع قرن من حكمه المديد في بيان صغير من الديوان الملكي.... فانتهى حكم الملك القوي فهد ببضع كلمات!




ثم تذكرت أمير الكويت الراحل الشيخ جابر رحمه الله وكيف أنه قد نجى من الموت بعد أن حاولوا قتله في عدة محاولات .
إلا أنه عندما حان موعد موته فإن ملك الموت قد انشب أظفاره فيه فأصبح جسده بعد فترة قصيرة مجرد رفات...
فلم تعد تنفعه أمواله ... فلا مواكب في القبر ولا سيارات !


ثم تذكرت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وكيف أنه قد نجى من أكثر من 50 محاولة لإغتياله إلى أن جاءه الموت وهو في المستشفى العسكري بباريس فخطفه من بين
الأطباء اللذين لم ينفعونه ولا الممرضات ،


فهل ستنفعه السلطة الفلسطينية عند ملكي الحساب وهل سينفعه أصحاب تلك الشعارات؟!



مراسم جنازة الرئيس الفلسطيني يا سر عرفات


وتذكرت ملك المغرب الحسن الثاني ووفاته المفاجئة ...
فلم يعد ينفعه وزير داخليته المجرم ادريس البصري ولا لقبه الذي أطلقه على نفسه (أمير المؤمنين) ولا ملكه القوى ولا الوزارات.


وتذكرت بعده الشيخ عيسى آل خليفة أمير البحرين تلك الامارة المليئة بالمنكرات ،
وماذا سينفعه لقب (أمير) إن لم يغفر الله له وجاءت تلك الملاهي في بلاده في ميزان السيئات ؟!!
نسأل الله أن يتجاوز عنه وأن يعاملنا وإياه برحمته لا بعدله فهو أرحم من في الأرض والسموات .


وتذكرت الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الإمارات ، وتذكرت ما في بلاده من أبراج شاهقة وبنايات ،




ولكن ماذا أخذ منها معه في قبره ؟ أخذ معه فقط أعماله من حسنات وسيئات ،
وليس في القبر( سمو الشيخ) ولا( سمو الرئيس) ولا أيا من تلكم الصفات!




الشيخ زايد آل نهيان محولا على الأعناق بعد وفاته





وتذكرت ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال بن عبدالله ووفاته وموكب جنازته ....
وما قاله قبل ذلك لزوجة رئيس وزراء اسرائيل القتيل المجرم رابين : بأنه يتمنى أن يكون مثل رابين في طريقة الوفاة ،
فالله سبحانه هو الحكم هل كان الحسين ملكاً شريفاً أم أنه باع القدس وانه قد كان من أهل الخيانات.




ثم جاء في ذاكرتي دور رئيس سوريا حافظ الأسد وكيف تفاجأ الجميع بخبر وفاته بدون مقدمات .
وتذكرت موكب جنازته في قريته (القرداحة) فأصبح ذاك الأسد المفترس جثة هامدة وعظاماً بالية ورفات !
سبحان الله ... ثمانية من ملوك وحكام العرب ماتوا في أقل من سبع سنوات!


فما أعظم الجبار ملك الملوك العزيز الصمد الذي ستكون الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة وبيمينه سبحانه سيطوي السموات !
وهل تعلم ماذا سيفعل الملك سبحانه وتعالى؟
سينادي جل وعلا (لمن المُلك اليوم)؟ ثم يجيب نفسه بنفسه سبحانه (لله الواحد القهار) !!
ولن يجيبه من الملوك أحد في ذلك الوقت لأنه سبحانه سيكون قد أفناهم وقهرهم .....

وسيكون جميع ملوك الأرض في ذلك الوقت في عداد الأموات !

*******

فيا أيها المغرور


يا كثير السيئات غداً ترى عملك، ويا هاتك الحرمات إلى متى تديم زللك؟ أما تعلم أن الموت يسعى في تبديد شملك؟ أما تخاف أن تؤخذ على قبيح فعلك؟ واعجبا لك من راحل تركت الزاد في غير رحلك!! أين فطنتك ويقظتك وتدبير عقلك؟ أما بارزت بالقبيح فأينالحزن؟ أما علمت أن الحق يعلم السر والعلن؟ ستعرف خبرك يوم ترحل عن الوطن، وستنتبهمن رقادك ويزول هذا الوسن. قال يزيد بن تميم: ( من لم يردعه الموت والقرآن، ثم تناطحت عنده الجبال لم يرتدع!! ).



لكل نفس وان كانت على وجل ** من المنية أمال تقويها
المرء يبسطها والدهر يقضيها ** والنفس تنشرها والموت يطويها
إن المكارم أخلاق مطهره ** الدنيا أولها, والعقل ثانيها
والعلم ثالثها, والحلم رابعها ** والجود خامسها, والفهم ساديها
والبر سابعها والشكر ثامنها ** والصبر تاسعها ,واللين باقيها
النفس تعلم أنى لا أصادقها ** ولست ارشد الاحين اعصيها



تذكر أخي الكريم: أن الدنيا أيام معدودة، مستعارة مردودة، وأنك فيها في ابتلاء وأنها لك دار علم، وأنه لا مفر لك من نهاية الأجل، وأن القبر فتنة وحساب فإما نعيم وإما عذاب، وأن المرء يموت على ما عاش عليه، ويبعث على ما مات عليه. ففريق في الجنةوفريق السعير.
فهل أعددت للموت عده؟ وهل فكرت يوماً في وحشة القبور؟ وهل تأملت في أهوال الحشروالنشور؟




أخي الحبيب:


انظر لحال الموتى وتأمل حالهم ومآلهم فوالله إنه سيأتيك يوم مثل يومهم وسيمر عليك ما مرّ بهم، ألا فاعتبر واستعد، ولا تغفل ولا تنسى مصيرك ومآلك، فهل تصورتنفسك وأنت مكان هذا المدفون ، والله إنها نعمة كبيرة أن أعطاك الله العبرة من غيرك ولم يعط غيرك العبرة منك، فأعطاك الفرصة أن تحاسب نفسك وتستعد لذلك المصرع، فهلاّ استفدت من هذه الفرصة ما دام في الوقت مهلة ، لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ [الصافات:61] وجاء في الحديث عن النبيأنه قال: (إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانتصالحة قالت: قدموني، قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها: ياويلها أين تذهبونبها)



أخي الحبيب:
هل تذكرت لحظة الفراق عندما تلقي آخر النظرات على هذه الدنيا وتستقبل الآخرة بمافيها من الأهوال والصعاب فإما أن تنتقل إلى سموم وحميم وتصلية جحيم فاعمل من الآنعملاً ينجيك بإذن الله مما أمامك من أهوال ما دام في الوقت مهلة وما دمت تستطيع ذلكلتخرج من هذه الدنيا مرتاحاً وفرحاً مسروراً بلقاء ربك، وبما أعده لك من النعيم المقيم.







ولدتك أمك يا ابن آدم باكياً *** والناس حولك يضحكون سروراً
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا *** في يوم موتك ضاحكاً مسروراً