[align=center]صحيفة المدينة الثلاثاء, 25 نوفمبر 2008
عامر هزازي - ينبع تصوير: علي الزهراني




تعتبر صناعة أدوات صيد السمك مثل «القرقور» و«الصخاوي» من الحرف البحرية القديمة التي يشتهر بها أهالي ينبع على ساحل البحر الأحمر، حيث احتفظت تلك الصناعة اليدوية بشكلها وفاعليتها، ولكن مع صخب الحياة ابتعد الكثير منهم وأصبحت العمالة الأجنبية تسيطر على هذه المهنة، وذلك بسبب عدم تقبل أبناء هذا الجيل لتلك المهنة.
«المدينة» التقت بصناع «القرقور» الذين أكدوا أنه لم يتبق منهم إلا القليل.
صناعات بيئية
يقول العم محمد معوض العبسي إن له 65 سنة في هذه الصناعة التي ورثها من والده عن جده، إن أبناء هذا الجيل لا يعرفون كيفية صناعتها، وذلك بسبب ابتعادهم عن الصناعات الحرفية وبحثهم عن الوظائف الرسمية، ولذلك تجد أن العمالة الأجنبية بدأت تسيطر على تلك المهن البيئية التقليدية.
ويشرح لنا العم محمد كيفية صناعة أدوات الصيد التقليدية، إذ أن عمله لابد أن يكون على مهل وبتأن ويكون شكله بيضاويا قريبا من شكل نصف البيضة، ومصنوع من معدن مرن نوعا ما وهي أسياخ حديدية تطلى بالنحاس وبعد صنع القفص نقوم بحرقه حتى ينطفئ لمعانه لنضمن عدم خوف الأسماك، ويكون النفق أو الفم على شكل قمع، وهناك القرقور الصغير الذي يكون على شكل كعكة دائرية الشكل وتكون الفتحة من الأعلى ونفس الفتحة في القمع تستعمل لإخراج السمك منها بعد اصطياده،
وبعد دخول الأسماك إلى القفص تسجن في داخله ولا تتمكن من الخروج منها مجددا.
انقراض المهنة
ويشاركه العم محمد سليمان البذيلي قائلا إنهم ذاقوا مرارة البحر وخافوا من انقراض هذه المهنة، وذكر لنا الأماكن التي تستخدم فيها «الصخاوي» إذ لا تستعمل «القراقير» في الأماكن البحرية ذات الأرض الرملية لعدة أسباب أهمها عدم ثبات القفص واحتمال أن تمطرها الرمال أو تسحبها التيارات من أماكنها.
وعن أنواع السمك التي تصاد بـ»القرقور» يقول البذيلي: على اختلاف أحجام الأسماك فإنها لا تختلف كثيرا من ناحية الفصيلة والصنف ويكون الاختلاف في الحجم وهذه الأسماك مثل «الشعور والسيجان والحريد وأبو قرن وغيرها من الأنواع الأخرى..
وتدخل الأسماك إلى «القرقور» من خلال فتحة على شكل مخروطي «قمعي» تنتهي بفتحة صغيرة، وتظل الأسماك في «القرقور» حتى يتم سحبه إلى السطح ويتم حصده خلال يومين من نصبه
.[/align]